مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

ملتقى النص المسرحي استلهام التراث والحكاية

اختتم ملتقى النص المسرحي السعودي دورته الأولى بعد أن قدم برنامجاً متكاملاً بدأ برعاية الدكتور عبدالله الجاسر لافتتاحه ممثلاً عن وزير الثقافة والإعلام، وتدشين موقع جمعية المسرحيين السعوديين، بالإضافة إلى تكريم الكاتبة المسرحية الرائدة ملحة عبدالله، وإقامة أربع جلسات تضمنت اثنتي عشرة ورقة عمل متنوعة في محاور شتى داخل نسيج قراءة تجارب واتجاهات النص المسرحي في المملكة، وشهدت كذلك توقيع أحدث كتابين على مستوى المكتبة المسرحية وهما: (لعبة كراسي) لفهد ردة الحارثي، و(صفعة في المرآة) لعبدالعزيز الصقعبي.

وقد جدد أحمد الهذيل، رئيس جمعية المسرحيين السعوديين، في كلمته تأكيده بأن الفعاليات المسرحية تقدم عملاً ثقافياً وتتطلب تكاتف الجميع من مسرحيين ومثقفين، كما أنها تفتح الأبواب لكل صاحب رؤية وفكر ومشروع وإبداع.
وتحت عنوان (النص المسرحي السعودي.. استلهامات فكرية) وبإدارة الأستاذ هاني عقيل وتعقيب الناقدة خديجة ناجع، شهدت الجلسة الأولى من ملتقى النص المسرحي مشاركة ثلاثة من أصحاب التجارب التأليفية في المملكة، هم: محمد العثيم، وعبدالعزيز السماعيل، وسامي الجمعان، حيث تضمنت الأوراق ثلاث قراءات مختلفة، وشهادة وتحليل ونقد ذاتي أحياناً، قدم كل محاضر منهم رؤية حول الكتابة المسرحية بوصفها طقساً وحالة يمكنها صنع سياقها واتجاهها الخاص، كما تناولوا حضور التراث والحكاية في مكوناتها الفنية.
وتطرق محمد العثيم في ورقته المعنونة بـ(نص عربي من طقس إنساني) إلى تقرير وجوب مراجعة مفهوم النص المسرحي ومناقشة أخطائه بعيداً عن المعطى الثقافي العام، معللاً ذلك بقوله: «بدأنا أغراباً في المسرح وانتهينا أغراباً». واعتبر العثيم أن صعوبة احتواء جو مسرحي كامل هي السبب في اقتصار المسرحيين على تلمس الاجتهادات في الوقت الذي انصرفت فيه العناصر المسرحية الجديدة نحو الترفيه.
بدوره قدم الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل ورقة عنوانها (استلهام التراث الشعبي في المسرح)، تحدث فيها عن علاقته إنسانياً بمشاهد التراث الذي أصبح مكوناً ثقافياً تشكل في وعيه ووجدانه وذاكرته قبل أن يحضر في نصه المسرحي.
في الورقة الثالثة قدم الناقد والمسرحي سامي الجمعان ملامح من تجربته الخاصة ضمن عنوان (الوعي بتوظيف الحكاية في المسرح السعودي).
وفي الوقت الذي اتفق فيه المتحدثون في جلسة (نص المونودراما.. أبعاد التجربة) على استعراض جوانب من مسيرتهم الكتابية في هذا المجال الذي يطلق عليه أيضاً (مسرح الشخص الواحد)، وتباينت آراؤهم بين من يطالب بالاهتمام به ومنحه المزيد من مساحات الضوء والرصد، ومن يرى عدم تمييزه عن النص المسرحي بشكله العام، ففي حين اقترحت الكاتبة والناقدة الدكتورة ملحة عبدالله تأسيس فرقة خاصة تعنى بكتابة النصوص المونودرامية وتقديم العروض محلياً وخارجياً معتبرة أنه الشكل الأكثر ملاءمة للظروف الحالية في المسرح السعودي، رأى الروائي والمسرحي عبدالعزيز الصقعبي أن الملتقى يجب أن يعمل على تشكيل رؤية جديدة للنص بغض النظر عن شكله، بينما وقف فهد ردة الحارثي في منطقة وسطى، ودون أن يخفي تعلقه بنص المونودراما الذي قدم من خلاله أعمالاً مهمة في تجربته، ففضل الحارثي النظر إلى هذا الفن المسرحي بعين الناقد المحايد، جاء ذلك في الجلسة الثانية للملتقى والتي أدارها الأستاذ نوح الجمعان وعقب عليها الناقد والمسرحي ياسر مدخلي.
واختار ملتقى النص المسرحي السعودي لجلسته الثالثة أن تسبر أغوار مسرح الطفل بين الواقع والمأمول، وذلك بثلاث أوراق قدمها كل من فهد الحوشاني بعنوان: (مسرح الطفل الحاضر الغائب)، ويحيى العلكمي بعنوان: (مسرح الطفل، الفعل التربوي وأثره)، ومشعل الرشيد بعنوان: (الموضوع والنموذج في مسرح الطفل في السعودية) في ندوة أدارها المسرحي مساعد الزهراني وعقب عليها عبدالعزيز عسيري.
الكاتب والناقد فهد الحوشاني قدم نقداً صريحاً لغياب الاعتراف بأهمية مسرح الطفل وتجاهل قيمته الثقافية، وبعد جولة سريعة في نشأة هذا المسرح وأبرز رواده، دخل الحوشاني في الصميم النوعي لما يقدم من مسرح الطفل في المملكة، فأشار إلى اقتصاره على اللون التقليدي بسبب غياب التأهيل الأكاديمي الذي يمنح الكاتب المعرفة بالأنواع الأخرى.
من جانب آخر، انطلقت ورقة يحيى العلكمي من الدور التربوي لمسرح الطفل بالإضافة على الأسس الفنية والبنائية وأهم الإشكالات التي تواجه هذا اللون المسرحي.
أما المسرحي مشعل الرشيد فقد قامت ورقته على قراءة في واقع مسرح الطفل المحلي فبدأ من تعريفه لينتقل إلى واقع نص هذا المسرح ونشأته واستلهامه التراث والأسطورة وحياة الغابة ثم دوره كاستجابة لتوسع المدينة والمتغيرات الاجتماعية الحديثة.

pantoprazol 60mg oforsendelse.site pantoprazol iv
ذو صلة