ويح الغريب يذوب من تحنانه ويرقُّ قلبُ الصخر من أشجانه
ويح الغريب وحظُّهُ حظُّ الذي ذاق المرارة من كؤوس زمانه
لاحت لعينيه الأماني حلوةً وبريق أحلام على أجفانه
فانساق خلف النأي مشروخ الصدى والكبرياء يحيكُ من أكفانه
ورأى الحياة تموتُ في أنفاسه ورأى السنين تفرُّ من شيطانه
ياللغريب ونأيهُ وحش به حممٌ تمجُّ النار من نيرانه
يا أيُّها الزيف العجيب أما ترى قلب الغريب يشحُّ من حرمانه؟!
ما أتعس الطير الجريح إذا ارتمى متحسِّراً أسفاً على ألحانه!
ويح الغريب وكل شيء مبهم إلا السراب يلوح في شطآنه
من عاش حراً في النعيم بغربةٍ يا ويله إن غاب عن أوطانه