الرِّياحُ التي مَسحتْ أثراً في الرِّمالْ
كيف تمسحُ من قدمي ألماً في طريقِ الفراقْ؟!
الرِّياحُ التي حرَّكتْ صخرةً في الجِبالْ
كيف تعجزُ عن صخرةِ القلبِ،
وهي تشلُّ العِناقْ؟!
هل حملتِ لِقاحاً لنا يُزهرُ النَّبضَ
حتَّى ترانا الفراشاتُ..
تحمِلَنا النَّسماتُ،
فنبصرَ بالنَّبضِ..
ندركَ أنّ الجهاتِ رِفاقْ؟
الرِّياحُ الضعيفةُ، قال الألَمْ
القلوبُ العنيفةُ، قال النَّدَمْ
والحرائقُ بينهما تضطرمْ
سوف أسكبُ شيئاً من اللَّهو فوقَهما
أُضحِك النَّايَ..
أَرشي الصُّخورَ بدَغدَغةٍ
ربما تفقِدُ الذَّاكرةْ
فتهبُّ إلى نَزوةٍ ماطرةْ
أين تأوي الرياحُ إذا حَزِنتْ؟
سأل الطِّفل أُستاذَهُ
لم يجبْ، واكتفى بمُقاطعةٍ ساخرةْ
ناسياً أن بيتاً حزيناً يحنُّ إلى ضمَّة الأمِّ..
يشهقُ في كلِّ إغفاءةٍ، ويضيق الخناقْ
الرِّياحُ التي بدَّدتْ فرحاً قادماً
كيفَ لم تلتفتْ لحنينٍ يُراقْ؟!
يتحرَّكُ ظلُّ الجدارِ،
ولكنَّ موقفَ أحجارِهِ ثابتٌ،
قال شخصٌ يجالسُ أفكارَهُ الحائرةْ
فلماذا نعاندُ أفكارَنا حين تشرقُ في صَحوةٍ باهرةْ؟!
الرِّياحُ تنقِّل فكرتَها في البسيطةِ،
كي تعرفَ الفرقَ حينَ تفرُّ،
وحينَ تُساقْ!