مجلة شهرية - العدد (584)  | مايو 2025 م- ذو القعدة 1446 هـ

محمد العجيان رحيل صحفي محترف

فقد الوسط الثقافي والصحفي أحد رواد الصحافة الحديثة في المملكة العربية السعودية الأستاذ محمد العجيان، الذي أصيب بمرض أقعده لمدة تقارب العشر سنوات، أبعده عن الحضور الإعلامي، ولكن على الرغم من ذلك كان قريباً من أصدقائه الذين تواصلوا معه في لقاء أسبوعي، وليساهم الأستاذ محمد القشعمي بإصدار كتاب، في عام 2016م، يتناول سيرته الحياتية والصحفية بعنوان (محمد العجيان.. الصحفي الإنسان)، وثق خلاله جوانب مضيئة في شخصية الراحل، وتطرق فيه إلى رحلتهما الدراسية إلى العراق قبل نصف قرن، وعدد من المقالات واللقاءات التي أجراها الفقيد وبعض شهادات زملاء المهنة في تجربة العجيان الثرية.
محمد العجيان وُلد في مدينة الرس 1362هـ - 1943م، ودرس الابتدائية، ثم درس في المعهد العلمي بالرياض، وكانت بدايته الصحفية عبر جريدة البلاد في عام 1960 م واستمر فيها لسنوات قبل أن ينتقل إلى جريدة الرياض ويعمل فيها متعاوناً في العام 1967 وعين مديراً للتحرير فيها عام 1971 ثم تولى رئاسة تحريرها بالوكالة عام 1972 واستمر بهذا المنصب حتى عام 1974 انتقل بعدها لرئاسة تحرير جريدة اليوم عام 1976 ثم أسس جريدة العصر عام 1980 والتي استمرت لنحو ثلاث سنوات.
يقول العجيان عن تجربته في صحيفة الرياض: «إنها تشكل البداية الصحفية الحقيقية لي». ويضيف: «لم يكن هناك صحفي متخصص، فكنا نعمل في مختلف أنواع الخبر الصحفي، ولم يكن عندنا أخبار سياسية، وكان مصدرنا هو وكالة الأنباء السعودية وبعض الوكالات الأجنبية، والإذاعة، وكانوا يرسلون لنا الأخبار من الإذاعة».
وقد قال عنه الأديب السعودي عبدالله الماجد: «إن العجيان ولد صحفياً موهوباً، علم نفسه وأجاد تعليم نفسه، ثم علم آخرين في المهنة، كان امتيازه ذكاؤه المفرط الذي لا يشعر به من يعيش بقربه أو يعمل معه، محمد العجيان لم يكن شخصاً انتهازياً أو تصادمياً لكنه لا يهادن في مكتسباته».
أما الأستاذ داوود الشريان فقد تحدث عن العجيان في مقال صحفي حيث قال: «خلال تجربتي القصيرة مع الصحف السعودية، قبل التخرج في الجامعة، أصبت بخيبة أمل من حال البيئة المهنية الفقيرة، لكن محمد العجيان بدّد خيبة أملي بالوصول إلى صحافة سعودية تحتفي بالنص الموضوعي، كان صحافياً يكتب الجملة القصيرة، ويحترم معايير الخبر، لم يكن في جيله، ولا من سبقه، من يكتب لغة الصحافة الحديثة مثله، محمد العجيان أول من نقل النص الصحافي من الجملة الأدبية إلى الخبرية، وأفسح المجال للنص الموضوعي، والجملة القصيرة، والمباشرة، وهو الأب الروحي للصحافة السعودية الحديثة من دون مبالغة».
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي مشاركات متعددة من زملاء المهنة وعدد كبير من الصحفيين الذين تحدثوا عن ذكرياتهم معه، وتطرقوا لمسيرته الصحفية المهنية.

ذو صلة