مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

من الأشجار المفيدة.. شجرة الملنجتونيا

شجرة الملنجتونيا من أشجار المناطق الاستوائية سريعة النمو في بيئات مختلفة دائمة الخضرة وتوفر الظل، والاسم العلمي لها (Millingtonia hortensis)، وترجع تسميتها بهذا الاسم إلى عالم النبات الإنجليزي توماس ملنجنتون. ويعتقد أن الموطن الأصلي لهذه الشجرة دولة ميانيمار، ومنها انتشرت لبقية دول العالم حتى وصلت للدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية. ومن مميزات هذه الشجرة أنها مقاومة للأمراض والحرارة، ولها القدرة على النمو في مناخات متعددة باختلاف تربتها، وتتحمل الملوحة المتوسطة. ولهذه الشجرة جذع لونه أبيض، وساقها مغلف بطبقة شبه إسفنجية، حيث يصل طوله هذا إلى 25 متراً وما يزيد، ولها أوراق ليست متساوية ومركبة متقابلة، ووريقاتها بيضاوية الشكل ومسننة، لها قمة مدببة يبلغ طول الزهرة بين 8 إلى 10 سنتيمترات، وتزهر خلال الشتاء والربيع وأوائل الصيف، ولها ثمرة ذات قرن أصفر اللون يحتوي بداخله على البذور.
وأشجار الملنجتونيا صالحة للزراعة في الأراضي الطينية والرملية، ولكنها تنمو بشكل أفضل وأسرع في الأراضي الطينية الجيدة الصرف، ويمكن زراعتها في مجموعات، وعلى جوانب الممرات الواسعة، أو في خط موازٍ للجدار وأمام مدخل المنازل. ويفضل أن تكون المسافة بين أشجار الملنجتونيا لا تقل عن ثمانية أمتار، وتحتاج الشجرة لعناية خاصة عند ريها خلال مراحل زراعتها في مكانها المستديم سواء كانت في الشارع أو الحديقة، حيث تحتاج للري المنتظم والمعتدل، ويستمر هذا الري لحين اكتمال نمو هيكل الشجرة، وبعد ذلك من الممكن أن يزيد الفاصل الزمني بين كل سقية وسقية أخرى حتى تتمكن جذور الشجرة على النمو بطريقة سريعة وسليمة، ويعد نظام ريها بالتنقيط هو الأفضل، لهذا يمكن زراعتها في الحدائق أو الطرق وأمام المنازل والمنشآت العامة لمظهرها الجمالي ولإعطاء المكان بهجة ومنظراً جذاباً وروائح زكية.
وشجرة الملنجتونيا هي من بين الأشجار النادرة، وتستعمل للزينة أو كشجرة عطرية بفضل الرائحة اللطيفة التي تنبعث من زهورها، مما يجعلها مثالية لغرسها في الحدائق. وهي من الأشجار العطرية التي تستخلص منها العطور. وبفضل الرائحة الجميلة لهذه الشجرة والتي تنتشر في المساء والصباح الباكر، يُنصح بزراعتها في الحدائق الخاصة وحدائق المستشفيات وحدائق المجمعات التجارية والسكنية.
ولهذا الشجرة عدد من الفوائد والاستخدامات، منها على سبيل المثال لا الحصر: أخشاب هذه الشجرة تدخل في صناعة الأثاث المنزلي وبعض الأغراض الخاصة بالمطبخ مثل تصنيع الملاعق الخشبية ونحو ذلك. كما أنها من الأخشاب المميزة بقيمة عالية لصناعة البناء والتعمير، وتدخل أخشابها في صناعة الفحم وعدد من الصناعات الأخرى. أيضاً لها فوائد لصحة الجسم، إذ إن مستخلص الخشب داخل ساقها يتضمن كمية من العطور الرقيقة الخشبية التي تدخل في صناعة البخور. وينبعث من أزهار هذه الشجرة روائح زكية، ويخرج منها زيت طبيعي عن طريق خبراء ومتخصصين في عملية إخراج هذا الزيت بطريقة احترافية وبدقة متناهية، ويعمل هذا الزيت على تنقية البشرة من السموم الموجودة بها، ويحارب الندوب والخطوط الرفيعة بالبشرة، ولكن عند تطبيقه على البشرة يجب أن تنظف البشرة جيداً بالماء والغسول المناسب حتى نحصل على النتائج السريعة لمحاربة مشاكل البشرة بهذا الزيت.
ولفوائد هذه الشجرة العديدة على البيئة والإنسان، ولقيمتها الجمالية، ولأنها سريعة النمو وطويلة مع فروع قليلة لها نسبياً مقارنة ببعض أشجار الزينة الأخرى وتوفر الظل، ولأنها تتحمل الجفاف والملوحة، ويمكن زراعتها في معظم بيئات المملكة المختلفة، أقترح على بلديات وأمانات مدننا الأخرى الاهتمام بهذه الشجرة في الشوارع وخاصة المتنزهات داخل الأحياء وتشجيع المواطنين على زراعتها في حدائق منازلهم، وكذلك تشجيع المواطنين على زراعتها في حدائق منازلهم وأمام بيوتهم.

ذو صلة