مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

وللشهد عيون

درجات الحرارة في تزايد مستمر.. أصابها مس من الجنون.. لم تشهد لندن أبداً مثل هذا الجو الساخن جداً..
ورغم كل ذلك انغمست وزملائي وزميلاتي الخريجون من طلبة قسم الفنون الجميلة بجامعة جولد سميث في الإعداد للمعرض الفني المصاحب لحفل التخرج في نهاية شهر يوليو..
كان الكل بدون استثناء مملوءاً بالحماس والترقب الممزوجين بآمال عريضة لحضور هذا الحفل المميز، لأنه يضم عدة دفعات حالت ظروف الجائحة عن إقامة التخرج لنا ولهم في الوقت المحدد..
وأخيراً.. بعد جهد عدة سنوات من الدراسة الجادة والأبحاث والعروض والورش الفنية وحضور المعارض الكثيرة والتي حلقنا في سماء البعض منها افتراضياً، والكثير منها واقعياً.. ولكن كذلك كان ممزوجاً بنبضات متعة وموجات شغف كبيرة.. أخيراً حان وقت الحصاد وقطف الثمار... ويارب تكون ثماراً بطعم العسل.
حينما سمعت اسمي يقرؤه رئيس القسم لأتقدم لتسلم شهادتي من العميدة، لم أكن في حقيقة الأمر أسير على المسرح.. لا بخطوات سريعة ولا بطيئة ولا بين هذا وذاك، بل كنت أطير محلقة فرحاً وحبوراً، كيف لا وقد تكلل قلقي وتعبي وسهري بالحصول على درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف!
(ليلى! ليلى!)
تعالت هتافات بهيجة لزملائي فرحاً باسمي بعدما ظهرت لوحتي على الشاشة العملاقة للمسرح وهي مشروع التخرج للمشاركة في المعرض، ولكن يبدو أن القسم أحب مكافأتي وزملائي وزميلاتي بطريقتهم الخاصة...
حقاً كانت مفاجأة يصعب عليّ وصف مشاعري وأحاسيسي تجاهها.. كنت أحس أني ممسكة بكوكبة من نجمات متلألئة أهديها للسيدة الجميلة في لوحتي والتي نجحتْ -بلا غرور- براعة فرشاتي في إبراز ملامحها الفائقة الحسن؛ وبالذات عينيها الجميلتين الواسعتين، وشلالات من الشهد تنسكب منهما..
وحسناً فعلوا بصنيعهم الجميل ذاك.. جعلوها تحضر حفل تخرجي وتباركني روحها ويغمرني رضاها..
أمي.. سلام عليك ورحمة ونور!

ذو صلة