مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

أطياف حلم بعيد

شفقٌ يموج
ووردةٌ تتقدم..
وعلى ضفاف الحلم
يمضي طائرٌ متبسمُ..
يرفو بخيط النور
أسراب الغيوم
وقد غدت نتفاً على الآفاق
ثم ينغمُ..
والريح دارت دورتين
وأسلمت هذا المحب إلى النوى
ليحط في درب الهيام
كما يحب ويرسمُ..
فيرى شجيرات النخيل
على مشارف بيتها
قد ضَوَّأتْها الأنجمُ..
ويرى خيوط الليل
تمشي في عباءتها نهوراً
مثل أوتار الحنين تُرَنِّمُ..
هل هذه الصحراء ضحكتها؟
وهل هذا النشيد ملاذها؟
حين الغروب يشد خيطان القلوب
إلى البعيد وما يزال يخيمُ..
أمضي إلى غدها
كأني أحمل الأشواق طيف حمامةٍ
لما تزل قرب السحابة تحلمُ..
أنا كلما أخفيت وجدي برهةً
ملأ الفؤاد غريدها المتقدم..
وأنا أخط مع الفراش زهورها
وأضيء قلباً بالصبابة ينعمُ..
وهي التي تمضي
فيزهر خلفها قمر الرؤي
ويهز أغصان الكلام
لكي يساقط لؤلؤاً يتبرعمُ..
سميتها الينبوع
يجري في دمي شغفاً
ويصعد نخلةً نحو السماء
ويغنمُ..
وأنا رهين الأسر
ليس لغربتي قمرٌ
ولا بيتي أمام الريح يصمد
إنما أسكنت قلبي وجدها
ليظل في عبق الضياء يُحَوِّمُ..

ذو صلة