مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

أمواج الحنين

سُحُبٌ تدورُ
وموجةٌ تَرْفو شواطئَ غُرْبةٍ
وتهزُّ أوتارَ السّنينْ...
والأرضُ هادئةٌ
تنامُ على الأسى
وتُضيءُ جوهرَها الثّمينْ...
وأنا هُنا
بَيتي وراءَ الرّيحِ منْ قَصَبٍ
وخلفَ البيتِ مِئذنةٌ
وأجْملُ طائرينْ...
وأنا المُضيّعُ بيتهُ
مازال يُغْرقني النّوى
فأدورُ في حمّى الغيابِ
وأُطْلقُ الرّوحَ الحبيسةَ ورْدتينْ...
والقلبُ نِصْفٌ في الثَّرى
والنِصفُ منْ ماءِ الثُّريّا
يلْبسُ الأنْوارَ في دَعةٍ
ويرْسمُ فَرْحتينْ...
لِمَ أيّها القلبُ المُجلْجلُ
لَمْ تَدَعْ لي نبضةً أُخْرى
لأصْعدَ نَخْلةً؟
وألمَّ عنْ شَفَقِ الغروبِ أحبّتي
وصهيلَ أوردتي
وأُشْعلَ في مَداركَ نَجْمتينْ...
لِمَ لمْ تَصرْ لي موجةً
وشراعَ أُمْنيةٍ
لأُعْلي في دمي
موجَ القصائدِ والحنينْ؟
هذا دَمي
كمْ كانَ يرسمُ في الطريقِ غزالةً؟
ويُضيءُ أزْهارَ المحبّةِ
في مشارفِ نَخْلتينْ...
هذا دَمي
وأصابعي أغْصانُ لوزٍ
تَشْتهي شَمْساً
ولَثْمَ حَمامتينْ...
والليلُ يلبسُ ليلةً أُخْرى
لتلْمعَ تحتها عينانِ مَسَّهُما الهُيامُ
فصارتا تَغْريدتينْ...
بَيتي وراءَ الرّيحِ
والدنيا تدورُ
كأنّني بينَ المَدى والليلِ
أذْرفُ في اغْترابي دَمْعتينْ...
الليلُ نِصْفُ الذكْرياتِ
ونِصْفُها الأشواقُ
ترْسمُ للغَريبِ حَمائمَ الذّكْرى
وبَهْجةَ غَيمتينْ...
فاجْعَلْ لِقلْبِكَ ما يُحبُّ
وخَلِّهِ دَرْباً إلى ضوءِ اليَقينْ..

ذو صلة