في أحد الأيام، كنت قد أُرهقت من التعب في الصيف الحار تحت أشعة الشمس المؤذية، فجلستُ على جانب الطريق لأخذ استراحة. وهناك، جلستُ أنظر إلى تلك الزهرة الجميلة، ذات اللون الأصفر الزاهي، بجانب صخرة قاسية وفي أرض جافة قاحلة لا تصلح للعيش. كانت وحيدة، ليس بجوارها أحد يواسيها.
قلت في داخلي: كانت بذرةً صغيرةً، تحتاج لمن يعتني بها أو أن توضع في بيئة مناسبة لحياتها، لكي تثمر وتزهر. ولكن الحقيقة كانت موجعة، فقد وُلدت هذه البذرة بجانب صخرة مزعجة، وفي أرض جافة. ومع ذلك، كانت بذرة قوية. صمدت، واستمر صمودها، وتغذت على القليل من الماء وهي تعاني من الجفاف. كانت في كل مرة تقترب من الموت، لكنها ظلت قوية، تستمد صبرها من أعماقها، حتى بدأت تكبر وتنمو وسط الألم الموجع، دون غذاء، لكنها خلقت لنفسها إرادة جعلتها تنمو في أصعب الظروف وأحلك الأوقات.
كافحت تحت تلك الظروف، وخرجت من الأرض نوراً يشع، وبصيص أمل يقول: (سأخرج من محنتي، وإن كنت في أصعب الظروف، سأنمو، وسأصنع من حولي بيئة خضراء، تزهر بزهور تشبهني).
كانت صابرة، وواثقة بأنها ستصنع المستحيل، لم تكن خائبة الظن بربها الذي سيفرج عنها.
هممت بالرحيل، لأنني وثقت أنني سأعود إليها بعد مدة من الزمن، وسأجدها قد صنعت ما تريد. وبعد مدة، عدت إليها لأراها، لكنني كنت مصدوماً ومفجوعاً مما رأيت. أين تلك الزهرة الجميلة؟ أين هي؟
هلعت دون أن أشعر، فقد عدت لأراها، لكنني لم أتمكن من تمييزها من بين تلك الزهور الجميلة، التي كانت ثمرة لصبرها، وكانت هي السبب في نموها، بعد مشيئة خالقها.
وهكذا، أعطتني أملاً عظيماً في حياتي، بأنه يوجد أناس كزهرتي تلك، يصنعون الأمل، ويبنون بيئة جميلة من حولهم. لن يستسلموا لليأس، ولن يرفعوا راية الهزيمة. سيكونون دوماً أصحاب إرادة، يحملون على عاتقهم مسؤولية كبيرة، تصنع مجداً عظيماً. سيكونون زهوراً تملأ الأرض فرحاً.