مجلة شهرية - العدد (588)  | سبتمبر 2025 م- ربيع الأول 1447 هـ

موقع الدفي الأثري

يعد حي الدفي من الأحياء التي احتفظت الهيئة الملكية بالجبيل بمسمياتها التاريخية المعروفة داخل مدينة الجبيل الصناعية. ويصفه المؤرخون قبل 100 عام بأنه هِجر مأهولة بالسكان، وكان يُعرف بدوحة الدفي. يقع موقع الدفي الأثري على الساحل، على بعد 6 أميال جنوب الطرف الغربي من جزيرة أبو علي، وكذلك رأس الدفي، وعلى بعد خمسة عشر كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة الجبيل القديمة. كما يقع في الطرف الجنوبي الشرقي من كلية الجبيل الصناعية، وهو محاط بسور.

أهمية الموقع
أظهرت الأعمال الأثرية أهمية الموقع كميناء خلال فترة الممالك العربية في العصر الهلنستي، ومن المحتمل أن يكون المنطقة الثالثة للجرهائيين (الهجريين). كان الموقع يستخدم كميناء لموقع ثاج الأثري، ومن خلاله تم تحقيق التواصل الحضاري بين الجرهائيين والمناطق المجاورة. كما استخدم لنقل البضائع عن طريق السفن الشراعية.

تسمية الموقع
اشتق اسم الموقع من خليج ضحل المياه يقع بين ساحل الخرسانية غرباً وجزيرتي أبو علي والباطنة شمالاً.

تاريخ الموقع
أظهرت الدراسات والأعمال الأثرية أن الموقع يعود إلى الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي. وتنتشر على سطحه الحجارة الكلسية والفروش (الحجارة المقطوعة من البحر)، إلى جانب كسر فخارية معروفة بفخار ثاج، بالإضافة إلى الفخار المزجج.

الاكتشافات الأثرية
كُشف في الموقع عن عناصر معمارية مشابهة لموقع ثاج الأثري. وكان من أهداف التنقيب الأثري الكشف عن الوحدات السكنية وتخطيط الموقع. وقد تم العثور على عدد من الوحدات السكنية التي احتوت على خزانات مياه وأفران، ويُحتمل أن تكون هذه المباني ذات طابع ديني أو رسمي، أو ربما قصوراً لشخصيات ذات مكانة اجتماعية.
كما عُثر في الموقع على عدد كبير من الكسر الفخارية، والأواني، والجرار، وقدور الطبخ، بعضها مكتمل أو شبه مكتمل، وبعضها مزين بزخارف محفورة أو مدهونة بالمغرة الحمراء. كما تم العثور على كسر لأوان وأطباق فخارية مزججة وغير مزججة، ودمى (تراكوتا) آدمية وحيوانية، لاسيما تماثيل الجمال والخيول. بالإضافة إلى ذلك، عثر على عدد من المجامر (المباخر) الفخارية المزينة بالزخارف، وأقراص (ثقالات) فخارية كانت تستخدم لتثبيت شباك صيد الأسماك، فضلاً عن أدوات وكسر من أوان مصنوعة من الحجر الصابوني، ومجامر حجرية، وخرز من أحجار كريمة وشبه كريمة، ومشط مصنوع من العاج أو العظم.
ختاماً، يعد موقع الدفي الأثري أحد المواقع المهمة التي تسلط الضوء على الدور التجاري والحضاري للمنطقة خلال العصور القديمة، إذ كان نقطة تواصل بين الحضارات المختلفة، وساهم في حركة التجارة والنقل البحري عبر الخليج العربي.

ذو صلة