مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

(تراث الأجداد) يفقد المؤرخ محمد القويعي

رحل عن عالمنا إلى الرفيق الأعلى الباحث في التراث المؤرخ محمد بن عبدالعزيز القويعي، الذي عرف باهتمامه بالتراث دراسة وتأصيلاً، من خلال جمع الأدوات التراثية وتأصيلها، إضافة إلى تخصصه في علم المأثورات الشعبية الذي جعله يرصد ويوثق كل ما له علاقة بتراث المملكة العربية السعودية، ليصدر موسوعته الشعبية الشهيرة (تراث الأجداد)، خلال مسيرة قاربت نصف قرن، إضافة إلى مساهماته في وسائل الإعلام المختلفة بالمشاركات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية، والحضور القوي في المعارض الخارجية خصوصاً معرض (المملكة بين الأمس واليوم)، وفي داخل المملكة كانت له مشاركاته المتميزة في المهرجان الوطني للثقافة والفنون بالجنادرية، والتي يقول عنها في تحقيق صحفي نشرته جريدة الرياض: «المهرجان الوطني للتراث والثقافة، يعني الأصالة، والجذور وتاريخ الأجداد، ممن أكلوا لقمة العيش الشريفة مغموسة بعرق الكفاح والصبر والجد والاجتهاد.. فلقد كان لي الشرف بأنني من أوائل المشاركين في الجنادرية، عارضاً بعض القطع التراثية من متحفي المتواضع، ومحاضراً في إحدى دورات المهرجان عن الهجن والهجيني وكلائف الجيش».
وأضاف القويعي بأن «التراث الوطني يأتي اسماً على مسماه، إذ هو ثقافي تراثي، اجتماعي، وكنز ثر للجميع ولمأثوراتنا الشعبية في مختلف مناطقنا الغالية، لتعرف الأجيال تراث الآباء والأجداد..»
والقويعي -يرحمه الله- لديه متحف متميز، من خلال «وحدة الموضوع» - على حد تعبيره، فمجموعة الجيش كاملة لوحدها، وذلك وفق تقرير عن متحفه، والأمر ينطبق على مجموعة الهجن، ومجموعة التعليم، ومجموعة البحار والغوص.
ولعل ما يتميز به القويعي في هوايته للتراث الشعبي أنه استقى كثيراً من المعلومات التي اعتمد عليها في تأليف موسوعة (تراث الأجداد) من صدور الناس: «لقد كنت أعمل مساحاً وهذا الأمر ساعدني في جمع وتوثيق التراث الشعبي من كافة مناطق المملكة». وقد تلقى مساعدة مادية من اليونسكو عبر وزارة التربية والتعليم تمكن من خلالها من تزويد متحفه بواجهة لعرض القطع التراثية، وشراء شرائح صور، وتصوير وتوثيق المجموعات التي يقتنيها. ويشدد على أن هذه الهواية تكلف مبالغ طائلة تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي من الجهات الرسمية المعنية بقطاع الحرف اليدوية والصناعات التقليدية.
وتتضمن مجموعة الغوص أدوات البحارة التي جمعها من المنطقة الشرقية وبعض دول الخليج، ومن ذلك: (الطياس)، وهي آنية تستخدم لغربلة ما تم التحصل عليه من لؤلؤ وتصنيفه حسب الحجم، و(الحجر) وهي عبارة عن حجارة تربط في إبهام القدم فينزل الغواص بسهولة إلى قاع البحر، وعندما ينتهي الغواص من مهمة جمع اللؤلؤ يعطي إشارة إلى (السيب) وهو بحار يكون مسؤولاً عن سحب زميله الغواص إلى ظهر السفينة إذا أحس باهتزاز الحبل، (الفطام) وهي قطعة حديد تشبه المشبك توضع على الأنف لمنع دخول الماء، و(الفلاقة) وهي سكين تستخدم لفلق المحار لاستخراج اللؤلؤ، و(البشتختة) وهي جهاز لتشغيل الأسطوانات، ودفتر القيد، وميزان اللؤلؤ، و(الديين) وهي كيس مصنوع من حبال يعلقه الغواص في رقبته لجمع المحار.

ذو صلة