مجلة شهرية - العدد (570)  | مارس 2024 م- شعبان 1445 هـ

شاعر التيه محمد العامر الرميح (1930 - 1980)

«في التيه»
تسكنني الريح
 تسكنني البحارُ والأمطار
 ويسكنني الحب والإعصار
 وأسكن أنا
 في أحداق نجوم الليل،
 في الغيماتِ
 في الأزهار..»
وليس إلا للشاعر أن يعرف نفسه. هذا هو محمد العامر الرميح..
من الشخصيات الثقافية التي غابت باكراً عن مشهدنا الثقافي فيما كانت حاضرة بقوة ليس في الصحافة الثقافية المحلية، بل العربية إبان فترة الخمسينات والستينات حتى مطلع السبعينات الشاعر والناقد محمد العامر الرميح.
ولد الرميح عام 1930 في المدينة المنورة فيما تعود جذوره إلى الرس بالقصيم، درس في المدينة المنورة وحاز شهادة القسم العالي من مدرسة العلوم الشرعية، عمل في مجال الإعلام والنشر بين الدمام والرياض ثم ملحقاً ثقافياً في الكويت وبيروت التي توفي فيها 1980 صنَّفه عبد الله بن إدريس في كتابه: شعراء نجد المعاصرون 1961 أحد شعراء حركة التجديد في الاتجاه الرمزي وممن كتبوا في شكلين من الشعر: التفعيلة وقصيدة النثر.
أسَّس حركة أسرة الوادي المبارك مع مجموعة من الأدباء في المدينة المنورة 1951، وكانت له علاقة تواصل مع أدباء عرب منهم فوزي المعلوف، وألبير أديب الذي نشر مقالاته النقدية وقصائده في مجلة الأديب اللبنانية وقد ظهرت أيضاً كتاباته في صحف أخرى.
صدر له كتابان الأول في النقد الأدبي: قراءات معاصرة- 1972 الذي احتوى مباحث نقدية ملفتة في حينها من خلال استعراض عناوينها: وظيفة الناقد الأدبي، المفهوم المباشر للشعر، بين الشكل والمضمون في الشعر العربي، من شعراء المهجر، فوزي المعلوف حياته وشعره، معلقة الأرز، شعراء معاصرون، قصائد في الأربعين، أغاني إفريقيا، أبو القاسم الشابي، دراسات في الشعر العراقي المعاصر، أدباء من الجزائر، حصاد قلم، اللامنتمي، فلسفة رمضان، وغيرها من المقالات والفصول النقدية.
فيما الثاني كان شعراً: جدران الصمت 1974، وكتب فيه مقدمة مهمة عن مفهوم الشعر الحر كما رآه جبرا إبراهيم جبرا حيال الشعر المنثور وقصيدة النثر وليس التفعيلة كما التبس عند الآخرين والأخريات، ووعدنا في نهاية الكتاب بثلاثة كتب يعدها مستقبلياً: قصائد صبي مراهق - ديوان شعر، وكتابان في النقد؛ الأول: دراسة في الأدب السعودي، والثاني: مدخل إلى الشعر العربي، وهما قيد البحث آنذاك. وذكر في كتاب ابن إدريس نقلاً عن مصدر مجهول أن له كتابين آخرين: أنا ديوان شعر، والليالي الحمراء (مجموعة قصصية).
«قهر»
«أحياناً أبكي من قهري
 وأثور على نفسي
 وأحطِّم كلَّ الأشياءْ
 أحطِّم حتى صوري
 وأبحر في كل بحور الدنيا
 أبحر لا أرسي
 وأطير إلى كلّ سماءٍ
 أبحثُ عنك  يا قمري!»
«فلسفة»
«أصبحت لا أعرف أمسي من غدي
 فأنا ذرة ترابية ضائعة
 في متاهة الأبد
 وأنا لا أعرف
 إن كنت موجوداً
 أم أنا بعد هنا  لم أوجد!!
فالذي يأتي
 مثل الذي يمضي
 وما هو موجود
 كالذي  لم يوجد!»
تراث الرميح
لقد تحول الرميح إلى مادة في أرشيف النقد السعودي، وقد أدرج ضمن نماذج دراسية عند نقاد سعوديين وعرب، وورد في محاضرات الأستاذ عبدالله عبد الجبار «التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية» (1960)، و»شعراء نجد المعاصرون» (1960) لعبد الله بن إدريس، و»الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية» (1972) لبكري شيخ أمين، و»اتجاهات الشعر المعاصر في نجد» (1974) لحسن الهويمل، و»الأدب الحجازي الحديث بين التقليد والتجديد» (1980) لإبراهيم الفوزان، و»الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية» (1993)  لعبدالله الحامد، و»إحالات القصيدة: قراءات في الشعر المعاصر» (1999) لسعد البازعي، وفي مجلد الشعر من «موسوعة الأدب العربي السعودي» (2001) لعبد الله المعيقل.

pantoprazol 60mg pantoprazol takeda pantoprazol iv
ذو صلة