مبدعون في عالمنا الثالث خالفهم حظ الاهتمام بمعطياتهم التي تستحق حق الظهور والانتشار يقبعون على مقاعدهم الخلفية لا أحد يشير إليهم.. ومبدعون آخرون شفعت لهم مناصبهم، أو مكانتهم الاجتماعية في الظهور والانتشار.. إلى درجة الإدمان.. وإلى درجة أن ما زاد عن حده انقلب إلى ضده.. رغم أن الإبداع واحد لا يقبل الحيف.. ولا التجاهل..
بين الاغتراب والاقتراب جملة شكوى لا تنتهي بإيداع أو وداع لأنها لحظة إبداع مشحونة بصراع حسي ونفسي تتقاطع فيه العذوبة.. والعذاب..
أقسى أنواع اليتم في الحياة أن يجد إنسان ما في صغره أماً له تخلت عنه.. أو أباً مشغولاً عنه.. وأقسى من يتم غياب الأبوين أن يجد إنسان ما نفسه حياً يرزق.. يتيماً بحياته دون رصيد لعمره يذكر.
يستنكر علينا البعض باقة ورد نقدمها لأمهاتنا بمناسبة ميلادهن.. واجبهن علينا حقوق لا عقوق مرده الجهل بقيمتهن..!
الفارق بين الفَجر.. والفُجر هو نفسه الفارق بين الفضيلة والرذيلة.. الصراع بينهما قائم ودائم أزلي.. فما أن يطل ليل فُجر بغوايته في حياة الإنسان حتى يعقبه صباح فَجر يطوي بهدايته غي ليل ذلك الفُجر.. وهلم دواليك يتحرك دولاب البشر في صراع لا ينتهي..
للأسد زئيره.. وللثعبان زفيره.. وللرعد قصفه.. وللبرق وميضه.. وللحمار نهيقه.. وللغراب نعيقه, وللذئب عواؤه.. وللقط نواؤه.. وللكلب نباحه، وللريح عويلها.. وللزهر عبقه.. وللفجر إشراقه.. وللنجم بريقه.. وللشمس وهجها.. وللبكاء شهيقه.. وللحب عذوبته وعذابه.. وللموت رعشته.. وللوداع وحشته.. وللمرض أنينه.. وللشوق حنينه.. وللنار حرارتها.. وللظلام خشيته.. وللظلم مرارته.. وللثعلب مكره.. وللحمام هديله.. وللجواد صهيله.. وللبحر أمواجه.. وللشاة ثغاؤها.. وللعصفور زقزقته.. وللبلبل تغريده.. وللضفدع نقنقته..
بعض البشر يشاركون هذه الكائنات الحية في نباحها، وصياحها.. في مكرها.. وفي ظلمه.. في أنينها وحنينها.. في حرارتها ومرارتها.. في وحشيتها.. وفي وداعتها..
الشك في بعض حياته يكاد يرقى إلى درجة الشرك.. لأنه المعول الذي لا يرحم.. ولا يدع مكانة لحسن النية والطوية..