مجلة شهرية - العدد (591)  | ديسمبر 2025 م- جمادى الثانية 1447 هـ

10 كتب يقرؤها الأغنياء ولا يمسها الفقراء

كشفَت دراسة تتبعت عادات 233 ثرياً عن فارقٍ واحد شاسع بينهم وبين السواد الأعظم من غيرهم من الناس، ألا وهو أن 88 % من الأثرياء يعشقون القراءة بغية تحسين أنفسهم. أما الأشخاص الأقل دخلاً (وتحديداً الذين يبلغ دخلهم السنوي 35 ألف دولار أو أقل، ويُقدَّر صافي ثروتهم السائلة بخمسة آلاف دولار أو أقل)؛ فغايتهم من القراءة في المقام الأول الترفيه. وهذا التباين ليس أكاديمياً وحسب، وإنما يؤثر تأثيراً مباشراً في جمع الثروات أيضاً.
إن الكتب التالية لا تحظى بشعبيةٍ بين الأثرياء وحسب، بل إن مليارديرات أمثال، وارن بوفيت وبيل غيتس وجيف بيزوس؛ ينسبون الفضل إليها بوصفها أدوات حاسمة أعانتهم على بناء ثرواتهم.
ويقدِّم كل كتاب من تلك الكتب أُطرَ عملٍ وإستراتيجيات خضعت للاختبار والتجريب، وساهمت في تكوين ثروات تُقدَّر بتريليونات الدولارات. وهي بذلك ليست مجرد كتب يُطالعها المرء وحسب، وإنما هي مخططاتٌ للنجاح لا يمسها السواد الأعظم من القراء.

كيف تطبق الدروس المستفادة من هذه الكتب على حياتك
ابدأ بكتابَي: (فكِّر تصبِح غنياً) و(كيف تكسب الأصدقاء) لاكتساب سبل التفكير التأسيسية، وبعد ذلك انتقل إلى كتاب (المستثمر الذكي) وكتاب (من الصفر إلى الواحد) للاطلاع على مبادئ المال والأعمال والاستثمار.
وزد ذخيرتك المعرفية بكتاب (الإنسان العاقل) كي تكتسب منظوراً أوسع نطاقاً، وخصِّص وقتاً يومياً للقراءة، مع التركيز على كتابٍ واحد في كل مرة. ولا تنسَ تدوين الملاحظات ووضع الأفكار الرئيسة موضع التنفيذ على الفور ومراجعتها بانتظام. وانضم إلى مجموعات النقاش لتعميق فهمك للأفكار الواردة في هذه الكتب من خلال الحوار والنقاش.

ركائز التنمية الشخصية: (فكِّر تصبِح غنيّاً) (Think and Grow Rich) و(كيف تكسب الأصدقاء) (How to Win Friends)
قال نابليون هيل إنه أمضى 20 عاماً في إجراء مقابلات لأكثر من 500 شخص ناجح، بمن فيهم هنري فورد وتوماس أديسون، لاستخلاص أسرارهم والكشف عنها في كتاب (فكِّر تصبِح غنيّاً). فقد طرح هذا الكتاب مفاهيم مثل (مبدأ العقل المدبر) وقوة التخطيط المنظم.
ولقد تركتْ مبادئ ديل كارنيغي أثراً عظيماً في أنفس قادة كُثر، أمثال وارن بافيت وتشارلز شواب. ويستعرض بافيت بفخرٍ واعتزاز شهادة ديل كارنيغي في مكتبه، وليس شهادته الجامعية. وتؤكد هذه النصوص التأسيسية أنّ النجاح يعوِّل على العلاقات الإنسانية والميول العقلية أكثر مما يعتمد على المهارات التقنية وحدها.

نصائح في مجال الاستثمار من الخبراء: كتاب وارن بافيت الذي لا غنى عن قراءته
لقد كان كتاب (المستثمر الذكي) (The Intelligent Investor) بمنزلة الكتاب المقدس للاستثمار لأجيال من المستثمرين الناجحين. وقد ساعد مبدأ (هامش الأمان) الذي يضمه الكتاب بين دفتيه كثيرين على جمع ثروات لا أول لها ولا آخر.
وينسب وارن بافيت الفضل إلى هذا الكتاب في وضع حجر الأساس لفلسفته الاستثمارية التي حوّلت شركة بيركشاير هاثاواي إلى مؤسسة تبلغ قيمتها 972 مليار دولار. وما زالت تعاليم غراهام حول النظر إلى تقلبات السوق بوصفها فرصاً وليس تهديدات، ذات أهمية خاصة في أسواق اليوم المتقلبة.

مخططات نجاح أثرياء وادي السيليكون: (من الصفر إلى الواحد) (Zero to One) و(الشركة الناشئة الرشيقة) (The Lean Startup)
يمثل كتابا: (من الصفر إلى الواحد) لبيتر ثيل و(الشركة الناشئة الرشيقة) لإريك ريس؛ أساليب تفكير رواد الأعمال في العصر الحديث، إذ يركز ثيل على ابتكار حلول فريدة من نوعها عوضاً عن المنافسة في الأسواق التي يكون فيها التنافس حامي الوطيس، في حين ينصبّ تركيز ريس على التنفيذ المؤثر عن طريق الاختبار والتكرار السريع.
وقد استعانت شركات مثل (آير بي إن بي) و(دروب بوكس) بالمبادئ والمنهجيات الواردة في هذين الكتابين لتحقيق النجاح. ويقدِّم الكتابان منظورين متكاملين ومتضافرين، أحدهما عن التفكير غير التقليدي والآخر عن التنفيذ بكفاءة وبلا هدر.

لماذا يغفل معظم الناس عن هذه الكتب التي تغير حياتهم
يقرأ 11% فقط من الأمريكيين أكثر من 15 كتاباً سنوياً، مع وجود أوجه اختلاف كبيرة بينهم بناءً على مستويات الدخل. وتتطلب هذه الكتب عادةً تفاعلاً أعمق مقارنةً بالكتب التقليدية التي تتحدث عن تطوير الذات. فهي تتحدى المعتقدات الراسخة، وتدعو إلى التنفيذ بدلاً من الاستهلاك السلبي دون عمل.
إن استثمار الوقت والطاقة الذهنية في هذا السياق كبير، لكن العائد المحتمل قد يغير حياتك تغييراً مذهلاً. وكثيراً ما يتجاهل القراء هذه الكتب لأن قيمتها لا تتجلى لهم على الفور. لكن مبادئها قد أسهمت في تكوين ثروات تُقدَّر بتريليونات من الدولارات.

التفكير من منظور واسع: لماذا يعشق الأثرياء كتاب (الإنسان العاقل) (Sapiens)
يثني مارك زوكربيرغ وبيل غيتس وغيرهما من قادة التقنية ثناءً كبيراً على كتاب (الإنسان العاقل) ليوفال نوح هراري، بسبب ما يشتمل عليه من منظور شمولي للتطور البشري. إن الرؤى الواردة في هذا الكتاب عن كيفية تنظيم البشر وتعاونهم فيما بينهم وخلق معتقدات مشتركة، لها تطبيقات عملية على أرض الواقع في مجال الأعمال والابتكار.
وقد أشارَ غيتس إلى أن فهم النطاق العريض للتاريخ البشري يساعد كثيراً على تحديد الاتجاهات والفرص المستقبلية. وقد أثّر هذا التفكير على المستوى الكلي في القرارات التي اتُّخذت في شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا.

القيادة تحت ضغط: (الجانب الصعب في الأمور الصعبة) (The Hard Thing About Hard Things) و(المبادئ) (Principles)
كتابا: (الجانب الصعب في الأمور الصعبة) و(المبادئ)؛ يشهدان شهادة صريحة على الحقائق القاسية المتعلقة بالقيادة في مجال الأعمال. ففي كتاب (الجانب الصعب)، يسرد لنا بن هورويتز تفاصيل رحلته من مرحلة ما قبل الإفلاس في شركة (لاودكلاود) إلى بيع شركة (أوبسوير) بمبلغ 1.6 مليار دولار، إذ يقدِّم لنا رؤى صريحة عن صنع قرارات شائكة في أوقات عصيبة لا تبدو فيها أي خيارات متاحة صالحةً أصلاً.
يتناول بن هورويتز موضوعات يتحاشاها مَن هم سواه، مثل كيفية إنهاء عمل الأصدقاء، وما يتعين عمله عندما يقع الأذكياء في فخ الخطأ والزلل، وكيفية إدارة حالتك النفسية والذهنية في الوقت الذي ينهار فيه كل شيء من حولك.
أما كتاب (المبادئ) الذي وضعه راي داليو، فقد خرجَ من رحم رحلته لتأسيس شركة (بريدجووتر أسوشيتس) حتى أمست أكبر صندوق تحوط في العالم أجمع. ويستعرض كتابه منهجه في (الشفافية الجذرية) وإطاره المنهجي لصنع القرار بطرائق مدروسة ومتأنية ومنظَّمة.
ويشارك داليو القراء كيفية غرس ثقافة عمل تقتضي من الجميع -بمن فيهم الرئيس التنفيذي نفسه- قبول النقد واعتباره حتى جزءاً لا يتجزأ من العمل، إذ يخضع كل افتراض لاختبار على أرض الواقع. وقد ساعدَ هذا النهج المتناسق على تحويل (بريدجووتر) من شركة استثمارية صغيرة إلى شركة عملاقة تبلغ قيمتها 150 مليار دولار.
وينبذ هذان الكتابان معاً العبارات الرنانة التي تروِّج للقيادة السهلة، إذ يفضِّل مؤلفا الكتابين الحكمة المستخلصة من التجارب الصعبة. إنهما يعلِّمان القراء أن القيادة العظيمة لا تكمن في امتلاك الإجابات كلها عن كل الأسئلة، وإنما في بناء نظم تعين على العثور على الإجابات السليمة، والتحلي بالشجاعة اللازمة لمواجهة الحقائق القاسية بجرأةٍ ووضوح واقتدار.

السر وراء أهمية هذه الكتب لبناء الثروات
كشفت دراسة حديثة أجراها توماس كورلي عن أن 85% من الأثرياء العصاميين يطالعون كتابين أو أكثر من كتب تطوير الذات شهرياً. وتتجاوز الثروة الصافية المجمعة للمليارديرات الذين يوصون بانتظام بقراءة هذه الكتب العشرة 500 مليار دولار.
إليكَ عزيزي القارئ بعض عادات القراءة التي يلزمها الناجحون نجاحاً منقطع النظير:
- يقرأ بيل غيتس نحو 50 كتاباً كل عام، أي بمعدل كتاب واحد في الأسبوع.
- يقرأ مارك كوبان لمدة تتجاوز ثلاث ساعات يومياً.
- إيلون ماسك قارئ نهم للغاية، وعندما سُئل كيف تعلم بناء الصواريخ، أجاب قائلاً: (بقراءة الكتب).
- عقدَ مارك زوكربيرغ عزمه على مطالعة كتاب كل أسبوعين طيلة عام 2015.
- تنتقي أوبرا وينفري أحد كتبها المفضلة شهرياً ليطالعه أعضاء نادي الكتاب الخاص بها ويناقشوا أفكاره.
هذه ليست مجرد أمثلة فردية؛ فقد كشفت دراسة أخرى أُجريت على 1200 ثري أنهم جميعاً يشتركون في عادة القراءة المستمرة لتطوير الذات.
هذه ليست مجرد كتب، وإنما هي خرائط طريق للنجاح تجمع بين المعرفة العملية والتحولات الفكرية. عندما سُئل وارن بافيت عن مفتاح النجاح، أشارَ إلى كومة من الكتب قائلاً: «أقرأ 500 صفحة كهذه كل يوم. هذه هي الطريقة التي تؤتي بها المعرفة ثمارها. فهي تتراكم شأنها شأن الفائدة المركبة بالضبط».

الابتكار الإستراتيجي: (زعزعة الأوضاع الراهنة) و(تطور السوق)
يشرح كتاب (معضلة المبتكر) (The Innovator’s Dilemma) لكلايتون كريستنسن سبب إخفاق الشركات الكبرى، وكيفية تفادي مصيرها المحتوم. فقد طرح المؤلف نظريته عن (الابتكار المزعزع للأوضاع الراهنة) التي تنبأت بتحولاتٍ هائلة في الأسواق، بدايةً من مصانع الصلب الصغيرة وانتهاءً بالهواتف الذكية.
وقد جعل جيف بيزوس هذا الكتاب مادةً لا غنى عنها للمديرين التنفيذيين في شركة أمازون، معتمداً على مبادئه لتوجيه توسع الشركة من بيع الكتب وصولاً إلى تحولها إلى (متجر شامل). وتساعد الأطر الواردة في الكتاب القراء على تحديد التهديدات والفرص في صناعاتهم المختلفة.

التميز في صنع القرار: نصائح تشارلي مونغر المجمعة
يقدِّم كتاب (تقويم تشارلي المسكين) (Poor Charlie’s Almanack) للقراء مفهوم تشارلي مونغر لـ(الحكمة العالمية)، إذ يدعو إلى دمج رؤى مستخلصة من تخصصات متعددة لصنع قرارات أفضل. وقد أثّر إطار نموذجه العقلي على قادة كُثر في مختلف الصناعات.
وقد أشادَ بيل غيتس بهذا الكتاب لما يقدِّمه من منهج عملي في صنع القرارات، بينما نسبَ عدد كبير من مديري صناديق التحوط الفضل إليه في الارتقاء بعملياتهم الاستثمارية. ويوضِّح الكتاب كيف يؤدي الربط بين أفكار من مجالات مختلفة إلى رؤى أعمق وأكثر تأثيراً.

الخلاصة
تمثِّل هذه الكتب العشرة تعليماً لمبادئ النجاح يرقى لمستوى الدراسات العليا الجامعية، من أفواه بعض أكثر الشخصيات نجاحاً وإنجازاً في التاريخ. وتكمن قيمتها الحقيقية في المعلومات التي تزخر بها وقدرتها على إحداث تحوُّل في أنماط التفكير وعمليات صنع القرار.
إن الفارق بين قراءة هذه الكتب وتجاهلها قد يكافئ الفارق بين الفقر وجني ملايين الدولارات مدى الحياة. والسؤال الحقيقي في هذا السياق لا يكمن فيما إذا كان بوسعك تخصيص الوقت اللازم لقراءتها، وإنما فيما إذا كنت تتحمل تبعات إدارة ظهرك لها.
القائمة الكاملة للكتب العشرة التي يقرأها الأغنياء ولا يمسها الفقراء:
(فكِّر تصبِح غنيّاً) لنابليون هيل
(كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس) لديل كارنيغي
(المستثمر الذكي) لبنجامين غراهام
(من الصفر إلى الواحد) لبيتر ثيل
(الشركة الناشئة الرشيقة) لإريك ريس
(الإنسان العاقل) ليوفال نوح هراري
(الجانب الصعب في الأمور الصعبة) لبن هورويتز
(المبادئ) لراي داليو
(معضلة المبتكر) لكلايتون كريستنسن
(تقويم تشارلي المسكين) جمعه بيتر دي كوفمان
المصدر:
https://www.newtraderu com/2024/11/02/10-books-rich-people-read-that-poor-people-never-open/

ذو صلة