الأفكار، تلك الشرارات التي تولد في صمت العقل، فتضيء عوالم لا يراها سواك. هي زوار الليل، ورفاق الوحدة، ومرايا الذات حين يغيب كل شيء. قد تكون خفيفة كنسمة، أو عاصفة تهز أركانك، تهمس أحياناً، وتصرخ أحياناً أخرى.
الأفكار لا تُرى، لكنها تقود، ولا تُمسك، لكنها تصنع المصائر. قد ترفع إنساناً إلى الأعالي، أو تسقطه في هوة لا قرار لها. هي البذور التي تُزرع في صمت، وتثمر في العلن، بين كلمة تُقال، وخطوة تُخطى، وقرار يُتخذ.
بعض الأفكار تشبه الطيور، إن لم تفتح لها نافذتك، ماتت على حافة القلب. وبعضها كالنار، إن لم تحتضنها بوعي، أحرقتك قبل أن تنضج. وهناك أفكار كالضوء، لا تملك إلا أن تتبعها، لأنها ببساطة تكشف لك طريقاً كنت تجهله في داخلك.
لذلك، احترم أفكارك، أنصت إليها، وكن حارساً أميناً لأبوابها. ففي النهاية، أنت لا تعيش
بالطبع،
الأفكار
هي الأرواح التي لا تُرى،
تسكننا كأنها أنفاس خفية،
تجيء بلا موعد،
وتغادر بلا وداع.
تتسلّل في غفلة الحواس،
تزرع في القلب رعشة،
وفي الرأس دوامة،
وفي الروح حنيناً لما لم يكن.
أحياناً، ترفرف كفراشة على جدار الصمت،
وأحياناً، تعوي كذئب جائع في ليلٍ داخلي.
توقظنا من سبات الرتابة،
وتغرس فينا الشك كأنّه نبوءة.
نكتبها… فنُشفى،
نخفيها… فتوجِع،
نطاردها… فنهيم،
نتركها… فتغادرنا إلى غيرنا.
فاحذر الفكرة إذا جاعت،
وأحببها إذا أزهرت،
واسقها من نورك،
علّها تصير لك وطناً… أو نجاة.