مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

السيد نجم:أدب الحرب يختلف عن أدب المقاومة

وجدتني أمام كاتب مثابر، وصاحب مشروع.. الكتابة لديه أفق رحب للسفر، بل التوغل في عوالم، يجدها استراحته المخملية، وحقلاً مشمساً لرؤاه، وشذرات فكره.. ذهبت إليه بأسئلتي، وأنا أستنجد بأخيلة القصيدة، وهي عبر أثير القلب، فوجدته مثقلاً بالأسئلة، حول واقعنا الثقافي، فكانت تحيته علامات استفهام مشاغبة، لأجوبة بدت عسيرة الحروف.
 د. السيد نجم الروائي -الناقد، من تجربة الحرب كجندي مشارك في حرب أكتوبر1973 بداية المغامرة إلى تجربة المبدع- الكاتب المتميز في (أدب الحرب)، وقد أصبحت الكتابة فيه مشروعاً ممتداً في اللازمان، الخوض في غماره متعة، ولذة، وهو مزهو بتفرده به من بين أبناء جيله.. غدا التنظير لأدب الحرب، ورصد تفاصيله، عبر مؤلفات تعد إضافة لهذا الأدب، يحسب لهذا الكاتب الكبير!!
(المجلة العربية) باحثت الدكتور نجم حول جملة من مفاصل الثقافة والكتابة والفكر.. فكان هذا الحوار:
دراسات نقدية، رؤى في أدب الحرب، قصص قصيرة، روايات، أدب طفل- قصص، دراما- تمثيليات إذاعية.. أي مغامرة إبداعية شاقة- عذبة هذه؟ ماذا أخذت منك؟ وماذا أعطتك؟
- دعني أقول لك إن مشروعي الثقافي يتلخص في تجربتي الحياتية وتجربة جيلي، ألا وهي المشاركة في حياة الجندية قبل حرب أكتوبر73 وما بعدها، وخلال تلك الفترة وجدتني أرصد الإبداع الأدبي، ووجدته متأثراً ومعبراً عن تلك التجربة الحربية، وهو ما دفعني فيما بعد لتناول تلك الأعمال في دراسات تحت عنوان (أدب الحرب)، والطريف أن وجدت اعتراضاً نقدياً على المصطلح (الذي أصبح شائعاً الآن).
 وكان لابد من توثيق رؤيتي تلك خصوصاً أن بعض الناشرين قالوا إن المصطلح غير متواجد في الأدب الغربي، وكيف لنا أن ننحت مثل هذا المصطلح؟! وبالفعل نشرت كتابي الأول الذي يعتمد على التنظير لأدب الحرب، وهو كتاب (الحرب: الفكرة- التجربة- الإبداع) عن هيئة الكتاب المصرية عام1995م.
 وقد لفت الكتاب انتباه الكثيرين، وخصوصاً في مجال الدراسات الأكاديمية، وحصلت الباحثة (غادة عبدالفتاح) على أول درجة دكتوراه في أدب الحرب، بكلية الألسن، وكذلك الباحث (عبدالمنعم أبوزيد) بجامعة القاهرة فرع الفيوم.. وغيرهما في جامعة المنصورة وغيرها. وقد حدث أن هاجم الكاتب الروائي السوري (نبيل سليمان)، وسجل اعتراضه على ما كتبته في مقدمة كتابي بأنه الكتاب الأول في أدب الحرب.. وأشار إلى ما كتبه وغيره في العراق حول أدب الحرب.. وكان ردي أن الكتاب هو الأول في التنظير لأدب الحرب، حيث تناولت بعض التعريفات، والكثير من الخصائص الفنية، وكيف أنها مختلفة في أدب الحرب، مثل مفهوم الزمان والمكان.. سردت تلك البداية إشارة إلى أن مشروعي الثقافي هو دعم مفهوم (أدب الحرب) في العطاء الإبداعي والثقافي سواء ما أكتبه أو يكتبه غيري.. في مجالي الإبداع والدراسات. بعد الكتاب الأول في أدب الحرب، لاحظت الخلط بينه وبين مصطلح (أدب المقاومة)، حيث انتهيت إلى تعريف أدب الحرب هو: (الأدب المعبر عن التجربة الحربية، سواء على جبهة القتال أو في المدن والقرى).
.. والآن أخلص إلى أنني ما بين الكتابين نشرت أربعة كتب تطبيقية وهي: (المقاومة والقص في الأدب الفلسطيني. الانتفاضة نموذجاً)، و(المقاومة والحرب في الرواية العربية)، و(الطفل والحرب في الأدب العبري)، و(ثورة 25 يناير.. رؤية ثقافية).
أي لون باهر في هذه الفسيفساء يجذبك؟ أعني لمن تنحاز من كل هذه الفنون؟ ولماذا؟
- تظل الرواية هي الجنس الأدبي الأكثر تعبيراً عن رؤيتي الإبداعية، وعلى قلة ما كتبت منها (خمس روايات وكتاب يتضمن 3 روايات قصيرة)، فهي تتضمن مجمل ما أحمله من مشاعر وأفكار، وأظن أنها هكذا عند الجميع، إلا أنها عندي حياة موازية. وهو ما يبرر قلة عددها نسبياً، حيث إنني أكتب الرواية الواحدة ما بين ثلاث إلى خمس سنوات. دعني أقول لك بوضوح إن الكتابة في أدب الطفل عندي، عن قناعة بأهمية التوجه إلى الطفل، الذي هو مستقبل تلك الأمة. وكثيراً ما أكتب في أدب الطفل بقرار عمدي مسبق، على العكس من الرواية والقصة القصيرة التي تأتي الكتابة فيهما حسب الأحوال (المزاجية).
 وكتابة القصة القصيرة عندي هي الفرصة القريبة لرصد جملة أفكار أو مشاعر تفور على غير توقع، وهو ما يبرر أنني أكتب أكثر من قصة قصيرة خلال فترات متقاربة، بينما أظل لا أقترب منها لسنتين أو أكثر أحياناً.. ولا أستطيع كتابة قصة واحدة!
 ثم تبقى الدراسات في مجال (أدب الحرب) التي هي الرابط خلال الفترات ما بين الكتابة الإبداعية عموماً.
بدأ أدباء الدنيا شعراء!! والشعر أبو الفنون.. كيف بدأت؟
- نعم بدأت كما تقول بالشعر، والطريف أنني كتبت ما أظنه الشعر في الحادية عشرة من عمري، والأطرف أنها تعد من أدب الحرب والمقاومة! وهي كلمات بالعامية المصرية بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م.
والحقيقة وجدت أحد الأصدقاء في المدرسة يكتب الشعر أفضل مني، فقررت التوقف! لكنني لم أتوقف عن القراءة، حتى وقعت على مجموعة قصص الكاتب الروسي (مكسيم جوركي) وهي (أكواخ ومصانع).. شعرت بعدها أن هناك جنساً أدبياً جميلاً لم أكن أعرفه. وبدأت رحلتي في مطالعة كتب القصص والروايات. مع المرحلة الجامعية بدأت محاولة كتابة القصة القصيرة، ولم أسع للنشر. وفي عام1970م التقيت بالناقد المرحوم عبدالرحمن أبو عوف وعرض علي الالتقاء بمقهى عرابي بالعباسية لحضور جلسة نجيب محفوظ بانتظام، وكانت تجربة لا تنسى.. وهي الجلوس إلى محفوظ ورفاق الدرب مثل عبدالحميد جودة السحار وثروت أباظة وغيرهما، بالإضافة إلى بعض شباب جيل الستينات.
في أحد تلك اللقاءات تشجعت وأعطيت الناقد (أبو عوف) قصة ليقرأها، فإذا به يقرأ ويصمت، وعندما هم محفوظ بالخروج دفعني معه إلى سيارة (أباظة) الذي كان حريصاً على توصيل محفوظ إلى منزله، حيث كان محفوظ غير حريص على شراء سيارة خاصة.
ونحن أمام مؤسسة روز اليوسف طلب أبو عوف النزول، وصاحبني معه لمقابلة أعلام الصحافة في تلك الفترة، فقد كانت روز اليوسف صوت المعارضة والوطنية في حينه. ليتم نشر أول قصة قصيرة لي، وهي بعنوان (ليلة من ألف وخمسمائة ليلة) وهي عن تجربة زوجة أحد المفقودين في حرب 1967م. وتوالت الكتابات والنشر، إلا أن النشر مع جيلي لم يكن هيناً، كما هو الآن، وكانت أول رواية أكتبها (السمان يهاجر شرقاً) عن تجربة حرب 73، إلا أنها نشرت عام 1995م، بعد نشر رواية (أيام يوسف المنسي) التي نشرت عام 1991م.
ارتبط  اسمك بأدب الحرب ولكنك تطرح نفسك في المحافل الثقافية كروائي.. أهو (اللقب) الأهم في حياتنا الثقافية الآن؟
- هنا في مضمون السؤال واضح الفصل فيما كتبت بين إبداع أدب الحرب، وأدب الحرب التنظير والدراسات.. وما دمت قدمت سؤالك بارتباط اسمي بأدب الحرب، لا يبقى إلا أن أوضح الارتباط كاملاً عندي بين الإبداع والدراسات وهو بالضبط ما أنا عليه. نظرة سريعة في مجمل الروايات والقصص وأعمال أدب الطفل، لن تجدها خالية من مضمون أدب الحرب.. على الأقل من خلال التعريف الذي نحته وسجلته في سؤال سابق. أما الإبداع الشعري عموماً فهو الشهقة الأولى في إبداع البشرية وكتبت به الملاحم. كما هو في إبداع كل الأدباء وأغلب الفنانين، في بدايات رحلتهم مع الفن والاطلاع ومحاولة الإبداع. ولا يبقى إلا مناقشة دوره خصوصاً من المعطيات الجديدة التي تمثلت في قصيدة النثر مثلاً، ومعها بدأ اغتراب الجمهور والعامة عن الشعر.. ومع اعترافي باغتراب الشعر الآن (حتى أن الكثير من الشعراء تابع في كتابة الرواية، والتي تبدو رائجة الآن).. لن يسقط الشعر عن عرشه، لكننا نعيش الآن مرحلة ثقافية في حاجة إلى الثرثرة والعرض المستفيض والبحث، وهو ما يتوافر في الفن السردي.
كيف تفسر هذا الجري حتى اللهاث المحموم من قبل عدد من الكتاب والنقاد والشعراء والفنانين لكتابة الرواية؟
- دعني أشير إلى أنني أجبت عن سؤال سابق بما يناسب الإجابة جزئياً من هذا السؤال، دون أن أقرأ السؤال الجديد، ولا حتى لفظ الثرثرة! فقط ما أعنيه بالثرثرة، هي الثرثرة الفنية ولا تنسحب على الثرثرة بمعنى المط واللغط في الفكرة بكلمات متشابهة وغير معبرة. الثرثرة التي أعنيها هي السرد الواعي القائم على توليد الفكرة وتعميق الرؤية، للبحث في جذور القضية التي يناقشها الروائي. ومع ذلك فإن اللهاث لكتابة الرواية يرجع إلى أسباب اجتماعية، تلك التي جعلت من الحياة اليومية مصدراً لتعاطي الأدب أكثر من تعاطي الأفكار المجردة.. وأيضاً حياتنا السياسية التي بدت متعاركة بين طموح وأحلام المبدع والواقع المعيش.. وإن بدت الحياة السياسية بمصر متعاركة وحادة، فهي كذلك في الكثير من الدول العربية.. إلا أن تلك الأجواء من مبررات الكتابة الإبداعية في الرواية خصوصاً.
 وقد يكون السؤال وماذا عن الشعر السباق طوال تاريخه؟ أقول إن الواقع المعيش جعل الجميع يلهث نحو اليومي والآني، من أجل حياة أو من أجل عيشة مستقرة ليومه.. أما الغد ما زال غائماً. ولا أظن أننا نعيش مرحلة تجريب الآن، سواء في الشعر أو غيره، على الرغم من رواج الدعوة إلى القصة الومضة ومسرح الميدان والأغنية الوطنية الراقصة والسينما التسجيلية الشبابية، وكلها محاولات إبداعية تجريبية.. ربما قريباً تكون لنا وقفة مع النفس والمعطى اللاهث الآن. وحينها سنرصد ما كان تجريبياً وما كان عابراً ومعبراً عن اللحظة المعيشة.
النقد المتهم أبداً.. البريء أحياناً!!
هذا ما قرأته وعشته واقعاً من خلال حواراتي ولقاءاتي مع كبار المبدعين المصريين والعرب: أن ليس لدينا حركة نقدية جادة! وأن النقد لم يواكب هذا التفجر الإبداعي العربي!! وأنه نقد مجاملات ومصالح ومنافع متبادلة!! وأن المبدع الجاد والحقيقي غائب، بل مغيب في أجندة نقدنا.. كناقد كبير كيف ترد على هذه الاتهامات؟ وماذا تقترح لحركة نقدية عربية جادة؟
- النقد يلي الإبداع، والإبداع سابق للنقد..!!
بتلك الكلمات أوجز لك القضية عندي، إن كل المشاكل المتعلقة بالإبداع والمبدعين، تنعكس بشكل آلي وتلقائي على النقد. وواقع الحال يشير إلى الآتي: لا يوجد إعلام ثقافي ناضج، وأعنى به المجلات الثقافية- القنوات الثقافية المتخصصة في التلفزيون -البرامج الثقافية بالإذاعة والتلفزيون- ثم المواقع الثقافية على الشاشة العنكبوتية. وعلى تعميم المقولة السابقة أؤكد أن هناك محاولات جادة، إلا أنها جهود فردية، وهو ما يشير إلى السبب الثاني في أزمة الحركة النقدية، ألا وهو أن الجميع يعمل كجزر منعزلة، لا تنسيق ولا بوصلة، وبالتالي فالسبب الثالث أن المؤسسات الثقافية لا تعمل في إطار إستراتيجية ثقافية، تم طرحها ومناقشتها والعمل بها. تتوافر العناصر البشرية المتميزة إبداعياً ونقدياً، إلا أنها لا تعمل ضمن توجه إستراتيجي، تدعمه الدولة وتوفر له كل الإمكانات المطلوبة. وهو ما يجعل البعض يدعى أن المبدع الحقيقي غير متواجد؟! بل الإعلام والتعريف به والتأكيد عليه غير متوافر، لأن الجزر المنعزلة تعمل وحدها، وإن قالها ناقد هنا أوهناك عن مبدع متميز.. إنها مقولة ظالمة: أن 350 مليون عربي ليس بينهم عشرة أدباء يستحقون الاحتفاء والتقدير والتقديم إلى العامة.. لو حدث انتفى السؤال، فليس دور المبدع أن يكتب ويسوق لإبداعه، ولا أن يسعى الناقد للترويج لاسم وحيد أو عدة أسماء.. الناقد ينقد العمل ويقدمه بعد تحليله، ولا يقدم المبدع للفوز بحب الناس وأن هذا المبدع أو ذاك مبدع حقيقي!
(إن النقد الأدبي إبداع، وهذا الإبداع يقوم على الذائقة، وأي محاولة لجعله علماً بالمعنى المقنن المحكم، سوف تمسخه وتشوهه).. ما رأيك في هذه العبارة؟ ما دور (الذائقة) في النقد؟ أليست هي البوابة الحقيقية للدخول إلى عوالم النص؟ أليست الذائقة حكماً تأملياً؟ أقرب إلى القارئ من نقد لا يفهم منه شيئاً، وهو مطرز بالمصطلحات الأجنبية بلا حدود؟ حدثني!!
- حدث أن راجت الكتابة حول البنيوية في الثمانينات من القرن الماضي، فإذا بنجيب محفوظ على قامته العالية يقول إنه لم يفهم تلك التناولات النقدية الجديدة ولا معنى البنيوية! ومع ذلك لا أرفض التناول النقدي على مذهب أو رؤية لمدرسة نقدية غربية، لكن أن تصبح هي المحك والفيصل في قراءة الأعمال، فهو ما أرفضه، ولا أراه ملزماً لي في شيء. لكن دعنا نتحدث عن جذور القضية، ولا نقصرها على الذائقة والمدارس الغربية وحدها. فالتراث العربي النقدي يفيد برصد بعض الدلالات النقدية ومصطلحاتها (في المعنى) مع بعض دلالات مصطلحات عصرية واردة من الغرب.. ولا يعنى هذا أننا سبقنا الغرب نقدياً كما يدعي البعض، ولا أننا بالضرورة نرجع إلى المقولات النقدية العربية التراثية.. بل يعني أن المعطى الإبداعي قادر على توليد معطى نقدي جديد يتوافق معه، خصوصاً خلال فترات الرواج الثقافي.. لأن الإبداع والنقد ظاهرة اجتماعية وليست فردية.. وحتى هؤلاء من نقول عنهم إنهم عباقرة إبداع، جاؤوا بعد تحصيل ممن سبقهم، فلا نقول إن (نجيب محفوظ) جاء طفرة في تاريخ الثقافة والرواية العربية، بل جاء محصلة قراءات فلسفية، وتاريخ مصري قديم، ثم والأهم محصلة لكل من سبقوه، بداية من رفاعة رافع الطهطاوي حتى يحيى حقي الذي يكبره بسنوات قليلة. وإن قدمت لنا المحافل الأكاديمية والمجلات المتخصصة تلك المدارس النقدية في الغرب، فهي لم تقدم لنا المدارس النقدية في الجانب الشرقي من الكرة الأرضية، تلك التي روجت للتوجه الاجتماعي في النقد والنزعات الإنسانية، على أنها المدخل النقدي لقراءة الإبداع. لقد حان الوقت مع القرن الواحد والعشرين، حان لقطع الحبل السري الثقافي المتعلق بالغرب، فكرياً ونقدياً بالتالي (وهو موضوعنا). وفي تلك المرحلة التاريخية التي نعيشها في العالم العربي، ليكن الناقد من يكون.. بحسب دراساته ومؤهلاته الفكرية، وأيضاً موهبته النقدية الخاصة (أوافقك تماماً على أن النقد موهبة أيضاً).. لكن عليه الآتي: تحليل العمل وتقديمه وتعريفه للقارئ، وبخاصة مواطن القوة والضعف، ومواطن الجمال، وليس تصيد المآخذ هنا أو هناك.. عليه تقديم العمل مع جملة أعمال الروائي أو القاص والشاعر وغيرهم من خلال تاريخ المبدع وإبداعاته (إن أمكن).. ثم تقديم العمل الإبداعي وكاتبه ضمن مجموعة جيله وخصائص هذا الجيل بالتالي وجملة ملامحه. في هذا الإطار الجاد سوف يبدو الناقد مؤسساً لفكرة ما أعمق من الإشادة بالعمل أو ذمه، حيث إن الناقد المتميز هو من يمارس فهمه للمصطلح النقدي ويوظفه، دون التوقف عند المصطلح واستعراض معارفه النظرية.  رصيدك في بنك ثقافتنا وإبداعنا: 7 مجاميع قصصية، 6 روايات، 3 دراسات نقدية ورقمية و5 كتب في أدب مقاومة، 13عملاً في أدب الطفل، مضافاً إليها تمثيليات إذاعية وأعمال أخرى.. والآن أين ترسو سفينة همومك وتأملاتك؟ في أي محطة إبداعية من هذه المحطات؟ ماذا تكتب؟ وماذا ينتظر القارئ منك في الأيام القادمة؟
- انتظرت سؤالك هذا طويلاً، أخشى أن يفهم القارئ أنني من زمرة النقاد، فلا أنا ناقد ولا أملك تلك الموهبة الجليلة.. لعلني أقسم الشعرة إلى أجزائها في الدراسات التي نشرتها في وسائل النشر المختلفة، وفي عدد من الكتب. لكنني أحرص على أنني ممن يكتبون الإبداع أساساً، ولما كان (أدب الحرب) هو مشروعي الثقافي، نزلت إلى ساحة الدراسات النقدية في مجال أدب الحرب وبعضها في أدب الطفل، ولكن برؤية جديدة أيضاً.
 أما الآن فالهم العام يغلب تفكيري، وأسعى لرصده وتوثيقه وأعتقد أننا نعيش أخطر مرحلة تحول في تاريخ الأمة العربية وليس مصر وحدها. وقد انتهيت من كتابة قصة قصيرة منذ أيام، أرجو نشرها قريباً.. كما تشغلني رواية منذ عدة شهور ربما تبلور فكرة كيف يتشكل الإرهابي والإرهاب في البلاد، وقد نشرت لي رواية (أشياء عادية في الميدان) مند سنة تقريباً، وهي حول ثورة 25 يناير. كما أنني أنتظر نشر أكثر من كتاب في هيئة قصور الثقافة، ودار المعارف.

ذو صلة