مجلة شهرية - العدد (590)  | نوفمبر 2025 م- جمادى الأولى 1447 هـ

توثيق الموروث الشعبي

فريق مراسلي المجلة العربية:
عبدالرحمن الخضيري: الرياض | داليا عاصم: مصر | منى حسن: السودان
أسمهان الفالح: تونس | محمد العقيلي: الأردن


يمثل الموروث الشعبي ذاكرة الأمة الحية، وجوهر هويتها الثقافية، وتجسيداً لخبراتها وتصوراتها عبر العصور. وفي العالم العربي، يمتد هذا التراث ليشمل طيفاً واسعاً من الحكايات الشعبية والأمثال والفنون والعادات والتقاليد، النابعة من تنوّع جغرافي وثقافي ولغوي يعكس ثراء المنطقة وتعدد مكوناتها.
غير أن هذا الموروث، رغم قوته التعبيرية، يواجه تحديات كبيرة تهدد باندثاره، في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر من عولمة ثقافية، وتغيّر في أنماط الحياة، وانتقال المجتمعات من الثقافة الشفاهية إلى الرقمية.
من هنا، تبرز الحاجة إلى توثيق هذا التراث، ليس فقط للحفاظ عليه، بل أيضاً لدمجه في الحراك الثقافي المعاصر، وإبراز دوره في رسم معالم الهوية العربية في المشهد الثقافي العالمي.
وفي هذا السياق، لم تعد جهود التوثيق عملاً محلياً فحسب، بل باتت جزءاً من حراك عالمي واسع ترعاه منظمات مثل اليونسكو، التي تسعى لحماية التراث غير المادي باعتباره ملكاً مشتركاً للإنسانية، إلى جانب ما يتصل بالبعد الاقتصادي والاستثماري حين توظف هذه الثروة الهائلة التوظيف الصحيح والأمثل.
(المجلة العربية) تفتح ملف الحفاظ على الموروث الشعبي بشقيه المادي وغير المادي، عبر مشاركات عربية معمقة وفقاً للمحاور الآتية:

الموروث الشعبي ركيزة للهوية العربية والإنسانية، من حيث دوره في تشكيل الهوية والذاكرة الجمعية.

تصنيف الموروث الشعبي: مادي: كالعمارة التقليدية، الحرف اليدوية، الأزياء، الآلات، أدوات الزراعة والصيد. وموروث غير مادي: كالحكايات، الأغاني الشعبية، الأمثال، الرقصات، الطقوس والمناسبات الاجتماعية والدينية. 
لغوي: اللهجات، الألفاظ الشعبية، الشعر النبطي والزجل.

التحولات المعاصرة وتحديات التوثيق، مثل: تأثير العولمة وثقافة الاستهلاك على انتشار الموروث، واندثار الحرف والفنون القديمة بسبب التكنولوجيا، وضعف التوثيق الشفهي وغياب المبادرات المجتمعية.

الجهود الإقليمية والعالمية في التوثيق والحماية، مثل: دور اليونسكو في إدراج عناصر من الموروث العربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية، والمبادرات الوطنية (مثل الهيئات الثقافية المتخصصة التابعة لوزارة الثقافة في السعودية).

آليات التوثيق الحديثة، مثل: الرقمنة، والمكتبات الافتراضية. الإعلام الجديد استخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي في العروض المتحفية التفاعلية.

استثمار الموروث في السياحة الثقافية، والحرف التقليدية لتكون مصدراً للدخل وفرص العمل، ودور الموروث في دعم الصناعات الإبداعية (الأزياء، التصميم، الفن، الألعاب الرقمية).

ذو صلة