منذ مدة طويلة وعندي ملاحظة أن عبارة (التوحيد)، كما نتداولها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، هكذا، قد تُظهر إشكالاً فارقاً في العقيدة.. إذا لم توضع فاصلة (،) بين (الله) و(محمد)!
إن جذور المشكلة التي تنبهتُ (أنا) لها.. وأحاول هنا التنبيه إليها.. ترجع إلى ماضٍ واغل، شمل أشياء وعناصر مهمة أهملناها عبر العصور، ومنها أيضاً: عدم تشكيل حروف الكلمات/ وتشكيل نطق الكلمات.. وناهيك عن ضرورة استعمال (الفواصل) بأنواعها السبع أو الثمان.. وهي مطلوبة لتنسيق مسيرة المعنى، عبارة بعد عبارة ولتكوين (جملة مفيدة)، أساسية كانت أو فرعية فلقد كانت العربية كما نعلم.. (وهناك غيرها).. كانت قد مضت بدون (تنقيط) ولا (تشكيل)، ناهيك عن الإحساس بأهمية (الفواصل)! وذلك إلى أن قُيّضَ لها نعمة التنقيط قبل أكثر من ألف وثلاثمئة عام. لكن مشكلة الفواصل ظلت وبقت معنا.. إلى اليوم!!
وأتصور أن المشكلة ستتمعوص كثيراً وتتفاقم مع تواسع تفاعلنا وتعاملنا مع عوالم الدنيا التي لديها إحساس ضروري وبُنيوي نحوها.
ففي الإنجليزية، مثلاً، نجد أن استعمال (الفاصلة) أو غيابها قد يفرق -عندهم- في صدور حكم في مشكلة قانونية أو مسألة قضائية، بما يأتي بنتيجة فارقة صارخة، مثلاً بين الإعدام والبراءة وإطلاق السراح!
وستتضاعف الصعوبات عندنا مع ولوجنا أكثر وأكثر في عوالم الذّكناعي/الذكاء الاصطناعي!
ففيما يخص عبارة (التوحيد) عندنا، أرجو ضبط تنسيقها بوضع (فاصلة) بين اللفظتين الكريمتين (الله) و(محمد)، وبذا يستبعد الوقوع في احتمال إشكال عقائدي وحرج كبير، بين الشرك بالله من ناحية وتأليه النبي.
وعليه، فإن عبارة التوحيد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله)،
وبتشكيلها: (لَا إِلَهَ إِلَّا ٱللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّهِ)، مع (رفع) لفظة الجلالة (الله) الأولى، وبنطقها: (لَا إِلَهَ إِلَّا ٱللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّهِ)..
فإني أرى إضافة فاصلة بين (الله) و(محمد)، وإلاّ فقد نقع في: (شِرك) واضح، و(تأليه) للنبي!
وبذكر (التشكيل) واستعمال (الفواصل)، فإننا نجد في كتاباتنا ومؤلفاتنا في اللغة العربية ندرة أو قلة في (التشكيل)، وغياب استخدام مختلف (الفواصل) المهمة، وهي رموز مهمة وضرورية لتحرير وتنسيق النصوص، مثل:-
* النقطة(.).
* و(الفاصلة (،).
* والفاصلة المنقوطة (؛).
* علامة التنصيص/الاقتباس المفردة (‹ ‹).
* وعلامة التنصيص/الاقتباس المزدوجة (« «). (وهناك فرقٌ فارقٌ بين الاثنتين).
* وعلامة الاستفهام (؟).
* وعلامة الشرطة/الفاصلة (-).
* وعلامة التعجب والاستنكار/(!).
* فضلاً عن استعمال النقط الثلاث (...)، وهي لها معنى خاص مهم وخطير في أوقات الاقتباس من الغير.
فليتنا نحرص على (التشكيل)، ولو جزئياً، هب حين لزوم توضيح المعنى.
و لعل من المناسب، بعد مضي أكثر من ألفية من الزمن، المطالبة بهكذا تطوير في اللغة العربية بعد أن قام أجداد الأجداد بإضافة (النقاط) على حروفها، ثم بعد ابتداع رموز (التشكيل) أيضاً.
فعوداً على بدء:
فأرى وضع فاصلة (،) بين لفظ الجلالة (الله) و(محمد) في عبارة التوحيد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله): ↓
لتصبح:
(لا إله إلا الله، محمد رسول الله)..
وحبذا تشكيلها وصياغتها في عبارتين مفصولتين بفاصلة، كالآتي:-
(لَا إِلَهَ إِلَّا ٱللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّهِ).
فبدون (الفاصلة)، فإنّ نطق أو قراءة عبارة التوحيد متواصلةً تعني: أن (محمداً) هو الله او اسم من أسماء الله (!).