مجلة شهرية - العدد (570)  | مارس 2024 م- شعبان 1445 هـ

عن مسرح الشارع والعروض المبتكرة

التعريف:
(كل عرض مسرحي يقدم في الشارع والساحات والأماكن العامة متخذاً من الناس الحاضرين عشوائياً جمهوراً له، ومستلهماً موضوعاته من الواقع اليومي بهدف إيصال أفكاره عن طريق المشاركة التفاعلية في العرض).
وهذا عائد للجمهور الذي هو الركن الأساس في أي عرض مسرحي، وردة فعله أياً كانت هي حياة الطاقم المسرحي بكل كوادره
وهذا يعيدنا للظهور الأول للمسرح في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد حيث كانت العروض المسرحية تقام في الهواء الطلق في فضاء مسرحي دائري بمقاعد متدرجة من الأسفل إلى الأعلى على سفح الهضبة في شكل نصف دائرة ويحضره مابين 15.000 و20.000 من المشاهدين الذين كانوا يدخلون المسرح مجاناً، لأن المسرح من أهم المقاطعات العمومية التي كانت تشرف عليها الدولة حينها.
كيف يجلس الجمهور ؟
كان في العادة يتم بناء مكان العرض أو المسرح على سطح يطل على الأوركسترا، وقد تم وضع المقاعد في المسرح على جانب التل حول الأوركسترا حتى يتمكن الجمهور من رؤية الممثلين في الأسفل، وفي القرن الخامس قبل الميلاد، كان الجمهور يجلس على مقاعد أو مساند، ولكن بعد مرور مئة عام كان الجمهور يملك فرصة الجلوس على مقاعد مصنوعة من الرخام .
وقد قام الهيكل المنحني المخصص للفرقة بتضخيم الصوت، حتى يستطيع الجمهور سماع الصوت حتى لو كان جالساً على سفح التل، فيمكنه سماع ما يقوله الممثلون، وماذا كانت المغنية تغني؟
لماذا يكون العرض في الشارع ؟
1 - نقل رسالة إنسانية عبر موجة من التفاعلات والحركة، حيث مساحة الحرية أكبر في الطرح والتفاعل.
2 - سبب مادي مرتهن بتكلفة الإنتاج وشروط المؤسسات الثقافية.
3 - النص المسرحي في الهواء الطلق غير مقيد، كما في خشبة المسرح الرسمية، ويتيح فرصة للارتجال.
4 - مسرح الشارع يلغي المسافة بين العرض والجمهور، ليشارك في خلق المسرحية وتفاعلاتها.
وفن (مسرح الشارع) هو أداء مسرحي يعرض في الأماكن العامة المطلة على الهواء الطلق دون تحديد جمهور معين حيث يمكن أن يكون في مراكز التسوق، مواقف السيارات أو الأماكن الترفيهية كالحدائق، زوايا الشوارع والمباني.
ويعود تاريخ المنطقة العربية مع مسرح الشارع إلى احتكاك قديم نتج عنه مختلف العروض الارتجالية ومنها (خيال الظل، الأراجوز، الحكواتي، مسرح العرائس، الفانوس السحري، المسرح الشعبي).
ولعل مرورنا بـ(كارثة كورونا) كان كافياً للتأكيد على أهمية (الحضور الفعلي) عكس (الأون لاين) على اليوتيوب التي تم تجريبها وفشلت بالطبع كبديل، في عدد من دول العالم وليست استثناءً منها عدد من الدول العربية من بينها مصر.
في السعودية تحديداً، ساهم مهرجان عكاظ في تقديم مسرح الشارع من خلال عدة دورات هادفاً إلى إيصال قضايا اجتماعية وتاريخية وحياتية وترويحية بما تحمل من مضامين فكرية تستهدف عامة أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وثقافاتهم.
وقد نظمت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بمنطقة الرياض ملتقيين اثنين حتى الآن للعروض المبتكرة في عامي 2021 و2022، حيث كانت ساحات المبنى ومواقف السيارات مسرحاً مفتوحاً لكل العروض .
في الدورة الأولى قدمت ستة عروض مسرحية، وتمت تسمية الدورة بأحد رموز المسرح السعودي الفنان القدير محمد الطويان، وأشرف على المهرجان مدير الجمعية في الرياض المخرج المسرحي القدير الأستاذ عامر الحمود.
وفي الدورة الثانية أطلق اسم الممثل القدير الدكتور راشد الشمراني عنواناً لها، وقدمت فيها خمسة عروض مسرحية وكانت تحت إشراف مدير الجمعية في الرياض الأستاذ خالد الباز.
وقد كشف الملتقيان عن مواهب شبابية على صعيد كتابة النص والتمثيل والإضاءة والصوتيات من الشباب من كلا الجنسين.
وبذلك تكون الجمعية قد وضعت هذه الأسماء على سكة العمل الاحترافي، وتبقى دور (كشافي المواهب) من المنتجين في الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية لكي يكملوا معهم المسيرة الإبداعية.

ذو صلة