مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

الجامعات العربية ورفع اسمها في التصنيف

بدأ الاهتمام بالتصنيف في السنوات الأخيرة بالجامعات العالمية والعربية، وبالنظر إلى التصنيف نجد بعض الجامعات قطعت شوطاً بعيداً في ذلك، بل أصبح بعضها في مقدمة الجامعات العالمية، أما الجامعات العربية فهي مازالت في مؤخرة الركب، وإن كانت هناك محاولات لبعض الجامعات السعودية والمصرية حيث تحاول جاهدة اللحاق بركب الجامعات العالمية.

ما مدى أهمية التصنيفات العالمية وتأثيرها على الجامعات؟
عند النظر إلى التصنيفات العالمية منها ما يصنف تصنيفاً عاماً على المستوى العالمي، ومنها ما يصنف على مستوى المنطقة، ومنها خلال تخصص ما، أو خلال فترة زمنية محددة.
يعتمد التصنيف العالمي للجامعات على عدد من الأشياء منها:
1 - ترتيب الجامعات من حيث جودة التعليم والمستوى الأكاديمي والبحث العلمي، أو ما يسمى بالسمعة الأكاديمية.
2 - السمعة الأكاديمية وتعتمد على استطلاع آراء الأكاديميين من الجامعات الأخرى.
3 - توافر فرص العمل لخريجي الجامعة المعنية بالتصنيف.
4 - الإنتاج العلمي المنشور للأساتذة العالميين في الجامعة المعنية (كتب - بحوث- مشاركات خارج الجامعة وهكذا).
5 - نسبة عدد الأساتذة (أعضاء هيئة التدريس بالنسبة للطلاب).
6 - نسبة عدد الأساتذة الأجانب في الجامعة المعنية باعتبارهم خبرات أجنبية تسهم كثيراً في النهضة التعليمية في الجامعة المعنية.
7 - عدد الطلاب الأجانب في الجامعة المعنية، فبعض الحكومات اتخذت التصنيفات العالمية وسيلة لقياس مستوى التنافس العالمي الذي تخوضه جامعاتها مع جامعات أخرى، فبحسب صحيفة الغاردين البريطانية قدرت مساهمة الطلبة الوافدين في الاقتصاد البريطاني خلال العام الأكاديمي 2011 - 2012م بأكثر من عشرة مليارات جنيه إسترليني ما جعل الحكومة البريطانية تسعى لجذب 90 ألف طالب جديد حتى حلول عام 2018م، إلا أن سياسة الهجرة التي اتخذتها بريطانيا قللت من ذلك في وقت حاولت فيه فرنسا والدنمارك وهولندا تسهيل الإجراءات للطلاب الوافدين.
8 - السمعة الطيبة التي يتمتع بها العاملون في الجامعة المعنية.
وتتمثل أهمية التعرف على ترتيب الجامعات عالمياً على الآتي:
أولاً: بالنسبة لسوق العمل على المستوى الدولي حيث تسعى الشركات، والمؤسسات العالمية على جذب الكفاءات من خريجي الجامعات ذات التصنيف العالمي.
ثانياً: إثراء البحث العلمي في المجلات المختلفة حيث يعمل التصنيف العالمي على زيادة التنافس بين الجامعات في نشر العديد من البحوث العلمية.
ثالثاً: اعتماد أساليب حديثة في إنتاج مناهج أكاديمية تواكب المتغيرات العصرية.
رابعاً: فتح المجال للطلاب الوافدين لاختيار أفضل الجامعات.
أهم أنواع التصنيفات للجامعات العالمية والمعمول بها:
1 - تصنيف شنغهاي (arwwu).
2 - تصنيف الجامعات العالمي (qs).
3 - تصنيف ويبو متركس (webmetrics).
أولاً: تصنيف شنغهاي
يعد أهم التصنيفات المعتمدة عالمياً حيث يتم اختيار (500) جامعة على مستوى العالم من أصل (2000) جامعة يتم فحصها بناءً على عدد من المعايير، أهمها جودة التعليم، ونوعية أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على جائزة نوبل، ومدى الاستشهاد بأبحاثهم، ومخرجات البحث العلمي التي تم نشرها في مجلتي (سابنس) و(نانشر) وكذلك نسبة الإشارة إلى الجامعات والبحوث في وسائل الإعلام وأداء الجامعة بالنسبة لحجمها.
وتصنيف شنغهاي تعمل به جامعة جياو جونغ شنغهاي، ويعرف بالتصنيف الأكاديمي للجامعات، وقد صدر أول تصنيف عام 2003م من معهد التعليم العالي بالجامعة وهدفه معرفة موقع الجامعات الصينية بين الجامعات العالمية من حيث الأداء الأكاديمي والبحث العلمي.
ثانياً: تصنيف الجامعات العالمي (qs)
وهو تصنيف عالمي يتم سنوياً لأفضل (800) جامعة بهدف تحديد الجامعات التي ترقى من مستوى محلي إلى مستوى عالمي، وتحديد مرتبتها ضمن أفضل الجامعات، ومن المعايير التي يتم بها هذا التصنيف السمعة الأكاديمية بناءً على استطلاع الآراء والبحث العلمي الذي يتمثل في نسبة الاقتباس منها ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى عدد الطلاب ونسبة المدرسين الطلاب الأجانب ونسبة سمعة العاملين بالجامعة.
ثالثاً: تصنيف ويبو متركس (webmetrics)
وهو تصنيف نصف سنوي يصدر عن المجلس العالمي للبحث العلمي في إسبانيا حيث يقيس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية، ويغطي هذا التصنيف أكثر من 20 ألف جامعة، ويختار منها 16 ألف جامعة بناءً على المعايير التالية: حجم الموقع الإلكتروني للجامعة، مخرجات البحث العلمي، الباحث العلمي، نسبة رؤية الرابط الخاص بالجامعة.
ويقوم على إعداد هذا التصنيف المركز الوطني للبحوث بمدريد التابع لوزارة التربية والتعليم في إسبانيا، وقد بدأ هذا التصنيف سنة 2004م بتصنيف 16 ألف جامعة، ويهدف هذا التصيف بالدرجة الأولى إلى حث الجهات الأكاديمية في العالم لتقديم أفضل ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي المتميز، وهو ترتيب لموقع الجامعة الإلكتروني في شبكة المعلومات (rankingweb).
ومن التصنيفات الأخرى تصنيف الـ(u.s news):
وهو مؤسسة متعددة الوسائل لنشر الأخبار والتصنيفات والتحليلات، وتركز على التعليم والصحة والتمويل الشخصي واستبانات الرأي، اكتسبت (u.s news) سمعة بارزة لتصبح المزود الرائد للتحليلات والنصائح للمستهلكين لمساعدة قرائها على اتخاذ قرارات مصيرية، وكشفت المؤسسة، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، عن نتائج أول تصنيف لأفضل الجامعات العربية في مجال البحوث عام 2015م، وتعتمد على مقياس وحيد وهو نشر ضمن قاعدة بيانات (Scopus) وتشمل التصنيفات (91) جامعة.
محاولات بعض الجامعات العربية للحصول على تصنيف متقدم
تم الإعلان مؤخراً عن أول تصنيف عربي للجامعات العربية من خلال اتحاد الجامعات العربية والذي سيرى النور عام 2022م، ويضم حالياً (450) جامعة عربية، ويسعى الاتحاد ليصبح هذا التصنيف عالمياً خلال عامين من الآن حيث بدأت الأمانة العامة للاتحاد في تنفيذ إستراتيجية مهمة في العام 2019م مدتها عشر سنوات تهدف إلى الارتقاء بمستوى الجامعات العربية، وقد أقر الاتحاد تأسيس منصة للمجلات الصادرة من الجامعات العربية سواءً كانت باللغة العربية، أو باللغات الأجنبية، كما اتفق على أن يكون لديه مجلس استشاري لقاعدة بيانات (سكويس) لمساعدة المجلات وإعدادها لكي تتوافق مع المعايير المطلوبة والموجودة في قاعدة البيانات نفسها.
كيف ترفع الجامعات العربية اسمها في التصنيف؟
على هذا السؤال السابق يجيب الدكتور صالح عبدالعظيم الشاعر، ويحصر ذلك في عدد من النقاط منها:
أولاً: القضاء على الملخصات واعتماد المراجع، ولا يخفى علينا الفرق بين الطالب الذي يستخلص المعلومة من مصدرها الأساس، وبين الطالب الذي يجد المعلومة جاهزة في مذكرة صغيرة لا تفي بالغرض، بل بعض الطلاب يتحصلون على المذكرات قبل الامتحان بيوم أو يومين.
ثانياً: وضع نظام لتقييم البحوث الطلابية في الصفوف الدنيا لأن معظم الطلاب في كتابة البحوث يميلون إلى النسخ واللصق، أو ينقلون من بعضهم البعض. والذي يطلع على هذه البحوث يجد أن صاحبها لا يعرف عنها شيئاً. ولا تحدد مستويات الطلاب، ومن هنا لابد من مناقشتها كل طالب لوحده.
ثالثاً: الاهتمام بالتدريس باللغة العربية؛ معظم الدول اهتمت بلغاتها، وعملت على تعريب مناهجها ولربط الطالب بلغته الأم لابد من التدريس باللغة العربية، نعم هناك بعض العلوم تحتاج إلى بعض المصطلحات، أو اللغات الأجنبية لكن الاهتمام باللغة الأم مهم في الارتقاء بالجامعات العربية، وقد جربت ذلك عدد من الجامعات في سوريا والسودان وغيرها.
رابعاً: العمل على تلبية متطلبات سوق العمل.
لا يمكن للجامعة أن تؤدي دورها في تعليم إيجابي دون النظر إلى متطلبات سوق العمل وتعديل المقررات وفقاً لذلك، والناظر إلى عدد من الجامعات العربية والسودانية خصوصاً يجد بوناً شاسعاً بين مناهج وتخصصات الكليات، وبين سوق العمل ما يجعل الخريجين يبحثون عن مصادر أخرى لا تتناسب وتخصصاتهم.
خامساً: الخروج إلى المجتمع وتلبية احتياجاته. لا شك أن دور الجامعات لا ينحصر على المجال الأكاديمي فحسب بل لابد للجامعات أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمحيطها الاجتماعي محاولة المشاركة في حل قضاياه، ويتمثل ذلك في إقامة الدورات التدريبية، وورش العمل، وبرامج محو الأمية وغيرها.
ولوصول الجامعات إلى مراكز متقدمة لابد من الآتي:
أولاً: لابد من الاهتمام بالكادر البشري من أساتذة وموظفين وعمال وكذلك الطلاب.
ثانياً: الاهتمام بالمناهج التعليمية لتواكب التطورات العالمية.
ثالثاً: الاهتمام بالبحث العلمي للأساتذة وكذلك الطلاب، وفي جانب البحوث لابد أن تكون مواكبة لحاجة المجتمع بعيدة عن التكرار والبحوث النظرية التي لا تفيد شيئاً.
رابعاً: الاهتمام بالبنيات التحتية للجامعات ممثلة في القاعات والمكاتب والمكتبات وغيرها.
خامساً: الاهتمام بالمواقع الإلكترونية للجامعات لأنها تعكس النشاط العلمي والأكاديمي والبحثي للجامعة.

ذو صلة