مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

الحوار بين الحضارات واحترام التنوع الثقافي

 احتضنت مدينة فاس، ندوة دولية حول موضوع الحوار بين الحضارات واحترم التنوع الثقافي؛ وذلك في الفترة ما بين 30 سبتمبر و 2 أكتوبر 2013. وقد كانت هذه الندوة من تنظيم المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإسيسكو)، والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو).
 شارك في هذه الندوة الدولية نحو خمسين شخصية من المهتمين والباحثين في مجالات الفكر والسياسة والدين، ومن ممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني. واتجهت أعمال الندوة عموماً، إلى تحليل أهمية التقدم والتطور في مجال الانفتاح والحوار واحترام الغير بين الحضارات والثقافات. كما استهدفت مداخلات المشاركين تشخيص المخاطر والعوائق التي تقف حاجزاً أمام ذلك، والتفكير في الآليات الممكنة لترسيخ ثقافة الحوار بين الحضارات، وإشاعة قيم احترام الاختلاف والتنوع بين الثقافات الإنسانية، على المستوى التربوي التعليمي، وبواسطة الإبداع الثقافي، وعن طريق برامج الإعلام. 
 تميزت الجلسة الافتتاحية بمجموعة من الكلمات التوجيهية للندوة، في مقدمتها ما ورد في الرسالة الملكية التي تلاها وزير الدولة محمد باها. ومن أهم ما نصت عليه هذه الرسالة أنه لا يمكن تعزيز الحوار بين الحضارات واحترام تنوعها الثقافي، ومن الصعب أن يصبحا واقعاً ملموساً، عالمياً وكونياً، إلا إذا تم ترسيخهما وطنياً على مستوى كل قطر وداخل كل بلد من بلدان العالم، ومن ثم إكسابهما لدى كل مواطن. 
 في نفس المنحى، وضعت كلمة السيد عبدو ضيوف، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية ؛ الندوة في سياق ما يعرفه العلم من اضطرابات وتحولات تستدعي بالضرورة البحث عن مختلف السبل الكفيلة بالحد من الصدام والصراع لتحقيق تحاور ممكن بين الحضارات والثقافات، ولتجذير الإيمان بالتنوع والاختلاف الثقافي واحترامه. 
 كما شارك في جلسة افتتاح الندوة الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، المدير العام لـ(الإيسيسكو)، بكلمة أبرز فيها أن الصراعات التي يعرفها العالم، والهزات التي تعيشها البشرية راهناً، نتجت عن انتهاك القوانين الدولية، وعدم الالتزام بقيم الحوار والتسامح والانفتاح. وأكد التويجري أن إلغاء التنوع والتعدد، من حيث هما قيمتان حضاريتان ثقافيتان، يقوي النزعة الاستعلائية، ويغذي الشعور بالطغيان والتفوق والتميز والهيمنة، كما يقود إلى أزمات يتعاظم خطرها يومياً.
 وطوال الثلاثة أيام، التي تواصلت فيها مداخلات ومقاربات المفكرين والباحثين المشاركين، كان الصوت السائد في فضاء ندوة فاس هو البحث عن الوسائل والطرق التي تفرز ثقافة الحوار على مختلف المستويات الثقافية والسياسية والدينية، ونشر قيم التسامح والانفتاح، وتعميق الإيمان بالتنوع والتعدد والحق في الاختلاف، والحد من كل عائق يقف حاجزاً أمام هذه المبادئ التي شكلت محاور رئيسية لخطاب الندوة، والتي صاغها المشاركون في ختامها باسم نداء فاس حول حوار الحضارات واحترام التنوع الثقافي.

ذو صلة