في مشهد الأدب والصحافة السعودي والعربي، هناك أسماء ينظر لها رموزاً للتميز والإبداع ومن بين هذه الأسماء، يأتي الراحل سعد البواردي واحداً من الرعيل الأول الذين ساهموا في بناء وتأسيس المشهد الثقافي السعودي والعربي كاتباً ومثقفاً بارزاً، فقد ترك البواردي بصمة لا تمحى في تاريخ الأدب والصحافة، من خلال مساهماته الثقافية والأدبية والإبداعية التي أثرت في العديد من الأجيال، عرف الراحل بأسلوبه الفريد وقلمه المبدع.
يتميز أسلوب البواردي بالعمق والصدق، حيث يكتب عن مواضيع متنوعة تلامس قلوب القراء، كتاباته تحمل في طياتها رؤية فلسفية عميقة، وتجمع بين الحكمة والشعر.
له العديد من المؤلفات الأدبية التي نالت استحسان القراء وتفاعل معها النقاد على حد سواء، أما ما يميزه -يرحمه الله- فهو قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية بصدق وإبداع، حيث يستطيع أن يرسم لوحة أدبية تجعل القارئ يعيش مع الشخصيات والأحداث، كما يعد الراحل نموذجاً للكاتب السعودي المبدع الذي ساهم في إثراء المشهد الأدبي السعودي والعربي. كتاباته تعكس رؤية فريدة ومتعمقة للحياة والإنسان، وتجعلنا ننظر إلى العالم من منظور جديد ومختلف، وقد ظل البواردي كاتباً منتظماً في المجلة العربية لعدة سنوات.
ومن خلال صفحاتها، استطاع أن يصل إلى قلوب القراء، وأن يقدم لهم رؤية فريدة ومتميزة حول الحياة والإنسان والعالم. كتب عن مواضيع متنوعة، في الحب والعلاقات، إلى الطبيعة والبيئة، وترك للقارئ مساحة للتفكير والتأمل. كما كتب عن الفرق بين الصداقة والحب، موضحاً أن الرجل يفضل الصداقة قبل الحب، بينما المرأة تفضل الحب قبل الصداقة. كما تناول موضوع العزلة والوحدة، مشيراً إلى أهمية التواصل مع الآخرين في الحياة. وتناول الحياة والموت، مشيراً إلى أن لكل شيء على وجه الأرض وجهين: حي وميت. كما كتب عن أهمية الاستمتاع بالحياة والاستفادة من كل لحظة فيها. وقارن في مقالاته بين المدينة والقرية، موضحاً أن القرية تعيش حياة بسيطة دون تصنع، بينما المدينة تعج بالفوارق الاجتماعية، كما تناول موضوع التكنولوجيا وتأثيرها على الحياة في المدينة والقرية، وكتب عن أهمية الحب، مشيراً إلى أن على المرء أن يكون مجنوناً بالحب لكي يجد عاشقاً له. كما كتب عن أهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.
رحل عنا الكاتب سعد البواردي، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً غنياً ومتنوعاً. لقد كان البواردي قلماً مبدعاً، وكاتباً سعودياً بارزاً، ترك بصمته في الساحة الأدبية العربية. إن رحيل البواردي يمثل خسارة كبيرة للأدب العربي، ولكن إرثه سيظل باقياً، صحيح أننا سنفتقده، ولكن سنظل نتذكر كتاباته ونستلهم منها مدى عمق تأثيره الثقافي على الأجيال من بعده، ونحاول أن نفهم سر بقاء إرثه الأدبي والفكري، كما نود أن نعبر عن تقديرنا واحترامنا للكاتب الراحل سعد البواردي، ونقدم التعازي لأسرته وأحبائه. لقد كان البواردي إنساناً رائعاً، وكاتباً مبدعاً، وصديقاً للكثيرين. رحم الله سعد البواردي، وأسكنه فسيح جناته