مجلة شهرية - العدد (584)  | مايو 2025 م- ذو القعدة 1446 هـ

صانع السعادة

ما مفهوم السعادة؟! وكيف نحصل عليها؟!
من منا لا يبحث عن السعادة وينشد لها؟!.
من منا لا يتمنى أن يستظل بظلها، من شقاء الدنيا وصعابها؟!
السعادة غاية مشتركة لدى جميع الناس.
سؤال: لماذا لا يصل إليها الجميع رغم سعيهم الدؤوب؟!.
السر يكمن في الفهم الخاطئ لمفهوم السعادة.
عندما ترتبط السعادة بأمور مؤقتة سينتهي الشعور بها حتماً بزوال المؤثر.
فمن الناس من يرى سعادته بمال يجمعه، أو شريك يكمل حياته معه، أو منصب يصله، أو بلد يسافر له.. ولكن المال يفنى، والناس يتغيرون، والمنصب يزول، وكل البلاد تقسو على أهلها.
إذاً سر السعادة الحقيقية هل هو موجود أم خيال؟!
تنبع السعادة من أعماق الإنسان ونظرته تجاه الأمور، لذلك قد نجد أغنى الناس تعيساً يشكو من الاكتئاب والضجر. ونجد أفقرهم يحمد الله ويبتسم.
قناعة الإنسان فيما بين يديه ودرجة إيمانه، فكما يقول المثل (جاور السعيد تسعد)، فالصحبة الصالحة أحد أهم صناع السعادة، وبكلمة طيبة أو ابتسامة (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)، وتذكر دائماً إنك تستحق، وأن الله ما خلقك ليعذبك في الحياة.
وكذلك يملك (الصحبة الصالحة) القدرة على طمأنة الناس أن القادم بإذن الله أجمل. وإدخال الفرح والسرور على القلوب مهما كانت الظروف التي يمرون بها. ها هو عمرو بن العاص يقول (مارآني النبي عليه الصلاة والسلام إلا تبسم في وجهي) وليس بالضرورة أن يكون مزاجك عالياً، وبالك مرتاحاً حتى تتحدث الكلام الطيب.
هذة المهمة يقوم بها الجميع، لأن الأصل في حياة المؤمن أن يعيش حياته كما وعده المولى، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) صدق الله العظيم. بمعناها البسيط الشعور بالرضا والطمأنينة والراحة النفسية. فكن على مبدأ.. كن سعيداً وابتسم.

ذو صلة