الكتـــــاب: العمانيون والتدافع الاستعماري على أفريقياالمؤلف: جون ويلكينسونالمترجم: محمد الحارثيالناشـــــــر: الآن ناشرون وموزعون، عمان، 2024قام الباحث (جون ويلكينسون) في كتابه هذا بتحقيق مفصَّل لمختلف المراجع الغربية، وأماط اللثام عن الكثير من المعلومات التي طواها الزمن ويجهل تفاصيلها حتى المتخصصون في العالم العربي والأفريقي والغربي.يتضمَّن الكتاب -وهو الثالث في سلسلة الكتب التي التزمتُ بترجمتها- تفاصيلَ الوجود القبلي العُماني في أفريقيا قبل التغلغل الأوروبي، ويؤكّد أن الرواد الأوائل الذين اجتازوا أفريقيا واستكشفوا مصادر العاج في أعالي نهر (الكونغو) قبل وقتٍ طويل من وصول المُستَكشِفين الغربيين؛ كانوا جميعاً تقريباً من العُمانيين القادمين من داخل البلاد، وليس من ساحلها. ويتطرَّق الكتاب إلى تقاليدهم ومعتقداتهم وحركاتهم وسماتهم الداخلية، والدور الكبير للمبدأ العقائدي للإباضية في فترة التدافع.يعيد الكتاب الحياةَ إلى حركة الشعب العُماني في أفريقيا خلال القرن التاسع عشر، ويوضَّح مسلسلات التعاون والصراع والمنافسة بينهم وبين القوى الأوروبية التي كانت تتدافع على أفريقيا من أجل المجد والثروة، وصولاً إلى تقسيم المنطقة واستعمارها.ومن خلال تسليط الضوء على تشابُك الثقافات والأديان؛ يحاول الكتاب المساهمة في فهم خلفيّات الانقلابات الأخيرة في أفريقيا وجذور وسياسات الدول الغربيّة ومواقفها من الدول التي استعمرتها.الكتـــــــــاب: ذاتٌ من الرغبة.. تبصُّرات هيغلية في فرنسا القرن العشرينالمؤلـــــف: جوديت بتلرالمترجمة: نور حريريالناشـــــــــــر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، 2024هذه الطبعة العربية من كتاب المُنظّرة النسوية الأمريكية جوديث بتلر. ووفقاً للمترجمة، فإنّ أهمية هذا العمل تأتي من كونه يجمع بين أطروحات فلاسفة كبار، مثل: هيغل ونيتشه ولاكان ودولوز وسارتر.. وآخرين، لـ(يقرأ الرغبة قراءة تبدو هيغلية ونيتشوية في الآن معاً، ثم يطرح سؤال الرغبة الذي اختلفوا عليه جميعاً: ما الرغبة؟ هل الرغبة واعية أم غير واعية؟ هل تنتج من نقص أم من وفرة؟ هل يمكن إشباعها؟).الكتـــــــاب: العدوى المقدسة (التاريخ الطبيعي للخرافات)المؤلــف: بول هنري تيري، بارون دي هولباخالمترجم: د.لوصيف رحومةالناشـــــــر: دار أبكالو، بغداد، 2024لقد تأسّست كل العبادات والأنظمة الدينية في المعمورة على إله يغضب ويستكين، فالناس تجابه المصائب والنكبات كما تأتي عليها ظروف تسعدها، فتعزوها كلّها إلى هذا الكائن الذي يتخيلّه الناس بشتى أنواع التخيّلات. فتارة تفزعهم فكرته وتحزنهم وتصيبهم بالإحباط، وتارة أخرى تثير فيهم الإعجاب والاطمئنان والامتنان. ونتيجة لذلك، فإن العبادات التي يقيمها الناس لهذا الكائن تطبعها الأحاسيس والرغبات التي تخالجهم عندما يتقرّبون إليه، فحسب ما تتصرّف وفقه الطبيعة، يبدو الرب تارة مرعباً، ومحباً تارة أخرى، وأحياناً يكون موضع خشية، وأحياناً أخرى موضع الآمال والحنان، طاغية مرعب لعبيده تارة، وأب حنون يعز أبناءه تارة أخرى. وكما أن الطبيعة تتغيّر ظروفها وأحوالها وتقسو علينا وتحنّ، لا يوجد إذاً إله ثابت في سلوكه لا يتغيّر: فالرب كريم لكن سخطه عظيم، والناس تظن أن سخطه واقع عليها.الكتـــــاب: قصّة الخلق والتكوين.. بين النصّ الديني والأساطير القديمةالمؤلف: د.فتحي بوخالفةالناشـــــر: دار الساقي، بيروت، 2024يسعى هذا الكتاب إلى مقاربة حقيقة الخلق والوجود في النصوص الدينية والأسطورية، بما فيها من تصوّرات عن أولى مراحل التكوين.يعتمد المؤلف على النظرية التأويلية الحديثة ونظريات القراءة وجماليات التلقي، للبحث في نصوصٍ دينية مختلفة وأخرى أسطورية افترضت وجود ديانات سابقة عرفها الإنسان.يقدّم (قصّة الخلق والتكوين) رؤية معرفية تثري آفاق الفكر التأويلي في العالم العربي.فتحي بوخالفة دكتور في اللغة العربية وآدابها وأستاذ الأدب الجزائري الحديث في جامعة المسيلة-الجزائر. أصدر كتباً عدّة ونشر أبحاثه ومقالاته في مجلّات علميّة محكمة.أحمد صالح البسام 1888 - 1983تصنفه الأكاديميا السعودية، إشارة إلى عصره ما بين القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين؛ بأنه يمثل مرحلة الانتقال من شعر العلماء، وشعر الوعظ والدعوة، إلى مرحلة الشعر الذاتي الوجداني، التي تفرغ فيها مع شعراء جيله للأدب قراءة وتذوقاً ومعارضة للشعراء العباسبيين، وهم شعراء النهضة الأدبية الحديثة كالبارودي، وشوقي وحافظ، كما كان حريصاً على مقابلة الشعراء العرب في البلاد العربية التي زارها.كما برزت شاعريته في مرحلة تنافس بين الشعر العامي الذي كان سائداً آنذاك، والشعر الفصيح الذي بدأ ينتشر بعد ظهور التعليم والصحافة والمدارس الأدبية، وبدا ذلك في اشتمال ديوانه النديم على قسم للشعر الفصيح والعامي.من ذلك قصيدته (عفا رسم علم):عفا رسمُ عِلمٍ كان بالأمس عالياوأضحى فقيد العلم في اللحد ثاويافغاضت بحورُ العلم بعد وفاتهوباتت ربوع المجد ترثي المعاليافيا راحلاً والعلمُ يبكي لفقدهوأسفاره أشجت عليه البواكيافيا أيها الميمونُ يا خيرَ والدٍيذود الردى عن قومه والمساويافسُقياه في الله الكريم هزيمهفقد كان مفضالاً يمدّ الأيادياوقد كان مقداماً إذا الخيلُ أحجمتْيذود الردى عن قومه والدواهيافطوراً تراه في وغى الحرب ضارباًيجندل فرسانَ الحروب العواتياوطوراً تراه والرماحُ تنوشهيصاول شجعانَ الوغى والأعادياوقصيدته في طلب العلم:مصيرُ بني الدنيا إلى منزلٍ خالِبصحراءَ تُبدي دارسَ الطلل الباليبصحراءَ تدعو دارسَ العُمْر إذ دعتلها الحَبْر (إبراهيمَ) في عَشْرِ شوّالترحّلَ مأسوفاً عليه وسعيُهسيبقى حميداً في قرونٍ وأجيالهُمامٌ قضى الأيامَ في الدّرسِ ساعياًلتحصيل علمٍ لا لتحصيلِ أموالتلقّى فنونَ العلم مذ كان يافعاًصبيّاً وكهلاً في نشاطٍ وإقبال..وقصيدته صفا العيشُ:صفا العيشُ لي فيهم ثلاثينَ حجةًبأطيبِ ما كان الزمانُ صفا لياإلى أن دهتْنا النائباتُ بفرقةٍوأقصتْ دواهي البينِ منّا الأدانياوفي بلدي المألوفِ أُمٌّ وإخوةٌيعزُّ علي ألّا أراهمْ أمامياوما أنس لا أنسى التي قد تركتُهاتفيض دموعاً حين حان وداعياوقالت وقد سحّت من العين عَبرةٌحنانيكَ لا تنفكُّ تطوي الفيافياولم أنسَ ما عند الرحيل وصالحٌيهيج بكاءً ذاب منه فؤاديا***أحمد صالح البسام، ولد في مدينة عنيزة، وتوفي فيها. انتقل مع والده إلى مدينة الزبير -جنوب العراق- وعاش هناك متعلماً وعاملاً بين عامي 1902 - 1909، وقضى حياته جوّاباً بين بلدان الخليج العربي وجزيرة العرب وبلدان شواطئ البحر الأبيض المتوسط.تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في بلدته، وتلقى بعض الدروس على أحد علماء ومؤرخي نجد وهو إبراهيم بن عيسى. تنقل بين بلدان كثيرة سعياً وراء لقمة العيش.المتاح من شعره قليل جداً، نظمه على الموزون المقفى في أغراض قليلة أكثرها الرثاء، فقد رثى شيخه إبراهيم بن عيسى في معانٍ تقليدية ولغة سلسة، كما نظم في الأسفار والرحيل ووصف يوم الفراق، فبدت مشاعره أقوى حضوراً، وعاطفته أكثر صدقاً، حيث نسج على منوال مالك بن الريب (الشاعر الأموي) غير أنه لا يجاريه في امتداد نفسه وتعقب حالاته واتساع ما استحضره خياله.الأعمال الفكرية والشعرية:- أسباب التقدم (1953).- الحلف الرباعي: العقل والعلم والعمل والخلق (1956)- النديم: المقالات، الشعر الفصيح، والشعر العامي (1957).فرانك هربرت (1920 - 1986) الكثيب أو أنين الأرضتتطرق ملحمة الكثبان التي تدور أحداثها في المستقبل البعيد، بعد أكثر من ألف عام؛ لمواضيع معقدة، مثل: البقاء طويل الأمد لنوع الإنسان، وتطور الإنسان، والعلوم الكوكبية، والبيئية، وتقاطع الأديان، والسياسة والاقتصاد والنفوذ في المستقبل، حيث سيكون مضى على البشرية وقت طويل منذ أن طورت السفر بين النجوم واستقرت في آلاف من العوالم. تعد رواية الكثبان أفضل روايات الخيال العلمي مبيعاً.بدأ هربرت في روايته الكثبان عام 1959. كان قادراً على تكريس نفسه لمهنته في الكتابة من كل قلبه بسبب عودة زوجته إلى العمل بدوام كامل، كاتبة إعلانات لمخازن كبرى، فأصبحت المعيلة خلال ستينات القرن العشرين. وأخبر هربرت لاحقاً ويليس إي مكنيلي أنه بدأ بالرواية عندما كان يجب عليه أن يكتب مقالاً لمجلة عن الكثبان الرملية في كثبان أوريغون قرب فلورنسا. أصبح الأمر معقداً وانتهى به مع مواد خام أكثر بكثير مما يحتاجه في المقال. لم يكتب المقالة أبداً، ولكنه عوضاً عن ذلك زرع البذرة التي أدت إلى الكثبان.استغرقت رواية الكثبان ستة أعوام من البحث والكتابة لتكتمل، وكانت أطول بكثير من الوقت المفترض لإنجاز الخيال العلمي التجاري. نشرتها مجلة الخيال العلمي التناظري والواقع (أُعيدت تسميتها إلى أستودينغ، وبقي يحررها جون دبليو كامبل)؛ في جزءين مكونين من ثماني حلقات (عالم الكثبان)، من ديسمبر عام 1963 و(نبي الكثبان) في عام 1965. ورُفضت بعد ذلك من قبل نحو عشرين ناشراً. كتب أحد المحررين متنبئاً: (قد أجري توقيع عقد خطأ، ولكن...).قرأ سترلينغ إي لنير، محرر شركة كتاب شيلتون (يُعرف بشكلٍ أساسي بكتيباته عن الإصلاح الذاتي)؛ سلسلة الكثبان، وقدم دفعة مالية مسبقة مع حقوق ملكية فكرية مستقبلية لحقوق نشرها كتاباً بغلاف مقوى. أعاد هربرت كتابة العديد من نصوصه. وحقق بسرعة نجاحاً بالغ الأهمية. ربح جائزة نيبولا لأفضل رواية في عام 1965، وتشارك جائزة هوغو في عام 1966 مع (بكونارد لروجو زيلاسني). كانت الكثبان أول رواية خيال علمي بيئية رائدة، بتبنيها أغلبية المواضيع الشاملة والمترابطة وآراء العديد من الشخصيات، وبهذا اتسمت جميع أعمال هربرت المتميزة.لم تصبح الكثبان كتاباً رائجاً على الفور. وبحلول عام 1968 حصل هربرت على ربح مالي منها، أكثر بكثير مما كانت تنتجه روايات الخيال العلمي في ذلك الوقت، لكنه لم يكن كافياً ليسمح له بممارسة الكتابة بدوام كامل، وعلى أي حال، فتح نشرها الأبواب أمامه. كان كاتباً عن التعليم لجريدة سياتل بوست إنتيليجينسر منذ عام 1969 حتى 1972، ومحاضراً في الدراسات العامة والدراسات متعددة الاختصاصات في جامعة واشنطن (1970-1972). عمل في فيتنام وباكستان مستشاراً بيئياً واجتماعياً في عام 1972. وفي عام 1973 كان المخرج المصور للعرض التلفزيوني ذا تيلرز.نقلت الرواية إلى لغات أخر، وحولت إلى السينما والتلفزيون.فرانك باتريك هربرت الابن، كاتب وروائي قصص خيال علمي أمريكي، من مدينة تاكوما. أبرز الروايات التي ألفها هي رواية كثيب في سنة 1965 التي أصبحت أكثر روايات الخيال العلمي مبيعاً. ورغم أنه اشتُهر بفضل رواياته، كتب أيضاً قصصاً قصيرة، وعمل صحفياً في جريدة، ومصوراً، وناقداً أدبياً، ومستشاراً بيئياً، ومحاضراً.الكلام عند أبي القاسم البلخي الكعبيالمؤلف: رشا العمريالناشـــــر: دار ابن النديم للنشر والتوزيع/دار الروافد الثقافية- ناشرون، بيروت، 2024.تعد هذه الدراسة أطروحة الدكتوراة للباحثة العربية رشا العمري، أستاذ الدراسات الدينية المشارك بجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا (UCSB)، وقد صدرت عن دار بريل في عام: (2016م). سعت المؤلفة في دراستها هذه إلى إعادة بناء مذهب أبي القاسم الكعبي من المصادر الثانوية، حيث إنها -في وقت إعدادها لهذه الدراسة- لم تقف على كامل مخطوطة كتاب (المقالات) لأبي القاسم الكعبي الذي نُشر قبل خمس سنوات، إلا إن ذلك كان مفيداً لنا معشر الباحثين، لأنها قدمت أنموذجاً في دراسة الآراء من المصادر الثانوية يمكن محاكاته في دراسة قضايا أخرى مماثلة من الشخصيات التاريخية التي لم يبقَ لها تراث يعبر عنها، كالجهم بن صفوان مثلاً. وقد قدمت المؤلفة استقراء جيداً وتحليلاً قيماً يدل على جلد وحسن فهم.تنقسم هذه الدراسة إلى مقدمة وقسمين رئيسين، (النقد المصدري)، و(الكلام). تحدثت المؤلفة في المقدمة عن فحص الدراسات السابقة، وسيرة شخصية لبطل دراستها، ورصد لمؤلفاته الموجودة، وعناوين لأعماله المفقودة. ثم تناولت في القسم الأول أربع شهادات حول آراء أبي القاسم الكعبي، وهي: (شهادة المعتزلة)، و(الإمامية البغداديون)، و(الماتريدي)، و(الأشعري وأتباعه)، بعد ذلك قدمت تقييماً مختصراً لهذه الشهادات في موضوعات: (الصفات)، و(العدل)، و(نظرية المعرفة)، و(مذهب الطبائع)، و(الإمامة)، ثم لخصت كل ما سبق في جداول توضيحية. وفي القسم الثاني قدمت قراءة تاريخية مطولة للموضوعات الخمسة السابقة، لتختم دراستها بعد ذلك.إن أهمية هذه الدراسة تنبع من جهتين: (الأولى) متعلقة ببطلها، وهو أبو القاسم الكعبي، حيث يعد أحد أعمدة علم الكلام في المرحلة المدرسية، وقد أسهم في إيجاد مدرسة تنتمي له في خراسان بعد تتلمذه على أبي الحسين الخياط المتكلم المعتزلي البغدادي. ومعلوم العلاقة المتوترة -معرفياً- بين أتباع أبي القاسم الكعبي وبين البهشمية من المعتزلة التي نرصدها في تراث هؤلاء، وعلى رأسه كتاب (المسائل في الخلاف بين البصريين والبغداديين) لأبي رشيد النيسابوري الذي كانت جل المسائل الخلافية فيه تدور على آراء أبي القاسم الكعبي. و(الثانية) متعلقة بنمط المقاربة التي قدمتها المؤلفة في معالجة الآراء المنسوبة لعامة البغداديين، ومدى صحة نسبة هذه الآراء لشخص أبي القاسم الكعبي، حيث إن هوية البغداديين من المعتزلة هوية عامة، وثمة اشتباه في نوع العلاقة بين معتزلة بغداد وبين أبي القاسم الكعبي، وهو من خراسان، ولذلك فاستخدام هذه الهوية في المصادر التراثية مضلل لكونها واقعة في سياقات مختلفة، فمرة تطلق على آراء لا يقول بها أبو القاسم الكعبي الذي لعب دوراً في بقاء هذه الهوية في المشرق الإسلامي، ومرة تطلق على آراء لا يقول بها من البغداديين إلا أبو القاسم الكعبي، دون غيره من قدامى البغداديين السابقين عليه، فكانت هذه الدراسة محاولة جادة من المؤلفة لدراسة مثل هذه النسب الواقعة في المصادر الثانوية لتحديد ما يصح نسبته لأبي القاسم الكعبي دون ذلك.الكتـــــاب: تاريخ جدة.. بوابة مكة في القرنين التاسع عشر والعشرينالمؤلفة: أولريكه فرايتاغالمترجم: د.عبدالوهاب القصابالناشــــــر: الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2024ترسم أولريكه فرايتاغ صورة شاملة للمدينة الساحلية على البحر الأحمر، من منتصف القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، وهي الفترة التي شهدت أحداثاً بعيدة المدى، مثل: افتتاح قناة السويس، وصعود الإمبريالية الأوروبية، وبداية طفرة النفط. وهي التغيرات والأحداث التي أثرت أيضاً على تطوير جدة لتكون مركزاً تجارياً مهماً ومحطة توقف للحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة. تركز فرايتاغ في دراستها الشاملة على آثار هذه التغيرات على تنوع سكان المدينة، وانفتاحها وشخصيتها العالمية. ماذا تفعل (جدّة غير)، أي أنّ جدّة مختلفةٌ عن باقي المدن المماثلة في المملكة العربية السعودية؟ كيف نشأ المجتمع متعدد الثقافات في جدة؟ وكيف تم تنظيمه؟ وكيف كان رد فعله على الظروف السياسية والاقتصادية المتغيرة؟ من خلال العديد من الأمثلة قامت فرايتاغ بتقديم إجابة عن هذه الأسئلة في كتابها، وصورت المدينة السعودية بأمثلة مختارة والعديد من الوثائق والصور التاريخية. لم تقدم لمحة عامة عن تاريخ جدة السياسي والاقتصادي في سياق التطورات العالمية فحسب؛ بل قدمت أيضاً نظرة ثاقبة على التغيرات في الحيز الحضري وعواقبها على سكان جدة، من آثار افتتاح قناة السويس على المستوى الدولي والأوبئة التي ضربت جدة في أعقاب العولمة المتزايدة.تستكشف فريتاغ التاريخ الحضري الحديث لمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، التي لم تكن مجرد نقطة توقف على طريق الحج بحسب المؤلفة، بل كانت مدينة عالمية نابضة بالحياة خضعت لتحديثات مماثلة مثل غيرها من المدن العثمانية المتأخرة، وعاشت على مدار 200 عام حالة تحديث مستمر، وكانت الجزء الأكثر انفتاحاً وتحرراً من البلاد بعد ضم منطقة الحجاز إلى الدولة السعودية في عشرينات القرن الماضي.جدة مختلفة (جدة غير). هذا المثل الشعبي العربي، الذي أصبح الشعار الرسمي للمدينة، إلى جانب ألقاب أخرى معروفة كـ(عروس البحر الأحمر) أو (بوابة مكة)؛ قد يفسر سبب هذا الاختلاف، الذي لا ينفك عن حقيقة كون تلك المدينة العريقة أهم حلقات الوصل بين شبه الجزيرة العربية والعالم البحري والتجاري للبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي من جهة، فضلاً عن علاقتها الجغرافية والتاريخية بمكة المكرمة والمدينة المنورة من جهة أخرى. ونتيجة لأهميتها التجارية والدينية الخاصة؛ وجدت جدة نفسها بانتظام في مرمى الطموحات الإستراتيجية للقوى القريبة والبعيدة. تستكشف أولريكه فريتاغ المؤرخة الألمانية البارزة المتخصصة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، في هذا الكتاب؛ أصول وطبيعة تميز جدة من أواخر العهد العثماني إلى الوقت الحاضر. وتتعقب تاريخ المدينة الحضري من أواخر الفترة العثمانية إلى الوقت الراهن الذي تطالب فيه المدينة بالتعددية الثقافية، ضمن البيئة المحافظة لشبه الجزيرة العربية.تنوع جدة يدفع فريتاغ إلى استكشاف مفهوم (الكوزموبوليتانية الإسلامية)، التي تحاجج بأنها مختلفة عن مفهوم (العالمية الدارجة) النابع من الاعتقاد بأن الكوزموبوليتية تنحدر من ثقافة النخبة الأوروبية، حيث تكمن مشكلة هذه المقاربة في أنها لا تزال تربط نفسها من الناحية المفاهيمية، بالحداثة الغربية. التفكير في الكوزموبوليتانية الإسلامية من جانب آخر، كما تستكشفه المؤلفة في هذا الكتاب، هو إعادة تخيل لما يبدو عليه التحضر غير الغربي، مع إعطاء أهمية للدور الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية الدينية في البيئة الحضرية.يتطرق الكتاب إلى الأوضاع الاجتماعية المتغيرة على أصعدة الأسر والعائلات، والممتلكات، والأسواق، والأضرحة، والخدم، والزيجات، وكيف تطورت تلك الأوضاع عبر الزمن.عوالم النبات عند البدوصالح عبدالله بوقري: جدةتدفع لنا دور النشر بالكثير من الترجمات لكتّاب عاشوا بيننا، وقدموا أبحاثاً علمية مميزة، إلى جانب أعمالهم التي جاؤوا من أجلها.وفي هذا الكتاب الذي أصدرته دار الرافدين، وترجمته الدكتورة إيمان معروف بمجهود واضح، يضاف إلى ما شاركت في تقديمه من ترجمات مميزة عن الإنجليزية لأكثر من أربعين كتاباً في مختلف الميادين بلغة سليمة دقيقة. وقد راجع هذا المرجع العلمي المهم الأستاذ كريم راهي.في بحثه حول النباتات الرعوية، واستخداماتها في صحراء شبه الجزيرة العربية؛ يقول جيمس ب.ماندفيل: لا بد لي بداية أن أعرج قليلاً إلى بعض من تأريخي الشخصي لشرح كيفية تولد دراسة كهذه عن أربعين عاماً من السعي والعمل: لقد بدأت في جمع أسماء النباتات العربية البدوية ومصطلحاتها من أوائل ستينات القرن الماضي، حينما عملت في شركة الزيت العربية الأمريكية في الظهران بالمملكة العربية السعودية، بصفتي مستعرباً متمرساً ملحقاً بوحدة البحوث العربية في الشركة، وكانت هذه الوحدة عبارة عن مجموعة بحثية على الطراز الأكاديمي.ويكمل المؤلف حديثه قائلاً: وبفضل امتلاكي بعض الولع بالتاريخ الطبيعي رحت أجمع التسميات البدوية للنباتات، محاولاً التعرف على هوياتها العلمية، من خلال المراجع المتاحة، والتي كانت محدودة للغاية في شبه الجزيرة العربية تلك الأيام. وإلى جانب واجباتي الأخرى عمدت إلى إعداد كتالوجات على شكل بطاقات بالأسماء البدوية للنباتات ومصطلحات الغطاء النباتي. ويردف السيد ماندفيل: أنا مدين بالشكر أولاً لأعضاء هيئة التدريس في جامعة أريزونا ضمن برنامج الدراسات العليا متعدد التخصصات في مجال علوم الموارد الطبيعية في الأراضي القاحلة، وبخاصة الأعضاء السابقون في لجنة الأطروحة التي ترأستها سوزان فيش، وضمت مايكلبونين وستيفن ماكلولين، اللذين كان تشجيعهما ونقدمها البناء أعظم قيمة مما يدركان.كما تقدم المؤلف بالشكر للسيد محمد الطحلاوي في الظهران الذي قدم تحقيقات وتعليقات قيمة على عدة نقاط لغوية.***إن القائمة التي وضعها بأسماء النباتات تعد رائعة في تشابهها الوثيق الواضح مع اللهجة العربية النجدية.ويشير مصطلح النباتات في هذه الدراسة إلى النباتات الصحراوية البرية الطبيعية،ومن الطبيعي أن الكاتب يقول معتذراً: أسفي الشديد الآن فيما يتعلق بأساليب العمل هو عدم قدرتي على إدراج معلومات عن السيدات اللواتي عملن مرشدات معي. إذ إن القيود الثقافية المرتبطة بالعادات والتقاليد في هذه البيئة الإسلامية المحافظة للغاية، وموقع العمل المعتاد في مكتبي؛ جعلت من الصعب للغاية بالنسبة لي كباحث (رجل) التشاور مع النساء، بالرغم من أن هناك بعض إشارات إلى أن النساء ربما كن أكثر دراية بالاستخدامات الغذائية والطبية للنباتات البرية. وأكمل المولف قائلاً: آمل أن يجد باحث آخر، ويفضل أن تكون امرأة؛ فرصة لدراسة سلسلة كاملة من العلاقات البدوية النباتية، من وجهة نظر النساء وإطلاعنا على النتائج.***وفي الفصل الأول من هذا الكتاب الفريد والذي عنوانه (البر)؛ يوضح الكاتب أن المنطقة الجغرافية التي شملتها الدراسة هي شرق المملكة العربية السعودية، وهي المنطقة التي أصبحت لدي معرفة تصنيفية علمية شاملة إلى حد ما لنباتاتها.تغطي هذه المنطقة الجغرافية الأساسية ما يقرب من 520 ألف كلم2 شرق وشمال شرق المملكة العربية السعودية، وتقع في جزء مما يعرفه الجيولوجيون باسم الرصيف القاري العربي (الرف العربي). وتضم هذه المنطقة الساحلية:واحات القطيفهضبة الصمانوادي الدواسروادي الباطنوغيرها في المنطقة التي تشمل صحراء الدهناء والدائرة الشمالية للربع الخالي.***وفي فصله الثاني تحت عنوان (البدو)؛ تناول الكتاب موضوعات رئيسة، مثل حياة البدو، من حيث القبيلة ونظامها ومشائخها ومجالسها، وما فيها من الشعر والرواية (السالفة). وظهرت في هذا الفصل بعض من الصور الفوتوغرافية التي تعود إلى العام 1961م وما بعده، حيث تبين مظاهر الحياة الاجتماعية. ومن القبائل التي كانت موضوع الدراسة:بني هاجرالعجمانقحطانشمرالرولةبني خالدمطير***وفي الفصل الثالث، وعنوانه: النجوم والأرض والنباتات؛ يربط البدو دائماً نجم الثريا بموسم المطر الشتوي والأوقات الميمونة، إذ يبشر شروق هذا النجم في موعد صلاة العشاء بعد حوالي ساعتين من غروب الشمس؛ بقدوم فصل الشتاء البارد، ويؤذن غروبه في ذلك الوقت من شهر مايو ببداية قيظ الصيف. ويقول مثل معروف لآل مرة:إذا طلعت الثريا عِشا دور لعيالك عَشاوإذا غابت الثريا عِشا دور لدلوك رشاويوضح الكاتب كذلك في هذا الفصل أن أمطار الوسم في أكتوبر ونوفمبر تثير بين البادية سعادة خاصة، وكثير من الثناء على العناية الإلهية. وتختلف التسميات في البادية أو المصطلحات المحددة بدقة لأنواع المطر، فالمصطلح (سيل) وهو المطر الغزير، والدعث وهو الخفيف المبكر في الخريف، وقد يكون رشة أو هملة أو مخيلة أو وديش، وأخيراً الشخط وهو المحصور في منطقة معينة.***من المؤكد أن الكتاب مرجع مهم في الأنثروبولوجيا، ظهر في وقت متقدم، بالرغم من قلة المصادر وشح البحوث العلمية في هذه الدراسات التي تشمل، إلى جانب النبات؛ الكثير عن الحياة الرعوية، وأنواع الطرائد، والتنقل بين الأودية في المواسم المختلفة، وصناعة الخيام وأنواعها وطريقة نصبها، هذا بالإضافة إلى أسماء بعض الحيونات، مثل الإبل، خصوصاً في توالدها ورعايتها، والزواحف كالأفاعي الصحرواية، وكذلك الكلاب وأهمها السلوقي.ويقول الكتاب إن القبائل التي تقضي الكثير من وقتها في المسطحات الصحراوية العظيمة لشبه الجزيرة العربية تفضل دائماً التنقل والتخييم في المناطق الصحراوية الرملية بدلاً من الأراضي الصخرية أو الصلبة، حيث توفر الرمال عموماً أفضل نباتات الرعي، وتعد هذه الرمال أيضاً ناعمة نظيفة مريحة تتكيف معها الإبل في المشي، وتسمى هذه المناطق محلياً (رملة) والمقصود بها الكثبان الرملية.***من صور الكتاب المميزة نجد صورة شقيقين (ولد وبنت) من آل مرة، يعودان إلى الخيمة مع حفنة من نباتات الصفار الصليبي الحولية، واسمها العلمي Schimpera arabica من أجل أن تؤكل مع سلطة الخضار. وتاريخ الصورة شباط 1961م، وهذه الصورة حظيت كذلك أن تكون صورة غلاف الكتاب في طبعته المترجمة إلى العربية في الطبعة الأولى الصادرة من دار الرافدين عام 2021م، وقد تم النشر بالاتفاق مع دار النشر التابعة لجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية.يأتي موضوع النباتات المفيدة والتفاصيل التي يشملها في الفصل الرابع في مئة صفحة، وهو من أهم فصول الكتاب، ومن ذلك أنه يتناول دراسة:- الكمأ (الفقع)، ومنه الأنواع الأربعة المعروفة (الزبيدي والخلاس والجبا ثم الهبيري).- الأراك الذي تستخدم جذوره للمساويك كفرشاة الأسنان.- نبات الحرمل، وهو نبات طبي مهم.- الشيح، لعلاج المعدة وعسر الهضم.- العبل، ويستخدم لأمراض الجلد وانتفاخ البطن.- الحنظل، وهو من الملينات، وقد يسبب تقلصات مؤلمة.- عشر (الدفلية)، وهي شجيرة سامة يتجنبها حتى الماعز، وقد توصف علاجاً بكميات قليلة جداً.- البابونج، ويوصف لأمراض الجهاز الهضمي.كما درس الباحث موضوع النباتات المؤثرة عقلياً، وسمّاها، وقد ذكر منها نبات (الهرج) حسب التسمية التي يطلقها بدو هذه الصحراء. ويقال إن من يستخدمه يصاب بالهذيان في كلامه والاضطراب في سلوكه.***ومن الجميل في الفصل الخامس بعنوان (النباتات من حيث المفهوم والاسم)؛ أن المؤلف توقف كثيراً عند آيات القرآن الكريم، والتي تعرف عليها من حديثه مع الأدلاء من البادية ومن قراءاته المترجمة كذلك، والتي تؤكد أن النباتات خلق من خلق الله، وهي مسخرة لمنفعة الإنسان، وهذا يعكس بوضوح مبادئ العقيدة الإسلامية التي تؤكد أن النبات من آثار المطر المنزل بأمر الله من السحاب.ويقول المؤلف هنا إن الأدلاء يعتقدون أن كل نوع من النبات خلق اسمه معه، ولهذه الفكرة سابقة في القرآن تخبرنا كيف علم الله آدم الأسماء كلها، وأن أوصاف بعض جوانب علاقة الإنسان بالعالم الطبيعي للنباتات والحيوانات قديمة قدم الإثنولوجيا نفسها. لكن علم النبات العرقي القديم كان مهتماً بشكل حصري تقريباً باستخدامات النبات بدلاً من مفاهيم عالم النبات.ومع حلول الخمسينات من القرن العشرين كانت العديد من العلوم الاجتماعية تخضع لحالة تحول، هذا التحول يمكن وصفه على الأقل بأنه شبه نموذجي، وكان هو الثورة المعرفية التي أدت إلى الابتعاد عن السلوكيات الجامدة الصارمة في علم النفس، وإلى تفسير نعوم تشومسكي قواعد اللغة على أنها كائن إدراكي عقلي في علم اللغة، وفي الإثنوغرافيا كذلك، حيث قام هارولد كونكلين عام 1954م بتطبيق بعض التقنيات المعرفية الجديدة في أطروحته للدكتوراه حول علم النبات العرقي في هانونو في جزيرة ميندورة في الفلبين.وقد لاحظ المؤلف أن البدو غالباً ما يعطون توجيهات للمسافرين باستخدام مصطلحات ذات صلة بمجتمعات النباتات، وعلى سبيل المثال قولهم: اذهب شمالاً حتى تصل إلى نهاية (الرمث)، وهي الشجيرة السائدة في منطقة معروفة مثل منطقة الحرملية والحويذية والحماطات وأم العذير والسديرة وكلها تسميات منسوبة للنبات.ولم يكتفِ المؤلف بما شاهده وجمعه من رحلاته في الصحراء في المنطقة الشرقية من المملكة؛ ولكن طاف بكثير من المحلات التجارية في الدمام والقطيف، وجمع الكثير من النباتات، وبخاصة الطبية التي كانت مجهولة، ولم يتعرف عليها من خلال بحثه العلمي، لأن المحلات التجارية تحضره من مناطق أخرى بعيدة عن المنطقة الشرقية، مثل المناطق الجبيلة في الحجاز وغيرها من المناطق المعروفة بأعشابها ذات الاستخدامات العلاجية.
غزل النساء في الأدب العربي.
العلاقة التفاعلية بين الإنسان والمكان.
عفاريت قلبت الموازين .
مدينة كان الفرنسية.. العاصمة الأوروبية للسينم.
الغش في مجتمع البحث العلمي.
عجائب الانطوائية المجهولة.
الجرافيتي إشكالية الرفض والقبول.
الطبول عالم من السحر الفرعوني الخالد.
حُسن القول يعفي من القتل.
سمرقند تراث لا يضيع.
محطة مهملة على سكة الحياة.
الجزر الأخير.
المخرج فيصل العتيبي: الرؤية والمهارة والشغف ا.
الأعياد في مصر القديمة.
أطْلِقْ رَصاصك.
لا بد من تربية علمية مبكرة (1).
حبر من السذاجة.
كيكا بائع البخور.
تأثير إدجار آلان بو في الأدب العربي الحديث .
سأقيم هناك.