الشعر الشعبي.. صوت الثقافة الموازية.. صوت الناس
فريق مراسلي المجلة العربية:
عبدالرحمن الخضيري: الرياض | داليا عاصم: مصر | منى حسن: السودان
أسمهان الفالح: تونس | محمد العقيلي: الأردن
لطالما احتفظت المجتمعات والشعوب بأصواتها الخاصة، تلك التي تعبر عن روحها الخالصة، كما تشكلت بصورتها الفطرية دون تكلف أو استجلاب أو توسّل تحت أي مبرر، ولعل أجل صور التدليل على هذا التوصيف يتمثل في الشعر الشعبي، أياً كان شكله أو لونه أو طريقته أو نظام أدائه وبنائه، فهو روح المجموعة ومعجم شعورها ومنصة تتويج أحلامها وبوحها وضميرها.
في السعودية مثلاً تكتنز جهاتها القارية مترامية الأطراف بتنوع فريد لمنظومات الشعر الشعبي، ففي وسط البلاد وشمالها ينتشر الشعر النبطي، وبموازاته تتفرع جماليات السامري والهجيني.. وغيرهما، وفي الجنوب شعر العرضة أو شعر الشقر، وبموازاته يتفرع شعر اللعب وشعر الخطوة وشعر المسحباني.. وغيرها، ثم إلى الجنوب الأقصى في جازان مثلاً شعر الطارق وشعر القاف وشعر التسحيدة.. وغيرها، أما في غرب البلاد فتنوعات كثيرة مثل شعر الكسرة وشعر المزمار وشعر المحاورة.. وغيرها.
وعلى هذا المنوال في مختلف جهات القطر العربي وبلدانه. ولهذا يأتي ملف المجلة العربية ليتناول صوت الناس عبر الشعر الشعبي لدى مجتمعاته وشعوبه، وذلك عبر جملة من المحاور، منها: إلى أي مدى ما يزال ينظر إلى الشعر الشعبي على أنه يأتي في مرتبة تالية للشعر الفصيح؟ وكيف يمكن أن توصف القوة الداخلية في الشعر الشعبي التي جعلته صوتاً عميقاً للناس يحييهم ويحيا بهم؟ ومراحل الشعر الشعبي، سابقاً وحالياً ولاحقاً، كيف يمكن ترتيبها من حيث جودة المنتج في كل مرحلة منها، وماذا تحديداً عن مستقبل الشعر الشعبي؟ وهل أدى الزمن الاتصالي الرقمي السائل إلى خدمة الشعر الشعبي وانتشاره، أم إلى تمييعه وتذويبه وفقدان هويته وصوته وأهميته، وتخمة التلقي حياله؟