الذي شاهد أو سيشاهد مسلسل عمر، سيعرف حتماً لماذا هذا المسلسل بالذات، هو أفضل عمل بصري/سمعي يتناول فترة بداية بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل من جميع التراث السينمائي الذي نال شهرة دون حتى أن يلامس عبقرية حلقة واحدة من حلقات مسلسل عمر.. أتحدث عن الرسالة وفجر الإسلام وجميع الأعمال السينمائية الأخرى التي تناولت نفس المرحلة، والأمر ليس كما سيظن البعض لأنه أول عمل يجسد شخوص الخلفاء الراشدين وصفوة الصحابة رضوان الله عليهم؛ ولكن المسألة أعمق من ذلك بكثير، المسألة لها علاقة بمخاطبة العقل، ولها علاقة بالأسس الصحيحة للكتابة إلى الشاشة، وغيرها الكثير مما سنتناوله هنا..
ما يتميز به هذا المسلسل، -والذي برأيي أن البطل الحقيقي له هو السيناريست د.وليد سيف-، أنه لا يكتفي بسرد وقائع تاريخية حدثت وكفى، فينتقل من (أ) إلى (د) دون أن يعبأ بأن يجعلك تفهم أسباب الانتقال من هنا إلى هناك، في الأفلام الأخرى، نشعر وكأن أمام السيناريست قطعة قماش متسعة جداً، أعوام البعثة بكل ما فيها من أحداث، فيكتفي بعرض المشاهد المشهورة، تعذيب المسلمين الأوائل، الهجرة إلى الحبشة، الهجرة إلى المدينة، ثم فتح مكة، ثم يسلم جميع البشر ويصل الإسلام إلى جميع أصقاع الأرض، دون أن نفهم لماذا أسلم الناس ولماذا كانوا على استعداد أن يموتوا في سبيله.. في هذا العمل الأمر مختلف.
كانت عادة الأعمال السابقة، أن تتعامل مع أهل قريش من الجاهلية باعتبارهم (الآخر)، ذلك الشرير المشرك الذي يعبد الأصنام ولا يريد الحق، فتتابع الأحداث وتركز على ما يفعله الصحابة، ولا نرى من الآخرين سوى أنهم أناس يشربون الخمر ويعذبون من أسلم من عبيدهم ويصلون لأصنامهم، هذا المسلسل عكس هذه المعادلة تماماً، جعلنا نرى المشهد من وجهة نظر المشركين منذ لحظة البعث وحتى فتح مكة، لماذا؟ لكي يضعنا المسلسل في الظروف الزمانية والمكانية والاجتماعية والسياسية لأهل مكة، ولكي نفهم تأثير الإسلام على هؤلاء القوم.
بدايةً. العمل يقدم قراءة صحيحة لعبارة الرسول الكريم (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، لم يقل لأعلمكم الأخلاق، أو لأعرفكم على الأخلاق، أهل قريش كانوا يتميزون بصفات حميدة كثيرة (أخلاق العرب)، وهو ما لم يلتفت إليه أي عمل من قبل، ولكن كان ينقصهم بعض الأخلاق الحميدة التي لو عملوا بها لكانوا تخلقوا بخلق الإسلام، وهو ما نراه مثلاً في شخصية عمر بن الخطاب، من العدل والقوة على الحق ونصرة الضعيف حتى يكاد يكون مسلماً من قبل البعثة، ولهذا نفهم قول الرسول الكريم (اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين)، الأمر ليس له علاقة فقط بالقوة الجسدية، الأمور أكثر عمقاً من ذلك، وذلك يسرد علينا العمل في حلقاته الأولى طبيعة حياة أهل قريش، طبيعة العلاقات الإنسانية فيما بينهم ومالهم من سلطة ونفوذ عند العرب لمجاورتهم للكعبة المشرفة، وطبيعة حياتهم الاقتصادية التي تعتمد على التجارة، ولذلك كانوا في بعض الأخلاق يتحلون بها ليس لوازع ديني أو من أنفسهم، ولكن لكي لا يقول العرب عليهم كذا، أو لكي لا يفقدوا مصداقيتهم وسمعتهم كتجار، وبسبب هذا البناء المحكم للسيناريو في الحلقات الأولى، نفهم تلقائياً سر معاداتهم للإسلام، مما جاء في الإسلام كما ظهر في المسلسل هو محاربة العنصرية، عنصرية القبيلة، عنصرية اللون، ولأن هذه الأمور هي مدعاة فخر لأهل مكة، فإننا نفهم كمشاهدين لماذا عندما يتناول أحد أكابر القوم الطعام مع خادمه من نفس الإناء بعدما دخل في الإسلام، فإنه يلقى استهجاناً ليس بالقليل، الإسلام ثورة على المعتقدات البالية، ولأن كما في جميع العصور وفي جميع الثورات عبر التاريخ، يكون طلائع هذه الثورة دائماً هم الشباب الذين بحكم طبيعة أعمارهم يميلون إلى إعمال العقل، بينما يميل الآباء والكبار بالسكون والركون إلى أفكارهم التي عاشوا عليها دهوراً، لذلك لا يترددون بالقول (هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا)، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن مكانتهم من السلطة والنفوذ والربح تجعلهم أكثر عناداً، وهذا بالضبط ما نراه مجسداً على الشاشة. أحد تجليات السيناريو هو أنه جعلنا نفهم لماذا يدخل الإسلام أكثر الأبناء ويبقى الآباء في الشرك لمحاربتهم، ومن ناحية أخرى، لماذا يدخل العبيد والفقراء والمستضعفين أولاً إلى الإسلام قبل أثرياء القوم، الإجابة المنطقية هي لأنه يرد إليهم حقوقهم ويجعلهم متساوين مع سادتهم ولا يفرق بينهم إلا التقوى، نعم ولكن المسلسل يجعلنا نعيش ذلك معهم، يجعلنا ندركه لا أن نعلمه فقط.
هذه الفكرة نراها مجسدة عندما نشاهد الشاب الصغير علي بن أبي طالب يخبر أباه الشيخ أبي طالب عن الإسلام، ثم يحدث عمار بن ياسر أبويه عن عظمة الإسلام، ثم يفاجئ أبو حذيفة أبوه عتبة بن ربيعة بأخلاق الإسلام بأن يحرر عبده ثم يتبناه، ويحاول إخوة عمر بن الخطاب الصغار بالتلميح لأخيهم بحكمة وصدق ما جاء به نبي الإسلام، ثم يعارض عبدالله أبوه خطيب قريش سهيل بن عمرو في آرائه ومحاربته للنبي، ثم يأتي بعدهم الوليد بن الوليد بن المغيرة، الذي يميل قلبه للقرآن، ويعجب لأمر أبيه وأخيه خالد بن الوليد لما هما عليه من الشرك بعدما سمعا آيات من القرآن وشعر كلاً منهما بأنه ليس بكلام بشر ومع ذلك ما زالا على موقفهما، ثم موقف أخوي أبي جهل الأصغر سناً.. كلها نماذج اختارها الكاتب بعناية ليقدمها بكثافة وتركيز في الحلقات الخمس الأولى من المسلسل، ليرسخ فكرة ثورية الإسلام.. الأمر لا يتوقف عند هذه الفكرة، ولكن الكاتب يؤسس تأسيساً متيناً لشخصية الفاروق فصيح اللسان راجح العقل، وفي نفس الوقت الظروف الحياتية لأهل مكة كما أسلفنا الذكر، بل ولشخصيتي بلال ووحشي كما سنتطرق الآن، وكل ذلك في نفس الحلقات الخمس دون أن يؤثر خط درامي على الآخر، ودون أن تطغى فكرة على الأخرى، ودون أن تسحب شخصية واحدة كل الأنظار، وهذا هو منبع التقدير لعمل المؤلف د.وليد سيف.
انتقائية الشخصيات المختارة لتظهر في المسلسل تدل على ذكاء كبير من المؤلف، فهو مثلاً عندما يريد أن يمثل فئة العبيد فإنه يختار شخصيتين فقط، بلال بن رباح ووحشي، وعندما يريد أن يمثل فئة الموالين فإنه يختار فقط آل ياسر، لماذا؟ في حالة آل ياسر على سبيل المثال، فإنه يختصر لنا معاناة جميع الموالين الذين دخلوا الإسلام وقتها، فهم ليسوا من سادة القوم حتى يأتي من يدافع عنهم، وليسوا من العبيد فيشتريهم أحد ثم يعتقهم، لذلك فإن السيناريو يجعلنا نرى أن الموالي حالهم كان أسوأ بكثير من حالة العبيد وقت الإسلام بعكس ما كان شائعاً.
الأمر الثاني، اختيار بلال ووحشي، لم يكن تمثيلاً فقط لفئة العبيد، ولكن لكي يشرح فلسفة الحرية التي جاء بها الإسلام، وفلسفة الحرية التي كان يفرضها أهل قريش، ففي مشهد رائع نشاهد وحشياً في حلبة مصارعة ويغلب أنداده الواحد تلو الآخر، ثم يزج ببلال إلى الحلبة رغم أنفه، ويهزم شر هزيمة على يد وحشي لما فيه من ضعف الجسد وقلة الحيلة.. تأسيس ممتاز يلحقه مشهد آخر في منزل بلال يتعاتبان ويتناقشان عما حدث واضطرا إليه، ثم تسير كلا الشخصيتين في خطين متوازيين، بلال هو نموذج حرية الإسلام، ووحشي نموذج حرية الجاهلية، بلال يتحرر من داخله أولاً من عبودية الناس إلى عبودية الله، ثم لا يتراجع عن ذلك علناً عندما ينكشف أمر إسلامه، فيثور على أمر سيده بأن يصبر ويحتسب الأجر عند الله، ويتحول الضعف البدني وقلة الحيلة إلى جلد وصبر، فكافأه الله بأن يشتريه أبا بكر ويعتق رقبته ويمنحه حريته، وفي مجتمع المسلمين يصير واحداً مثلهم على السواء، لا يناديه أحد بالعبد ولا يشعر بغربة وسطهم، ثم بعد ذلك يقتل سيده الذي عذبه في السابق أثناء معركة بين الطرفين، ثم يعلو ويعلو شأنه فيصبح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، تصل كل هذه الأخبار إلى وحشي الذي نراه يتقلب في نومه ويكاد يجن، فرفيق الماضي قد حقق كل ما كان هو يحلم به، إلى أن تأتي الفرصة إلى وحشي كي يتحرر، عندما يأمره سيده وتأمره هند بنت عتبة بأن يقتل حمزة؛ فيقتله وينال الحرية التي كان يبحث عنها وفوق كل ذلك مجوهرات هند التي وعدته بها، نراه يرتدي ملابس الأحرار ويتجول في المدينة، ولكن عندما يجالس سادة قريش ينهرونه إلى خارج مجالسهم، فهي حرية زائفة، لم يعد ملكاً لأحد، ولكنه غريب ينظر إليه باعتباره عبداً وكأن شيئاً لم يكن، هذه المقارنة العبقرية التي يقدمها السيناريو تلخص ببساطة لماذا كان الإسلام فارقاً في عصره وقالباً لكل الموازين في حينه، الأحداث موجودة ومعروفة نعم، ولكن مهارة الكاتب هو من يختار هاتين الشخصيتين بالذات لكي يؤسس لهما في مسلسل عن عمر بن الخطاب ليبين أحد جوانب عظمة الإسلام، لكي نشاهد الصورة الكاملة من جميع زواياها.
بعد كل هذا التأسيس القوي للزمان والمكان والشخصيات والأحداث في الحلقات الأولى، يبدأ المسلسل في طرح الأحداث بدءاً من هجرة المسلمين إلى الحبشة وحتى فتح مكة في الحلقات التالية حتى منتصف المسلسل تقريباً، والخيوط الدرامية جميعاً مشدودة بعناية فائقة وتعمل بتناغم مدهش، نحن مثلاً كمشاهدين لا نعلم لماذا أمر النبي عليه السلام أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، ولكننا نشاهد دائماً (رد الفعل) من قبل المشركين، نستمع إلى مجلس كبار القوم الذين يعني لهم حديث العرب عنهم، فسيقال إن قريشاً آذت أبناءها وجعلتهم يهاجرون إلى الحبشة، فتسوء سمعتهم ويخشى العرب أن يتبادلوا التجارة معهم، ثم يسأل أصحاب عمر عن رأيه في الهجرة ليقول إنه ما حدث ذلك إلا ليكون للمسلمين مكاناً آمناً ينشرون فيه دعوتهم ويزيد عددهم وهم في مأمن من بطش قريش، فينبهر أصدقاؤه من قوة منطق تفكيره، وهكذا فإننا نرى الحدث الواحد دائماً من كل الزوايا، وفي نفس الوقت يجعلنا نتفهم دواعي قريش بأن يرسلوا عمرو بن العاص ليعود بهم من الحبشة، بعدما كانوا سعداء في بداية الأمر برحيلهم عنهم، هذه الرؤية البانورامية لكل حدث على حدة تضعنا تماماً في قلب الحدث لنفهم الأمر ووقعه على الجميع.
في النصف الثاني من المسلسل تنتهى أعوام بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بوفاته، ويبدأ عصر الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر، وتبدأ تتغير طبيعة الكتابة والعمل الدرامي بأكمله، هنا تنتقل نقطة الرؤية من المشركين إلى المسلمين بعدما أسلم جميع الناس، وأصبحت الأمور أكثر وضوحاً وذات أبعاد محددة، تذهب أغلب فترة خلافة أبو بكر في حروب الردة، وفترة عمر في الفتوحات الإسلامية، وهنا تتغير نظرتنا من (ما الذي أحدثه الإسلام؟) إلى (كيف تم الحفاظ على الإسلام؟)، الأمر يبدو الآن بعد 1400 سنة سهلاً؛ فالإسلام في كل البلاد، ولكن ما كان لذلك أن يتم لولا حروب الردة، ليست لأنها جماعات قليلة من البشر قد ارتدت عن الإسلام بوفاة النبي، ولكنها رؤوس القبائل والعرب التي ينصاع لأمرها الآلاف في جميع أنحاء الجزيرة العربية وغيرها، ولأن المسلسل يضعك تماماً في الزمان والمكان المطلوبين، فتدرك كمشاهد كم كانت وفاة النبي عليه السلام صعبة وكم كان حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أبو بكر في الحفاظ على كل ما قد تم.
في الحلقات الخاصة بخلافة أبي بكر تظل الأحداث مشدودة لتعدد الخيوط الدرامية، أول خيط هو فلسفة الإدارة المختلفة كلياً بين أبي بكر وعمر، ذلك الخلاف في الرأي والنقاش المستمر، هو أيضاً تمهيد لكيف ستكون خلافة عمر، صحيح أن عمر ظل على طريقته الصارمة جداً مع ولاته على البلاد، ولكنه كان يتعلم الحكمة من أبي بكر في مواقف مختلفة، وفي نفس الوقت يتراجع أبو بكر عن عدة مواقف بعدما يعجب برأي عمر السديد، الخيط الثاني هو مدعو ومدعيات النبوة، كيف كانوا يقنعون قومهم بأنهم أنبياء، وكيف تنكشف حيلتهم عند الصغائر، وهنا أراد المؤلف ببضعة تفاصيل صغيرة أن يظهر لنا مدى قوة القرآن على سامعيه في ذلك العصر الذي كان أهله ملوكاً للغة، فكلما سمعوا لمدعي النبوة كلاماً، عرفوا إنه مجرد سجع ساذج بلا معنى، والخيط الثالث كان الحرب بين المسلمين والمرتدين.
المسلسل ينخفض مستواه التشويقي بعد خلافة عمر، نظراً لقلة الخيوط الدرامية المتجاذبة في حينها، ففي الحلقات الخاصة بخلافة عمر، تنقسم الأحداث إلى خيطين، الأول الفتوحات الإسلامية، صحيح أن المعارك في هذا المسلسل مميزة للغاية، ولكل معركة تفاصيلها المختلفة تماماً عن كل واحدة أخرى، بل إن المعركتين على نفس العدو لا تشابه بين الأولى والثانية، لشدة العناية بالتفاصيل، ولكنها أتخمت المسلسل كمساحة زمنية، الخيط الثاني هو طريقة إدارة عمر لشؤون المسلمين، وفي هذا الجزء يستخدم المؤلف القصص المتواترة الشهيرة عن عدالة وحكم عمر، وربما لأنها وصلت إلينا متفرقة بطبيعة الحال، فنشعر أنه لا يوجد اتجاه درامي محدد تذهب إليه الأحداث، فنحن بين معركة وبين مشهد لعمر يفصل فيه في مسألة ما، ولكن ما يبقى مميزاً بعد كل هذا، هو أن التأسيس الطويل جداً منذ الحلقة الأولى لشخصية عمر يجعلنا نفهم تماماً كيف وصل هذا الرجل إلى ما وصل إليه، ولكن ما سبب ضعفاً في هذا الجزء بالذات من المسلسل هو أنه لم تتم الاستعانة بالصوت الحقيقي لسامر إسماعيل، صحيح أن ذلك تم على جميع المشاهد منذ البداية، ولم تكن لدينا مشكلة كبرى، ولكن ذلك لأنه كان قوياً على طول الخط وكان الصوت المستعار فخماً ويليق على كل المشاهد، أما في فترة خلافته، فإنه يتعرض لمواقف صعبة، فيبكي ويوهن صوته ويمرض ويقوى، لذلك كان هناك حاجز خشن بين أداء سامر، وبين ذلك الصوت الذي نسمعه، ونشعر أنه منفصل تماماً عن هذه اللحظة أو تلك.
مسلسل عمر مسلسل كبير بالفعل، ليس لتكاليف إنتاجه ولا لفخامة معاركة ولا تصويره الأخاذ فقط، ولكننا أمام مؤلف شديد الذكاء يعرف كيف يختار شخصياته وينسج الأحداث، وأمام مخرج متميز للغاية لديه قدرة رائعة على إدارة ممثليه، ولدينا ممثلون يثبتون أنهم إذا وضعوا في الظرف المناسب ومع سيناريو ومخرج مميزين، فإنه ببساطة يمكنك أن تراهم في مستوى العالمية فعلاً، مسلسل عمر فارق جداً عن كل الأعمال السابقة التي تناولت نفس الفترة، وبسبب كل مقوماته، أرى أنه سيعيش إلى الأبد.