مجلة شهرية - العدد (574)  | يوليو 2024 م- محرم 1446 هـ

حداثة مبكرة.. عالم يحيى حقي القصصي

(حينما تكتبون اقفلوا أفواهكم، واربطوا ألسنتكم، ولا تحركوها، لأن هناك كثيراً من الألفاظ ستخدعكم بموسيقاها)
يحيى حقي


يحيى حقي (1905 - 1993)، كاتب موسوعي من جيل الرواد الذين حفروا مجرى للأدب والثقافة، وأرسوا دعائم نهضة كتابية بالغة التأثير في الأجيال التي تلتهم، وصاروا نبراساً يضيء نوره ليبدد العتمة الآتية من أغوار سحيقة، لتصطبغ الثقافة العربية، والإبداع بتلك الصبغة المميزة والمحايثة لواقع أكثر تعبيراً عن قدرة المبدع في اجتراح مشاعره وأناته الخاصة ليصهرها في بوتقة الواقع العام الذي يفرز تداعياته ويفرضها على مشهد جديد ومتجدد نحو حداثة مواكبة، وربما لما بعد الحداثة بمقاييس الحقبة الزمنية الباكرة منذ فجر القرن العشرين، بتلك الشمولية التي ربما ميزته بين أبناء طليعته، فقد اخترق أغلب المجالات الفنية المرتبطة بالثقافة والوعي، انطلاقاً من علاقته الوثيقة بالقصة القصيرة تحديداً، والتصاقه بواقعه ومخيلته القادرة على استجلاب النفيس من أغوار النفس بشرية، وانطلاقاً منها إلى المزيد من التشابك والتلاقح مع مختلف الفنون التي كان التعانق معها على سبيل الوعي والمعرفة اللصيقة التي مكنته من أن يكون ناقداً شمولياً لديه مفاتيح ولوج العوالم السحرية التي ينهض عليها الوعي الثقافي والاجتماعي، بل الإنساني المغامر:
(يحيى حقي كاتب فريد الأسلوب، غزير الإنتاج متنوعه.. مراياه عديدة.. والمجموعات القصصية مجرد واحدة منها، فمن يعرف إنتاج هذا الكاتب الكبير يعرف أنه من أكبر نقاد الأدب في جيله حساسية، وهو أيضاً مؤرخ أدبي من طراز رفيع، كما لعب دور الريادة في فتح باب النقد الخلاق في مجالات فنية متعددة، وارتقى به إلى مصاف الاحتراف والجدية، من الموسيقى إلى المسرح، والسينما، وحتى الغناء الشعبي، وفي الفكاهة، والفن التشكيلي، وقضايا الثقافة العامة).
تمثل هذه النظرة الثاقبة مدخلاً عميق الغور لمسيرة كاتبنا العظيم مع فن القصة الذي يمثل إحدى مراياه العاكسة، على حد تعبير الدكتور صبري حافظ*، وسط كل تلك الإمكانات الهائلة التي تميز بها قلمه الذي ظل مثابراً في سبر غور تلك العلاقة القديمة والمتطورة في الآن ذاته، في إبداعاته القصصية، منذ بدء النشر عام 1926 واستمرت مسيرته لنحو أربعين عاماً حتى 1968، من خلال خمس مجموعات قصصية، هي على التوالي: (قنديل أم هاشم) 1944، (دماء وطين) 1955، (أم العواجز) 1955، (عنتر وجوليت) 1961، وأخيراً (سارق الكحل) 1985، مثلت جميعها حجر زاوية مهماً من تاريخ القصة القصيرة المصرية والعربية، لاضطلاعها بدور مؤثر وأساسي في تطوير فنيات وإشكاليات هذا اللون الأدبي الإبداعي والعمل على تكريس تقاليده، ثم تطويرها والتجريب فيها، ومحاولة التجديد شكلاً ومضموناً، وبالتالي ما له من بالغ التأثير على أجيال القصة القصيرة اللاحقة.
(وتكشف لنا أي دراسة لهذه الأعمال الباكرة، في إطار المرحلة التاريخية التي ظهرت فيها، عن ثراء فني فريد، فقد غامرت هذه الأعمال بالتجريب مع الشكل الفني أكثر من أي أعمال رواد الأقصوصة المصرية الأوائل...)
يمثل ملمح التجريب على مستوى الشكل الفني، ملمحاً مائزاً من ملامح الحداثة الباكرة التي انتهجها كاتبنا ليعبر عن تشاكلات الواقع من خلال التوغل فيه ووصفه وصفاً دقيقاً يشف عن واقع موازٍ ربما اتشح بفنيات جديدة ومبتكرة للكتابة من رمز وشاعرية وتصوير بليغ، عبر تفاصيل خارجية تتوازى مع الداخلية لتصنع عمقاً إبداعياً مقترناً بالعمق الإنساني، مروراً بكافة البيئات التي يمتلك الكاتب خبرة التعامل معها وفك شيفراتها، وتقديمها بالصورة التي تعمق من الدور الذي تلعبه أقاصيص خارجة من رحم الحياة، ومتمثلة للعين الرائية/الكاتب، التي تستطيع أن تستنبطها وتقدمها بهذه الصورة من الصدق الفني والإنساني معاً، ليتسع هذا العالم القصصي على الحياة بشموليتها.
(ولا تعني قلة أقاصيص يحيى حقي بأي حال من الأحوال ضيق عالمه الأقصوصي أو محدوديته، فعلى العكس من معظم معاصريه لم يحصر حقي نفسه في عالم الطبقة الوسطى في المدينة أو يقتصر على رؤية العالم عبر منظورها الطبقي، ولكنه حاول أن يقدم إلى جانب شرائحها المتعددة أبناء القاع الاجتماعي في المدينة والقرية على السواء، فحفل عالمه بالعديد من النماذج البشرية المقهورة والثرية في إنسانيتها أو تجربتها، برغم هامشيتها الاجتماعية بصورة يعد معها من أوسع العوالم الأقصوصية رقعة، لا يضاهيه في هذا الاتساع إلا عالم يوسف إدريس من بعده).
هذا التنوع القيمي الذي يصب في مجرى حداثة التجربة الإبداعية، مع براح التعامل مع نماذج إنسانية مطروحة على أرض الواقع، يدل على الاتساع في الفكر والثقافة والوعي بالتجربة الإنسانية اللصيقة بتداعيات الوجود، ومن ثم الصراعات التي تدور في عمق الإنسان ويستشرفها القاص ويتمثلها ويشرحها من خلال تجارب إنسانية ناضجة تتماس مع نضج التجربة الإبداعية من خلال رؤى عميقة تشرح المجتمع، وتقدمه على قدر كبير من الدهشة والغرابة غير المتخيلة، ما يجسد إحدى سمات الحداثة، وبمزيد من الصراحة والشفافية الكاشفة إلى حد بعيد كثيراً من المسكوت عنه:
(ويرتبط هذا الولع بالوضوح في أعمال يحيى حقي بالاهتمام بالعناصر التأملية في القص، بالصورة التي تكشف عن بصيرة مرهفة وقدرة تخيلية عالية، فأقاصيص يحيى حقي تتميز بالثراء والفرادة، فعلى عكس مجايليه: محمود تيمور الذي تأثر بموباسان، ولاشين الذي وقع تحت تأثير تشيخوف؛ فإن حقي لم يسقط في ظل أي كاتب أوروبي معين، وكان من أوسع أبناء جيله معرفة بالآداب الأوروبية ومن أكثرهم هضماً لها).
ما يشير إلى حد بعيد لتفرد التجربة الإبداعية الساعية إلى تأسيس ما يميزها من خلال الاطلاع على الوعي المعرفي للبشرية عبر مراحل التطور التي كانت رموزاً وعلامات في سبيل تأصيل وتجسيد فن الأقصوصة عبر التاريخ الإبداعي الذي ربما تجسد لأول مرة بصورته الإبداعية الفارقة في أواخر القرن التاسع عشر على يد عظماء القصة العالمية ورموزها: تشيكوف، وموباسان، إلا أن هذا الزخم المعرفي والقرائي من خلال الاطلاع على تلك التجارب كان دافعاً للتجاوز وليس التقليد أو التأثر الشديد، بما يشي بالرؤية الاستشرافية التي كان يتمتع بها حقي، إضافة إلى عمقه الإنساني:
(وتعد القدرة على استشراف الأبعاد الفلسفية والإنسانية في أكثر الأحداث والشخصيات بساطة وعادية، واحدة من أهم إضافات يحيى حقي الباكرة إلى فن الأقصوصة العربية، ففي تقديمه لتلك الدورة القدرية، التي تبدأ بالتمرد الذي يقاطع تدفق الحياة ويستدعي العقاب الذي تستعيد به الحياة مجراها، يتناول يحيى حقي دور المصادفة ليس باعتبارها حدثاً غير متوقع يعترض الحدث الرئيس ويشتت مساره، ولكن باعتبارها جزءاً جوهرياً دالاً وموظفاً في العمل القصصي، يأخذ شكل القدر الاجتماعي تارة والميتافيزيقي أخرى).
تبرز هنا أهمية التطلع لثورة في عالم الكتابة تتجاوز بها ماضيها، نحو تطلعات لابد منها وحداثة مرتبطة بوعي جديد، ومحايث لفترات يتقلب فيها العالم، في قرن تحولاته العظيمة (القرن العشرين) الذي بات فيه كل شيء قيد صراعات من نوع جديد، لا بد من الوقوف على مسافة قريبة منها، فالعمق الإنساني الذي تضاءل أمام مادية الاختراعات والدخول في عصر الآلة في تلك الفترة البينية المؤثرة من تاريخ البشرية يفرض هذه الآليات الجديدة في تناول أي شيء يعانق تطوره، وهو ما يدخل فن الأقصوصة، بحسب صبري حافظ، هذا المعترك الضيق للنفس البشرية الذي تتنفس فيه أناتها وشجونها، وتحتاج من يعبر عنه من خلال إبداع يرتبط بالنفس/الداخل في مقابل عالم يتصارع لإخراج ما فيه، وهو ما يمكن وصفه بالتمرد البشري، وانتهاج حيل جديدة للتعامل مع هذا الواقع بأشكال جديدة من التعاطي، فهو يقول عن نزعة الكتابة:
(هذه نزعة غريبة جداً، إذا لم توضع في إطارها تتحول إلى نوع من المرض النفسي، إنها الرغبة في التعبير، الرغبة في الاتصال والتعبير عن اشتياقات الروح والنفس، فهذه هي النوازع التي تدفع الكاتب للإبداع، وإذا لم توجد لديه أصبح إنساناً عادياً).. من حواراته في كتاب (جهاد مع الفن).
حيل قصصية وقضايا وجودية
ربما اعتمد فن القص على بنية المفارقة، لإحداث الحراك في عملية القص بديناميكيتها، مع الدهشة على مستوى التلقي، وهو مما اعتمده (حقي) في بنية عمله القصصي الزاخر بالأمور التي تمثل فيها المفارقة دليلاً على عبثية الوجود وتقديراً للجانب القدري في صياغة الحدث الواقعي، ومن ثم الحدث القصصي الإبداعي المتشبث بتلك البنية المفارقة واللعب على أوتارها اعتماداً على ما تفرزه الحالة الواقعية من جدل مماثل، وهو ما يكرس لتلك العلاقة القدرية/ السببية التي تربط أحداث النص القصصي، وتعمل على تثبيت دعائمها وصولاً إلى النتيجة المرجوة للنص:
(وحتى يبلور يحيى حقي مفارقاته باعتبارها وسيلة بنائية مهمة في العمل الأقصوصي فإنه يلجأ إلى أسلوبين أساسيين من أساليب السرد الأقصوصي، وهما: أسلوب التسلسل السببي أو المنطقي، وأسلوب التتابع الكيفي. وينطوي التفتح التدريجي للحدث الأقصوصي عنده على الانتقاء الدقيق للمشاهد واللحظات الجوهرية والمثيرة في حياة الشخصية بالصورة التي يستطيع معها الجزئي الكشف عن الكلي).
حيث تبدو هذه العلاقة النسبية بين الجزء والكل والمرتبطة بواقع حياة الفرد/الجزء، داخل المجتمع/الكل، هي السبيل للعلاقة السببية/المنطقية في كونها تعميقاً للأثر الذي تحدثه ظاهرة كتابة قصصية تعمل في مستويين أحدهما أفقي وهو اتجاهها للجزء/الفرد/الإنسان/الشخصية، والآخر رأسي وهو الكل/المجتمع/الظاهرة الاجتماعية النفسية المرتبطة، مما يعمل على شبكة من العلاقات بين الشخوص وبين المجتمع، يتصل بها روحانياً فعل الكتابة القصصية التي تعالج الواقع، وهو من أعقد العلاقات التي يبرمها التعبير الأدبي على مستويي الشكل والموضوع، وهو ما يطرح إشكالية أخرى للوعي النفسي والفلسفي بالكتابة لدى حقي، وكقضية من قضايا الوجود، وهي قضية الإرادة:
(تعتبر قضية الإرادة ودورها الحيوي في حياة الإنسان من القضايا المحورية في عالم يحيى حقي، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهومه عن الإنسان والعالم، ويعتبر حقي نفسه هذه القضية من أهم قضايا عالمه الفني، حيث تؤكد جُل أقاصيصه أن الإرادة والرغبة ليستا مترادفتين، فكل شخصية إنسانية تصبو إلى حياة كريمة، وترغب في أن يكون وضعها أفضل. لكن حينما تفتقر هذه الرغبة إلى الإرادة تكون العاقبة وخيمة، بصورة يبدو معها أن منظور حقي الفلسفي منظور فردي يتصور الحياة معركة كبرى لا ينتصر فيها أكثر الأفراد موهبة، ولا حتى أوفرهم قوة، وإنما أقواهم إرادة).
حيث تتمركز الإرادة في بؤرة كونها دافعاً إنسانياً يفقد الإنسان بدونه غاية الوصول، ويصبح وجوده على الهامش، وتبرز في هذا المقام قصة (قنديل أم هاشم)، التي ربما كانت الأكثر شهرة وتأثيراً بالإضافة إلى قصة (البوسطجي)، كأحد الإبداعات التي تصارعت فيها العديد من الإرادات المستندة على معيارية مختلفة فيما بين التغيير والتقليد، كما تتجه المزيد من الأعمال الأخرى إلى تعزيز قيمة فقدان الإرادة، أو أن تلك الشخوص قد دهستها أقدام من يملكون الإرادة، ووضعتهم في هذه البؤرة الهشة للوجود، وذلك من خلال ارتباط عميق بالغة الدالة والمؤثرة كفنية أساسية من مقومات الكتابة القصصية التي يتعامل معها كاتبنا ببراعة واقتدار، ليكتمل الجانب الإبداعي الإيجابي للأقصوصة، وليبرز جانب على غاية من الأهمية، وهو اللغة السردية للكاتب، الموصلة والمجسدة لإبداعه:
(لكن هذا كله ما كان له أن يتخلق بهذا العمق لولا لغة يحيى حقي السردية البديعة باقتضابها وتكثيفها، واستخدامه الشعري لمفردات عامية بارعة، لا ينوب تركيزها وتوهجها عن الكثير من التطويل لو حاول الكاتب أن يعبر عما تجسده بالفصحى فحسب، ولكنها تكشف أيضاً عن أهمية لغة الشخصية وتفكيرها).
هنا تبدو أيديولوجية الكاتب في توجيه الخطاب القصصي الملائم للشخصية، وخصوصاً مع إشكالية إدراج اللغة العامية في نص إبداعي فصيح بما لا يُخل بإيقاع اللغة، ولا النسيج السردي، وبما لا يخرج عن النسق المعياري الذي تحمله تلك الكتابة الموجهة لسبر غور وتجسيد شريحة من القطاعات الشعبية أو الريفية أو السوقة من الناس في أي زاوية من زوايا مجتمع تتعدد شرائحه التي يعالجها الكاتب عبر الوعي الشعبي، والكتابة الموجهة لمعالجة أزماته مع الواقع، ما يشي بأهمية انتقاء اللغة لتدخل في حالة تجسيد لها معياريتها الخاصة بالموقف والحالة والتمركز الثقافي حول الشخصية ومدى وعيها وتسرب الوعي بثقافة المكان لديها:
(فقد مكَّنته لغته السردية المتميزة من توثيق عرى العلاقة بين الوصف والقص بالمعنى الذي بلوره جورج لوكاتش في واحدة من أفضل دراساته، وبين الإفصاح بالمعلومات المطلوبة وإخفاء بعضها الآخر أو التلميح إليه بالصورة التي تشير إلى مستقبل الحدث دون الكشف عنه تماماً. كما استطاع أن يخلص الأقصوصة من المقدمات الطويلة غير الموظفة فنياً، وأن يستبدل بها مدخلاً حياً إلى العمل الأقصوصي، مترعاً بالمعلومات الحية المهمة غير المباشرة).
على هذا النحو يمضي التعامل مع النص القصصي، مغايراً ومجاوزاً لسمات النص السابق عليه، ومستمداً من حيوية وجود الفعل الواقع الذي يصوغه القاص بطرق غير مباشرة تتمتع بسمات الفن، ومحتذياً التجريب والتجديد في الشكل القصصي القائم على الحذف والإضمار والدخول في نسق الحدث القصصي الذي يستتبع وجوده المزيد من المهارات ينبغي أن يتحلى بها كاتب القصة القصيرة من مكر ومداورة ونباهة فكر تجعله قادراً على بلورة العمل القصصي دون مباشرة أو تقريرية والخروج بها من دائرة الثرثرة إلى دائرة التركيز السردي عميق الدلالات، والإلماح وإشراك المتلقي في عملية تخيل ما قبل وما بعد النص، بدلاً من المقدمات الطويلة التي كانت ترهق كاهل العمل القصصي وتجعل منه مجرد حكاية طويلة، ربما دفعت إلى الملل، وبعدت عن الإثارة الذهنية والفكرية وعنصر التشويق في السرد.
(وقد تعامل يحيى حقي مع الأقصوصة منذ بواكير حياته الأدبية باعتبارها أقدر الأشكال الأدبية على تقطير التجربة الإنسانية وتركيزها، وعلى خلق عالم مكثف يوازي في ثرائه وتعقيداته العالم الرحب الذي تصدر عنه).
حيث تمثل الأقصوصة بوتقة تنصهر فيها تلك التجربة الإنسانية وتتقاطر، وتكثف من وجودها الفاعل الذي يشي بثرائها وغناها، في مقابل حالة من الضعف الإنساني والنفسي الذي يعتمل بداخلها ويكون محوراً ومثاراً لسبر غور دهاليز النفس البشرية بطريق غير مباشر يعبر عن تلك الهموم التي تميز العصر.
ما يشي بالنجاح الفارق لتلك التجربة الإبداعية ليحيى حقي، بالتوازي مع ما تشربته ذاته المبدعة من كل تلك الروافد الإنسانية والفنية والثقافية التي صنعت منه نبراساً وعلماً من أعلام الفن القصصي العربي، ونموذجاً لموسوعية ذهن المبدع الذي لا ينفصل عن وعي وإدراك الناقد فيه، سعياً خلف إبداع متكامل ومتوازن يشي ببكارة التجربة وحداثتها وتعدد مراياها العاكسة.
______________
* (الاقتباسات من كتاب: مرايا يحيى حقي، د.صبري حافظ، كتاب الدوحة)

ذو صلة