مجلة شهرية - العدد (591)  | ديسمبر 2025 م- جمادى الثانية 1447 هـ

كتب وقراءات


الكتاب: حل جيد لمزاج سيئ: علاج فوري للقلق والإحباط والتوتر
المؤلفة: أوليفيا ريميس
المترجمة: ريم طويل
الناشر: دار الساقي، بيروت، 2026.
هل تمر بوقت عصيب وتحتاج إلى ما يحسن مزاجك على الفور؟
هل تنتظر الحل المثالي، أم تتجنب الموقف، أم تلوم نفسك؟
حان الوقت لكسر الحلقة. عندما يصيبك الذعر، التقط هذا الكتاب.
تمدك الدكتورة ريميس، الباحثة في جامعة كامبريدج، بنصائح عملية تساعدك على محاربة الحالات المزاجية التي تعيقك. سواء كنت تشعر بالتوتر، أو الوحدة، أو الإحباط، أو غيرها من اضطرابات المزاج، ستجد في هذا الكتاب الحل الفوري لمساعدتك على تخفيف الضغط وتحقيق السلام الداخلي.
أوليفيا ريميس باحثة كندية وخبيرة الصحة العقلية في جامعة كامبريدج حيث حازت درجة الدكتوراه. كتبت مقالات حول تطوير الذات في صحف ومجلات عدة، منها: The Daily Mail وThe Independent.

الكتاب: البوابة الزرقاء
المؤلف: واسيني الأعرج
الناشر: دار نينوى، دمشق، 2025.
هل يمكن لوقائع هروب صوب البحر أن تؤلف ملحمة إنسانية؟
من كان في ‏شك من هذا فليقرأ هذه الرواية. ولكن هذه الوقائع ليست كل الملحمة ‏‏ليست الملحمة والسدى، بل تكاد تكون حجة لرواية سيرة المناضل السجين ‏الهارب ‏من مولده إلى منتهى مغامرته، فالروائي قد أمسك بالخيط من آخر، ‏ورأس عمله على ‏مبدأ الاستذكار والتداعي، مما يسمح بحضور الأزمنة كلها ‏وتداخلها، ومن في حياة ‏المناضلين من أحداث، وكم فيها من (أوجاع).‏
سيلاحظ القارئ كلما تقدم في قراءة هذا الأثر أن المؤلف يمسك بخيوط ‏عمله الروائي ‏إمساك الخبير، وأنه يستخدم له أفضل التقنيات حتى خلا ‏عمله من كل ثغرة في هذا ‏المجال‎.‎

الكتاب: دفاعاً عن اللاسلطوية
المؤلف: روبرت بول وولف
المترجم: فيصل الظفيري
الناشر: صفحة سابعة، الجبيل، 2026.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء: (الصراع بين السلطة والاستقلال)، (حل الديمقراطية الكلاسيكية)، (ما وراء الدولة الشرعية)، وملحق بعنوان (الملحق: اقتراح للديمقراطية المباشرة الفورية). يُفتتح الكتاب بالجزء الأول، (الصراع بين السلطة والاستقلالية)، والذي يستهله وولف بالتأكيد على أن الاستقلالية الأخلاقية للفرد لا يمكن أن تتوافق مع السلطة الشرعية للدولة.
الجزء الثاني، (حل الديمقراطية الكلاسيكية)، هو سرد وولف لليبرالية الديمقراطية، وهي البنية السياسية السائدة في أواخر القرن العشرين. يتناول وولف الديمقراطية المباشرة بالإجماع، والديمقراطية التمثيلية، والديمقراطية الأغلبية، مستنداً إلى حجج رولز حول جدوى اتخاذ القرارات بالإجماع. يجادل وولف بأن الإجماع محدود بشرط أن يكون المشاركون عقلانيين وإيثاريين بشكل عام، وألا يكون المجتمع المعني كبيراً جداً. ثم ينتقد مفهوم التمثيل الديمقراطي، مشيراً إلى أن التمثيل وهم، لأن الممثلين لا يطيعون رغبات ناخبيهم، وأنه من المستحيل عدم التمييز بين الحكام والمحكومين في النظام التمثيلي.
في الجزء الثالث، (ما وراء الدولة الشرعية)، يصل وولف إلى الاستنتاج المُنذر بأن الاستقلال وشرعية سلطة الدولة غير متوافقين، يجب على المرء إما أن يعتنق الفوضوية أو يتنازل عن استقلاليته، كما اقترح توماس هوبز، لأي سلطة تبدو الأقوى في ذلك الوقت. الديمقراطية، في هذا المخطط، ليست أفضل من الدكتاتورية، مسبقاً، حيث يتطلب كلاهما التخلي عن استقلالية المرء.

الكتاب: تاريخ بحر الصين الجنوبي وسيادته
المؤلف: أنتوني كارتي
المترجم: وانغ يويونغ (فيصل)
الناشر: بيت الحكمة للثقافة، القاهرة، 2025.
يناقش الكتاب قضية سيادة الصين على جزر بحر الصين الجنوبي، وقد حرص مؤلفه على تقديم السرد التاريخي بأكمل صورة مُمكنة من خلال عرض الوثائق الأرشيفية البريطانية والفرنسية والأمريكية، لوضع جميع الحقائق التي من شأنها أن تثبت بما لا يدع أي مجال للطعن، ملكية جزر بحر الصين الجنوبي إلى الصين.

عبدالله بن عبدالرحمن الزيد 1953 - 2020
لا يمكن أن يجهل تاريخ الحداثة السعودية ثقافياً الشاعر الوحيد من بين جيله الذي استكمل مسيرته الثقافية في الشعر بإصدار ثلاثة عشر ديواناً، بين عامَي 1986 و2016.
فلم يكن عبدالله بن عبدالرحمن الزيد أسير ديوان وحيد أو ضجيج أمسية شعرية، فقد عمل في الإذاعة والتلفزيونن وحقق منجزه الشعري حتى صدر في مجلدين (2011 - 2012).
من شعره قصيدة: (ترتيلات نجدية في تضاعيف الخليج)، عندما سافر إلى العمل بأبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة:
قفا ودعا نجداً فبي مثل ما به
وفيه الذي يُشقي وفيه الذي أهوى
وفيه الذي إن ضجت النار في فمي
تجبر حتى صار أقسى من الشكوى
وفيه الذي إن ضاقت الذات عن دمي
تذلل حتى صار أندى من النجوى
ويوثِّق صديقه عبدالمحسن بن إبراهيم اللعبون ملامح من شخصية الزيد وعلاقته بوالدته، حيث ترك الرياض عندما اشتد مرضها ليرعاها في بلدة الداهنة مسقط رأسه:
«اشتد المرض بوالدته وأصبح ملازماً لها، يوقظها لصلاة الفجر ويحضّر لها وضوءها وسجادتها، فإذا أشرقت الشمس أخرجها للشمس وحضّر لها وجبة الإفطار، ثم أدخلها في حجرتها، وهكذا يكون معها في بقية يومها، ينقلها من سجادتها إلى مرقدها ومن مرقدها إلى مجلسها، ويحضّر لها طعامها.
وفي أحد الأيام أخذها إلى دورة المياه، وكان على عادته يساعدها على دخول الحمام حتى يطمئن عليها ثم يخرج ويبقى منتظراً نداءها خلف الباب ليساعدها على الخروج. لكنه في إحدى المرات لما فتح الباب ليساعدها على الخروج وجدها مصفرة الوجه متعبة على غير العادة، فحملها إلى فراشها، وما هي إلا لحظات حتى أسلمت الروح لبارئها. يقول: هذه هي أول مرة يشاهد فيها الموت، وليس أيَّ موت! إنه موت أعز وأغلى ما لديه».
وُلد الزيد عام 1953 في بلدة الداهنة، محافظة شقراء، وعاش في أسرة متدينة، وتعلَّم منها العلوم الدينية والأدبية، وقد درس في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل على درجة الليسانس، ثم عمل في وزارة الإعلام منذ 1977، وتنقل بين إدارة المطبوعات ووكالة الشؤون الثقافية حتى تقاعده.
أعماله
- الشعرية:
بكيتك نوارة الفأل سجيتك جسد الوجد (1986)، ما لم يقله بكاء التداعي (1986)، ما قاله البدء قبلي (1986)، أمد الدمع من عيني لبدء الريح (1991)، مورق بالذي لا يكون (1992)، من غربة الشكوى يسري كتاب الوجد يتلو سراج الروح (2003)، انبسطت أكف الرفاق بقي الجمر في قبضتي أغني وحيداً (2003)، مشرع برحيق الذهول يهطل الوجد بالمستحيل (2003)، آه من سطوة الفقدان.. آه من موت العبارة (2009)، ولو ألقى معاذيره (2011)، المجموعة الكاملة الأولى (2011)، لمقام أم الرخا والشدة: شعر (2011)، المجموعة الكاملة الثانية (2012)، توثيق عهد بانتصار من أجل تاج الأنبياء (2014)، كأني بشمسها فوق عسبان النخيل: شيء من كتابة القصائد في أزمنة الاحتضار (2016).
- خارج الأعمال الشعرية:
أتهجاك في مقبل العرصات: نصوص نثيرة (2014).
- الزوايا الصحفية:
(من دائرة التعامد) و(يرغب الزمان يتماثل المكان) في مجلة اقرأ.
(إيقاع التكوين الآتي) في مجلة اليمامة.
(من لباب الكتاب لمقام القلم) و(معاً في المربع الذهبي ولا مفر من التشجيع) في جريدة الجزيرة.
حصل على: جائزة أفضل مذيع من وزارة الثقافة والإعلام عام 1979، وجائزة محمد حسن عواد الشعرية عام 2011.

براندون ساندرسون الشوق إلى الأبطال
ينتعش ضمن أجناس الكتابة السردية الغرائبية والعجائبية الكثير ممن تُروَّج أعمالهم.
ابتكر ساندرسون (قوانين ساندرسون للسحر)، ورسّخ مفهوم نظامي (السحر الصلب) و(السحر الناعم).
في عام 2008، أطلق ساندرسون بودكاست بعنوان (أعذار الكتابة) مع كاتب الرعب دان ويلز ورسام الكاريكاتير هاورد تايلر، يتناول مواضيع حول كتابة الأنواع الأدبية والقصص المصوّرة على الإنترنت.
كتب ساندرسون بانتظام طوال دراسته الجامعية والدراسات العليا، وبحلول عام 2003 كان قد كتب اثنتي عشرة رواية، على الرغم من أن أي ناشر لم يقبل أياً منها للنشر. أثناء دراسته في برنامج الدراسات العليا بجامعة بريغهام يونغ، تواصل معه محرر دار نشر (تور بوكس) موشيه فيدر، الذي أراد الحصول على أحد كتبه. كان ساندرسون قد قدّم مخطوطة روايته السادسة (إيلانتريس) قبل عام ونصف، ونشرت دار (تور بوكس) الرواية في 21 أبريل 2005، وحظيت بمراجعات إيجابية بشكل عام. تبع ذلك في عام 2006 رواية ميستبورن: الإمبراطورية الأخيرة، وهي أول كتاب في ثلاثية ميستبورن الخيالية، حيث يكتسب (الألومانسرز)، وهم أشخاص لديهم القدرة على (حرق) المعادن والسبائك بعد تناولها، حواس أقوى وتحكماً أكبر بقوى خارقة للطبيعة. نُشر الكتاب الثاني من سلسلة ميستبورن بعنوان بئر الصعود عام 2007. وفي وقت لاحق من ذلك العام، نشر ساندرسون رواية الأطفال ألكاتراز في مواجهة أمناء المكتبات الأشرار، والتي تدور حول صبي يُدعى ألكاتراز موهوب في تحطيم الأشياء. يواجه ألكاتراز مجموعة من أمناء المكتبات الأشرار عازمين على السيطرة على العالم.
نُشر أول عناوينه (قوانين السحر) الخاصة به لأول مرة عام 2007، مع نشر الثاني والثالث في عامي 2012 و2013 على التوالي.
في عام 2008، نُشر الكتاب الثالث والأخير في ثلاثية ميستبورن بعنوان بطل العصور، بالإضافة إلى الكتاب الثاني في سلسلة ألكاتراز بعنوان ألكاتراز في مواجهة عظام الكاتب.
وفي العام نفسه، بدأ بودكاست (أعذار الكتابة) مع هاورد تايلر ودان ويلز. في عام 2024، ظهر ساندرسون أمام خمسة آلاف معجب في فعالية فان إكس بمدينة سولت ليك سيتي، يوتا، في ندوة استمرت خمسين دقيقة. خلال الندوة، أعلن ساندرسون أن (دراغونستيل إنترتينمنت) قد اشترت أرضاً لبناء مكتبة تُسمى دراغونستيل بلازا، ستضم مكتبة وسوقاً خارجياً ومقراً رئيسياً للشركة. المؤلف من مواليد 19 ديسمبر عام 1975، كاتب فانتازيا وخيال علمي أمريكي، أستاذ مساعد في جامعة بريغهام يونغ، يدرّس مرة في السنة دورة في الكتابة الإبداعية. يشارك ساندرسون أيضاً في المدونة الصوتية الأسبوعية (أعذار الكتابة) مع الكتّاب دان ويلز وماري روبينيت كوال ورسام الكارتون على الويب هاورد تايلر. اشتهر بتخيّله لعالم أو مجموعة أو كون يُدعى كوزمير، دارت أحداث أغلب رواياته الخيالية فيه أبرزها سلسلة (وليدو الضباب) و(أرشيف ضوء العاصفة). واشتهر أيضاً بختمه لسلسلة مؤلفات فانتازيا عليا تُسمّى عجلة الزمن لكاتبها روبرت جوردان. وضع براندون (قوانين ساندرسون في السحر) وعمّم مصطلحي نظام السحر القاسي واللين. في عام 2008 بدأ ساندرسون مدونة صوتية مع الكاتب دان ويلز ورسام الكارتون هاورد تايلر سُمّيت (أعذار الكتابة)، تناولت قضايا خلق نوع كتابة جديد وويب كومكس. وفي عام 2016 رخّصت شركة دي إم جي الترفيهية -وهي شركة إعلام أمريكية- حقوق الفيلم لكامل مجموعة كوزمير التي ألّفها ساندرسون.

الكتاب: مدخل إلى اللسانيات الاجتماعية
المؤلف: هنري بوييه
المترجم: نادر سراج
الناشر: المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2025.
تتعدد فصول الكتاب المترجم (264 صفحة) بمقاربات موضوعية تتناول في العمق اللغة لا بوصفها (أصواتاً يعبّر بها كل قوم عن أغراضهم)، كما قال ابن جنّي، بل باعتبارها مرآة للتحولات الاجتماعية وعنواناً للكينونة والانتماء، والمدن بوصفها تُربة اللسانيات الاجتماعية الحَضَريّة، هي الشاغل المعرفي الرئيس عند المؤلِّف والمترجم على السّواء.
يرفد (مدخل إلى اللسانيات الاجتماعية) المعارف اللسانية الكلاسيكية بإضافات نوعية، نظرية وتطبيقية، تهمّ البحث اللساني العربي، وعمادها مروحة واسعة من الشواهد والتجارب. فهو يتطرّق إلى مسائل حيوية راهنة كالسياسات والأسواق اللغوية (الحرّة والرسمية) والازدواج اللغوي بوصفه صراعاً والأحادية اللغوية بوصفها أيديولوجية لسانية اجتماعية.
كما يتناول طرائق الكلام الحضرية الشبابية، من حيث انتمائها إلى أشكال المدن الجديدة التي تستوعب مختلف موجات التهجير. فالمدينة متعدّدة اللغات بحيويتها الاجتماعية، ورموزها اللغوية، وهي تربة اللسانيات الاجتماعية الحضرية.
في مقدمته للكتاب يوضّح بوييه ما تشغله اللسانيات الاجتماعية اليوم من حيّز خاص في صميم علوم الإنسان والمجتمع كما في صميم علوم اللغة. وانطلاقاً من النقد الناجع للسانيات البنيوية التي انغلقت على نفسها في (تأويل) کتاب فردينان دي سوسير (محاضرات في اللسانيات العامة) تأويلاً مذهبياً، ظهرت اللسانيات الاجتماعية منذ أكثر من نصف قرن فكونت حقلاً اختصاصياً معرفياً معلناً، ويحمل اسماً عنواناً خاصاً به، إذا صح التعبير.
يكتسب مسار اللسانيات الاجتماعية مشروعيته فيما وراء الأطلسي، ليتطور لاحقاً في أوروبا، ويظهر بصورة إفرادية على وجه الخصوص في فرنسا حيث تشكل اللسانيات الاجتماعية بيئة علمية غزيرة الإنتاج. كما أنها تشكل فرعاً دراسياً ذا شخصية فريدة في قلب التعليم العالي والبحث العلمي كليهما.
كذلك يُعالج الكتاب مفهوماً حاضراً بشكل خاص في تحليل سياقات الاحتكاك بين اللغات، وهو (الازدواج). فعلى مدى القرن العشرين خضع هذا المفهوم إلى شتى أنواع المنطق اللسانية الاجتماعية للبيئات التي استخدم فيها، وأضحى بذلك مادة للتقارب أو للاختلاف تتصل بمضمون هذه الكلمة ودلالتها. كما ينطوي على مناهج تتصل دوماً بسياقات الاحتكاك بين اللغات، والمقصود بذلك ظواهر غالباً ما تسبّبها هذه السياقات مثل بروز وجهة نظر اجتماعية تاريخية محددة تخص هذه اللغات والمراد بها اللغات المحلية (المولدة)، أو أيضاً بروز تعابير هجينة لطرائق كلام، سواء أكانت هذه الطرائق مؤقتة أم غير مؤقتة، ثمّة أيضاً مسألة (موت) اللغات والإستراتيجيات الطموحة بعض الشيء، والتي تعمل لصالح اللغات (المهددة) بالانقراض.
هنري بوييه أستاذ فخري في جامعة بول فاليري (مونبولييه) بفرنسا، وباحث وأكاديمي. درَّس علوم اللغة واللسانيات الاجتماعية. وضع الكثير من الدراسات في عدة ميادين ترتبط بهذه العلوم، وقد ركز اهتماماته في دراسة أوضاع اللغات عندما تقع في مواقف تتصارع فيها الأيديولوجيات السياسية والاجتماعية، والانتماءات اللغوية، والهويات المتنافرة.
أما نادر سراج فهو باحث ومترجم لبناني، وأستاذ في اللسانيات الاجتماعية، أصدر أكثر من ستة عشر كتاباً بالعربية والفرنسية، من بينها: (حوار اللغات) (2007)، و(خطاب الرشوة: دراسة لغوية اجتماعية) (2008)، و(أفندي الغلغول: شاهد على تحولات بيروت خلال قرن 1854 - 1940) (2013)، و(مصر الثورة وشعارات شبابها: دراسة لسانية في عفوية التعبير) (2014)، و(الخطاب الاحتجاجي: دراسة تحليلية في شعارات الحراك المدني) (2017)، و(البيت: السوسيولوجيا واللغة والعمران دراسة لسانية تطبيقية) (2017)، و(معجم العربية المحكية في لبنان: ألفاظ وعبارات من حياة الناس) (2020)، و(صرخة الغضب: دراسة بلاغية في خطابات الانتفاضة اللبنانية) (2022)، و(بيروت: جدل الهوية والحداثة) (2023).

الكتاب: تاريخ المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى
المؤلف: إدواردو مَنثانو مورينو
المترجم: د. محمد علي دبور
الناشر: مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، 2026.
في كتابه (تاريخ المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى) (1992)، يقدم لنا إدواردو مانزانو مورينو، المؤرخ الإسباني البارز المتخصص في تاريخ الإسلام والأندلس في العصور الوسطى، من خلال دار نشر سينتيسيس، عملاً أساسياً يقدم رؤية شاملة وحديثة للتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للعالم الإسلامي منذ نشأته وحتى القرن الخامس عشر. يُعد هذا الكتاب أساسياً لطلاب وباحثي تاريخ العصور الوسطى وتاريخ الإسلام والدراسات الشرقية، إذ يكشف عن تعقيدات حضارة امتدت على مساحات شاسعة وكان لها تأثير هائل.
يتناول مانزانو مورينو كتاب (تاريخ المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى) بمنهج دقيق ومنظور يدمج مختلف مناطق العالم الإسلامي في العصور الوسطى، من الشرق الأدنى إلى المغرب العربي والأندلس. يهدف المؤلف إلى تجاوز مجرد التسلسل الزمني للخلافات والمعارك، لاستكشاف البُنى الاجتماعية، والأنظمة الاقتصادية، والتنظيم السياسي، والإنتاج الفكري والفني الغني الذي ميّز هذه المجتمعات. ويسعى هذا العمل إلى تقديم صورة دقيقة لتنوع الإسلام في العصور الوسطى وديناميكياته الداخلية.
يستكشف الكتاب مواضيع جوهرية، مع التركيز على تاريخ الإسلام في العصور الوسطى:
أصول الإسلام ونشأة الخلافة: يتناول حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتوسع الأولي للإسلام، ونشأة الخلافة الأولى (الأموية والعباسية)، مُحللاً آليات الفتح، والتنظيم السياسي للدول الإسلامية الأولى، وترسيخ العقيدة الإسلامية.
التنوع الجغرافي والثقافي للإسلام في العصور الوسطى: يُؤكد مانزانو مورينو أن العالم الإسلامي لم يكن متجانساً. يستكشف الكتاب خصائص مناطق مختلفة، مثل الشرق الأدنى (بغداد، دمشق)، ومصر، وشمال أفريقيا، وبخاصة الأندلس، موضحاً كيف شكّلت الخصائص المحلية والتأثيرات الثقافية السابقة المجتمعات الإسلامية.
التنظيم السياسي والإداري: يُحلل هيكل الخلافة والممالك والسلطنات اللاحقة التي ظهرت بعد تفكك السلطة المركزية. ويشمل ذلك الإدارة، والنظام الضريبي، والجيش، والعلاقات بين السلطة السياسية والسلطة الدينية.
الاقتصاد والمجتمع: يدرس المؤلف الأساس الاقتصادي للمجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى، بما في ذلك الزراعة والتجارة (مع التركيز على الشبكات التجارية التي ربطت الشرق بالغرب)، والحرف، والتنمية الحضرية. ويتناول أيضاً البُنى الاجتماعية، والتسلسلات الهرمية، ودور المدن، والحياة الريفية.
العلم والثقافة والفن: يُعد استكشاف الازدهار الفكري والفني للإسلام في العصور الوسطى جانباً أساسياً. يتناول الكتاب التطورات في الرياضيات والفلك والطب والفلسفة والأدب والقانون والعمارة والفن، مسلطاً الضوء على استيعاب المعرفة وتطويرها من التقاليد السابقة (اليونانية والفارسية والهندية).
العلاقات مع العالم الخارجي: يتناول الكتاب تفاعلات العالم الإسلامي مع الحضارات الأخرى، مثل بيزنطة وأوروبا المسيحية والشرق الأقصى، بما في ذلك الصراعات العسكرية والتبادلات التجارية والتبادلات الثقافية.
إسبانيا الإسلامية (الأندلس): نظراً لتخصص المؤلف، يُرجح أن يُولي اهتماماً خاصاً للأندلس، مُحللاً تكوينها، وفترات ازدهارها (خلافة قرطبة)، وتفتتها إلى ممالك طوائف، وإرثها الثقافي.
الانحدار والتفتت: يتناول الكتاب أيضاً عمليات التفتت السياسي وأسباب تراجع بعض القوى الإسلامية العظمى مع نهاية العصور الوسطى.
يُعد كتاب (تاريخ المجتمعات الإسلامية في العصور الوسطى) لإدواردو مانزانو مورينو عملاً أساسياً، ولا غنى عنه لطلاب وباحثي التاريخ الوسيط والدراسات الإسلامية. يتميز الكتاب بدقته الأكاديمية، ومنهجه المتكامل الذي يشمل مناطق متعددة، وقدرته على تقديم نظرة شاملة وواضحة لحضارة معقدة. إنه كتاب لا غنى عنه لفهم تطور العالم الإسلامي وثرائه في العصور الوسطى.

ذو صلة