مُنذُ أن غبتِ
وينبوعُ الهوى في الرّوحِ دفّاقُ الشّجونِ
آهِ لو تدرينَ
كم يوجعُني أن لا أرى ضحكتكِ الأجملَ
أن لا أسمعَ الصّوتَ الحريريَّ
الذي ينسابُ نهراً من لحونِ
يا التي
ما بينها الآن وبيني
غابُ أشواقٍ وأسرابُ حنينِ
ومحطاتٌ بلا أيّ عناوينٍ
وأجراسٌ بلا أي رنينِ
وقرىً منسيَّةٌ تُعولُ فيها الريحُ مثلَ امرأة ثَكلى
وأصداءُ أنينِ
غيرَ أنّي
والذي سوّاكِ من وردٍ
وسوّى الناسَ كلَّ الناسِ من ماءٍ وطينِ
لم أزلْ في كلِّ يومٍ أتجلّى شاعراً من ياسمينِ
لأُغنّي لكِ
للوجهِ النَّضير الوجنتينِ،
ولعينيك
لعينيكِ اللتينِ..
ولثغرٍ يصنعُ الضِّحْكةَ مما لستُ أدري
من خيالاتٍ
ومن ضوءٍ
وخمرِ..
ومن الشّوقِ الذي يزرعني ما بين بينْ..
شاعراً يهواكِ
حتى آخر الماء بقاموسِ المطرْ
شاعراً مزدحماً فيك كما يزدحمُ الضوءُ بأعتابِ السُّوَرْ
شاعراً متَّقِدَ الرؤيا، وقدّيسَ الأثرْ
لم تشكّله بكفّيها (إنانا)
جدولاً في قصرِ آشورَ
تساقاه العطاشى من حماماتٍ
وتمضي
حيث لا يدري لِأينْ؟
بل لكي تنغمسي فيه
فيغدو رافدينْ
من ترانيمٍ
وتخضرُّ الضفاف
مثلما في خاطرِ الفلاحِ تخضرُّ مواعيدُ القِطافْ
مثلما تنسكبينَ الآنَ في قلبي انسكاب الميجنا
أنجمٌ رقراقةُ النورِ
وأقباسُ سَنا
ويواقيتُ، وحبّاتُ لُجينْ
وطيورٌ وفدتْ من جنّتينْ
أنتِ يا جنّةَ روحي
يا ابتساماتي، ويا أعلى صروحي
يا التي العمر بلا عينيك ترجيعٌ لموالٍ جريحِ
ها أنا وحدي
على رأسيَ إكليلٌ من الشوكِ
مسيحٌ آخر بعد المسيحِ
لم أخن عينيك
لكن خانني النصّ، وبعضٌ من أصيحابي
ولم أرتح لتفسيرٍ
فما في الأرض من نصٍّ بتفسيرٍ مريحِ
ثم ما حاجةُ مثلي بكلامٍ مثل هذا؟
وأنا أهواكِ يا روحيَ من دون لماذا
طفلةً عُلِّقتُها منذ سنين
وأرى العالمُ من دونك في عينيَّ منفى
وأرى الفكرةَ وهْماً
وأرى الأشياءَ طينْ