بقايا القهوة السوداء والليل الذي قد طالْ
وأغنية من الماضي تعود بعطرها السيَّالْ
تذكرني بقريتنا وليل شتائها الهطَّالْ
بوجه أبي، بقامته بشمخة عزة الأبطالْ
بصوت كانهمار الضوء يقرأ سورة الترحالْ
***
أحن لبيتنا الطينيِّ فُرنِ الخبز، والكانونْ
وأمي تقطع الأقراص يبتسم الخبيزُ عيونْ
ورائحة الطبيخ تفوح يوم السبت حيث نكونْ
وبعد المغرب الراديو يبث حكاية المجنونْ
وليلى طفلة الأحلام بسمةُ عمرنا المحزونْ
***
أعود لذكريات الأمس حيث بداية التكوينْ
لمعهد قريتي والشيخ يقرأ (والضحى) و(التينْ)
وشهرِ الصومِ، والفانوسِ فجر العيد حين يبينْ
أحن لضحكة الأطفال تخرج من نقاء الطينْ
كبرنا، شابَ شَعرُ الرأسِ واحتلَّ الفؤادَ حنينْ
***
كبرنا، لم يعد في القلب إلا الحزن فيه نذوبْ
ونرسم في دفاترنا بقايا حلمنا المكذوبْ
ونشرب من كؤوس الصبر في زمن بلا أيوبْ
ونحلم أن يعود العمرُ والفرح البريء يؤوبْ
ولكن الحياة كذا.. شروق ثم بعدُ غروبْ!