مجلة شهرية - العدد (587)  | أغسطس 2025 م- صفر 1447 هـ

كَفُّ الرَّجَاءِ

كفٌّ على رملِ الرجاءِ لتجمعَهْ        تُهدي الحَنينَ لأحرفٍ كَي تُبدِعَهْ
وعلى الخيالِ سحابةٌ من بَلسَمٍ        تجترُّ وعداً باتَ يسكنُ أضلعَه
يمضي بخطوٍ فيه صمتُ روايةٍ        لكتابِ عُمرٍ خطَّ فيه تضرُّعَه
فيراودُ المعنى المهيبَ لجملةٍ        هَمَسَت بصدقٍ في رؤاه لترفعَه
يقفو السَّلام ببسمةٍ قد تلتقي            بجروحِ قلبٍ مدَّ فيها مِبضَعَه
هذي الحياةُ بَدَت له أُسطورةً            فيها جنونٌ يستبيحُ تصدُّعَه
عبثاً يحاولُ أن يهدهدَ نبضَهُ            والفجر ينشرُ في الوجود تولُّعَه
يا أيُّها الإنسانُ دمعُكَ مُعجَمٌ            عجزَ القريضُ بأنْ يدوِّن مَطلعَه
فيهِ الشُّجونُ وفرحةٌ قد أُرهِقت        في بحرِ حُلمٍ هزَّ كلَّ الأشرعَه
تشتاقُ طِفلاً غائباً في صمتِه            لكن يمدُّ لبوحِ قلبِكَ أذرعَه
عندَ الوجوهِ بدايةٌ قد أُسدِلَت            ومع الختامِ يشقُّ صمتَ الأقنعه
والخيرُ نورٌ خطَّ فيك بياضَه            والشرُّ أرَّخَ في سوادٍ مَصرَعَه
ينسابُ حزنٌ مِن وداعٍ غائمٍ            تركَ الفؤادَ بعالمٍ لن يسمعَه
في كأسِ عمركَ قد عصرتُ ملامةً        ورشفتُ دمعاً بثَّ فيك توجعَه
من عهدِ آدم تقتفي روحَ العُلا        ونسيتَ أنَّ الحبَّ سرُّ المنفعَه
إن بِتَّ في كفنِ الضياعِ مكبلاً        اركنْ لصوتٍ لم يغادرْ موضعَه
واحضنْ متاهاتِ الوجودِ بدعوةٍ        تُلقي البشائرَ في الضياءِ لتُرجعَه
صوتُ الضمائرِ لا يشتِّتهُ الرَّدى        يبقى كطيرٍ.. أفقُهُ لن يخدعَه

ذو صلة