مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

شنقيط الأدب واللسان الديني

لا فرق بين بلاد شنقيط وبلدان العرب والعروبة، ألسنة ودماً وعقيدة وفكراً.
حتى المعالم والعادات وحركة الحياة على وجه العموم، لا فوارق بينها ولا سدود، فما بالك بالعروبة والدين والأخلاق الحميدة، وفي مقدمتها: إقراء الضيف، وإكرامه، والإحسان إليه، والأدب معه، إنشاداً، وتحسساً بالكرم، وعطاء ما يستحقه هذا الضيف، وكما قال القائل:
وما الخصب للأضياف أن تكثر القرى
ولكنما وجه الكريم خصيب
فالإنسان العربي معروف بالكرم، على أن ثمة تفاوتاً مع الآخر حسناً وأدباً وعطاءً وإحساناً، أما الرجل الشنقيطي أو الموريتاني فيتلطف في إقراء ضيفه بالشعر والشاي، إضافة إلى الشواء ومرقه، واللحم وشحمه، كي تتفتح القريحة بالعلم، وتزداد المواهب بالشعر، وتقام حفلة الضيافة بالمناشدات الأدبية واللغوية والشعرية والمطارحات العلمية.
وعلى الرغم من بعد المكان الجغرافي بيننا وبين بلاد شنقيط، إلا أن ذلك لم يؤثر أيما تأثير سوى البعد ليس إلا، ومع ذلك جرت الأمور والشؤون الأدبية والاجتماعية والاقتصادية على أفضل حال.
ثم إن هذه البلاد متميزة كثيراً في عناصر العلم ومدارسه، والدين وزواياه، والصناعة وبيرها، والثروات ومنتجاتها الثمينة؛ معادن وثمرات، وذلك مع وجود الصحاري المحيطة بها التي لم تحل دون غنى شنقيط أموالاً طائلة.
أما الأدب وشعره فحدّث ولا حرج، فموريتانيا بلاد المليون شاعر وهذا التميز قديم الطرح لأن ثمة إحصائية جديدة تفيد بضعف من ذلك وأعداد أكثر مما طرح سابقاً.
وما أبرع الموريتاني عندما ينشدك شعراً، أو يطارحك قصيداً، أما اللسان العربي ولهجاته في موريتانيا ففصيح وبليغ، خصوصاً وهذا اللسان يتلو آيات من القرآن المجيد، فيبدع معك في التلاوة، وتود لو أنك التالي لها لا السامع فقط، فأدب اللغة عند الموريتاني هو الشعر وهو إذ يقول الشعر سليقة وعلى البديهة.
أما الزاوية الدينية فثمة تلاوات قرآنية بقراءات جمة وروايات عديدة عن حفص وعن ورش وكثير سواهما، سوى الصلوات وتلاوات القيام فتسمعه كأنك تسمع خلية نحل.
ولله في خلقه شؤون.

ذو صلة