مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

الثقافة والتحول الوطني

 

ضمن رؤية “السعودية 2030” التي أعلنتها المملكة العربية السعودية قبل شهرين ونصف، والتي تلاها صدور حزمة من القرارات والأوامر استهدفت إعادة هيكلة بعض الوزارات والمؤسسات، من بينها الأمر الملكي القاضي بإنشاء هيئة عامة للثقافة؛ أعلن مع إطلالة شهر رمضان المبارك برنامج التحول الوطني، الذي هو أحد أذرعة ووسائل تحقيق رؤية 2030م.
تضمن برنامج التحول الوطني مئات المبادرات والمشاريع التي تعتزم الوزارات تنفيذها خلال السنوات الأربع القادمة، أي مع حلول عام 2020م، وكان من ضمن هذه المبادرات الوطنية، مبادرات وزارة الثقافة والإعلام، وعددها تسع مبادرات في قطاعي الثقافة والإعلام، وهي: إطلاق مشروع شركة قناة «الإخبارية»، وإنشاء المجمع الملكي للفنون، وتأسيس عدد من المراكز الإعلامية في المناطق الرئيسة حول العالم، وتأسيس مركز وطني موحد للحملات الوطنية، والهوية السعودية حول العالم، وإنشاء مدينة إعلامية متكاملة في الرياض، ومركز إعلامي في المشاعر المقدسة لتغطية موسم الحج، وغيرها من المبادرات.
وقد أجلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، وكشف في المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان برنامج التحول الوطني؛ عن هذه المبادرات، وتحدث للصحافيين عن رؤاه المستقبلية حيال تنفيذ هذه المبادرات.
إن هذه المبادرات الثقافية والإعلامية تشي بأن ثمة تغيرات جذرية ستطال المشهد الثقافي السعودي، ولعل مبادرة تأسيس “المجمع الملكي للفنون” هي الحدث الأبرز الذي سيكون له تأثيره وأثره في الساحة الثقافية المحلية، ومن المؤمل أن يضم المجمع داراً للأوبرا، وأكاديمية للفنون، وقاعات عرض للفنون التشكيلية والفوتوغرافية، وقاعة خاصة بالموسيقى، ومعهداً لتدريب عدد من الفنون، ليتكامل عمل هذا المجمع مع ما ستقوم به هيئة الثقافة العامة وما تستهدفه في برامجها وخططها الثقافية.
أشار وزير الثقافة والإعلام في مؤتمره الصحافي إلى أن الوزارة تعمل بشكل كبير على تحسين صورة المملكة، وذلك عطفاً على التهم والصور السلبية التي تروج ضد المملكة في السنوات الأخيرة، ولا شك أن هذا عمل وطني إستراتيجي يجب أن تنهض به قطاعات الوزارة كافة، وجهات أخرى من خارجها بالتعاون معها. وإنه من المؤمل في سياق تحقيق هذا الهدف الوطني وفي سياق برنامج التحول الوطني أن يتم إنشاء مراكز ثقافية في عدد من العواصم الدولية المهمة، وإنشاء مراكز أبحاث سعودية تحت مظلة الوزارة أو هيئة الثقافة العامة مستقبلاً لتساهم في تحقيق هذا الهدف الوطني.
السعودية في عهدها الحاضر تشهد تحولاً مهماً ودقيقاً في مسيرة عملها الإداري والأدائي، ويجب على “الثقافة” إدارةً وصناعةً وأداءً أن تواكب هذا التحول وأن تكون منه في القلب، عطفاً على ما تتوافر عليه المملكة من إمكانات وقدرات. والله الموفق.

 

ذو صلة