مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

حسن الحارثي يودع حياً في القلوب

 

لم يكمل عقده الرابع.. لكنه اكتمل بالصدق والوطنية ومهنية المتفردين..
حسن منصور جرمان الحارثي.. إعلامي سعودي.. ميزه النقاء ومحبة زملاء مهنة الكتابة والنشر.. فجاء خبر رحيله مطلع شهر رمضان ثقيلاً ثقيلاً على من عرفه أو قرأ أثره..
(حسن الحارثي.. صحيفة أنحاء الإلكترونية).. وجهان لقلب شجاع مخلص واحد.. لم يذكر أحدهما إلا ووجه الآخر حياً حاضراً.. مثلما هو وجه حسن يرحمه الله حياً في ضمائر الأوفياء وفي كتاب الإعلام النبيل..
خبر موت حسن رحمه الله.. حل كما لوكان موتاً مجزأً تقاسمته قلوب أصدقائه كافة.. وأصدقاء صدق حسن هم الوسط الإعلامي السعودي كاملاً.. ومساحة لا تحد من رقعة الطيف الإعلامي العربي أيضاً..
رحلة الأستاذ حسن الحارثي يرحمه الله بدأت من جامعة أم القرى بمكة المكرمة.. إذ أنجز درجة البكالوريوس في تخصص اللغة الإنجليزية.. ليعمل بعد تخرجه معلماً بمدينة الطائف.. وهناك صافح الإعلام والصحافة أول ما صافحها مراسلاً لصحيفة الجزيرة بالطائف ثم مراسلاً لصحيفة الاقتصادية فالحياة.. ليرقى ويرتقي في سلم صاحبة الجلالة متبوئاً منصب مدير تحرير صحيفة الحياة ثم عكاظ.. لينطلق من كل هذا عبر فضاءات الإعلام والكتابة والإبداع انطلاقته الجادة.. أما بدايات العطاء فقد أنجزها حسن باكراً..
في مشوار العمل الوظيفي الرسمي.. عمل حسن الحارثي يرحمه الله موظفاً في إدارة تعليم جدة.. وهناك أقام وبنى وطال البناء.. وفي موجة الصحافة الإلكترونية التي اقترفها العارف والهارف.. كان لحسن رأي آخر.. فأسس مع عدد من أصدقائه صحيفة أنحاء الإلكترونية ورأس تحريرها يرحمه الله إلى أن غادر مصحوباً بحب لا تحتويه النعوت..
رحلة حسن الحارثي مع الكتابة لم تكن للصحافة فقط.. فهو الكاتب المعروف بصحيفة الشرق ثم بصحيفة الوطن.. لكنه أيضاً كاتب سيناريست وشاعر ومعد لعدد من الأعمال التلفزيونية المهمة.. فهو أحد كتاب السيناريو في مسلسل (سيلفي) ومسلسل (واي فاي).. وأيضاً برنامج (صحوة) الذي قدمه على قناة روتانا خليجية الدكتور أحمد العرفج مستضيفاً الدكتور عدنان إبراهيم.. خلال شهر رمضان..
غادر حسن الحارثي رحمه الله صائماً عابداً في أول أيام شهر رمضان المبارك بمصر التي أحبها وأحبته.. متضرعين إلى رب الرحمة المسداة.. أن تجللك رحمة الله الذي اختارك يا حسن في شهر رحمته الأجلّ.. وأن يسكنك جنته التي أعدها لعباده الطيبين.

 

ذو صلة