الكتاب: رؤى وذاتالمؤلف: صافي ناز كاظمالناشر: دار الشروق، القاهرة، 2025.هذا كتاب مزيج من السيرة الذاتية وسيرة الآخرين، وسيرة الصحافة وسيرة المكان وسيرة الثقافة المصرية في نصف قرن.تُقدِّم لنا الأستاذة صافي ناز كاظم، في 40 فصلاً، خلاصة رؤاها في الصحافة والفنون والكتابة والنقد والثقافة، راوية قصتها صحفية وناقدة وكاتبة مصرية، منذ فترة الطفولة وحتى ما بعد التقاعد.تأخذنا الصحفية الجريئة في جولة داخل أروقة ومكاتب المؤسسات الصحفية والقائمين عليها بما لهم وما عليهم، حاكية تجاربها الكاشفة مع الرؤساء والزملاء. وتُبحر بنا الناقدة الأدبية المتمرِّسة -بقلمها الرشيق المكثَّف- في عالم كبار الأدباء والكُتَّاب والمفكِّرين والفنانين ممن شكلوا الثقافة المصرية والعربية المعاصرة. وتصحبنا الكاتبة المصرية الصاخبة خفيفة الظل في جولة في أحياء مدينة القاهرة الهادئة في الخمسينات، المنتصرة في السبعينات، والحيَّة المبهجة في جميع عصورها.الكتاب: ألاعيب يلعبها البشرالمؤلف: إيرك بيرنالمترجم: محمد فكريالناشر: منشورات الفنار، القاهرة، 2025.هذا الكتاب هو المفتاح الذي سيغير طريقة نظرتك للعلاقات البشرية إلى الأبد. تخيل أنك تستطيع فك شفرة السلوكيات الغامضة التي تحيط بك يومياً، وتفهم الأسباب الحقيقية وراء تلك المحادثات الروتينية التي تبدو بريئة، لكنها في الحقيقة مليئة بالأسرار والتكتيكات النفسية!يأخذنا (بيرن) في رحلة ممتعة ومثيرة داخل عقول البشر، يكشف لنا فيها عن الألعاب النفسية التي نلعبها جميعاً دون أن ندرك. هل تساءلت يوماً لماذا تتكرر نفس المشكلات في علاقاتك؟ أو لماذا تجد نفسك في مواقف غير مريحة دون أن تعرف السبب؟ هذا الكتاب سيمنحك الإجابات، وسيزودك بالأدوات لتجنب تلك الألعاب التي تستنزف طاقتك، وتبني علاقات أكثر صدقاً ووضوحاً، فالكتاب يقدم لنا نظرة غير تقليدية على السلوك البشري، ويجعلنا ندرك مدى التعقيد الموجود في أبسط الحوارات اليومية.الكتاب: أساسيات الفلسفة الاجتماعيةالمؤلف: جويل فايبنيرغالمترجم: عمر فتحيالناشر: دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، 2025.إن تحديد نطاق الفلسفة الاجتماعية بدقة أصعب بكثير من تحديد نطاق معظم (فروع) الفلسفة التقليدية الأخرى. إذا نظرنا للفلسفة الاجتماعية من منظور عام فسنجد أنه تمّ تناول مسائلها في أجزاء أخرى من سلسلة أساسيات الفلسفة التي يُعدّ هذا الكتاب جزءاً منها. حيث يتناول ريتشارد رودنر مسائل منهجية العلوم الاجتماعية في كتابه (أساسيات فلسفة العلوم الاجتماعية). وينتقد ويليام فرانكينا نظريات الحكم الأخلاقي في كتابه (أساسيات فلسفة الأخلاق)، ويتناول جيرالد ماك كالوم المسائل السياسية (على سبيل المثال تلك المتعلقة بالمؤسسات الاجتماعية ذات الطابع السياسي، مثل (الدولة) ومفاهيم وقواعد مثل (الشرعية) و(السلطة) و(الموافقة) والتزام الطاعة) بإسهاب في كتابه (أساسيات الفلسفة السياسية). لكن حتى عندما يُعهَد بمسائل من هذا النوع لفروع أخرى من الفلسفة، يتبقى لدينا مجموعة كبيرة ومتنوعة من المسائل الفلسفية حول العلاقات الاجتماعية.الكتاب: الثقافة الصينية.. معجم مصورتحرير: تشو شينغ جيانالمترجم: أيمن طارقالناشر: بيت الحكمة، القاهرة، 2025.يحوي المعجم رسوماً توضيحية، لمساعدة القراء في فهم الثقافة الصينية بشكل نظري وعملي، حيث يتضمن أكثر من 800 مصطلح ثقافي، مرتبة حسب أحرف البداية الإنجليزية، ويغطي مختلف المجالات، كالتاريخ، والأمم، والجغرافيا، والأدب، والفنون، والفلسفة، والأفكار، والأخلاق، واللغة، والكتابة، والتكنولوجيا، والتعليم، والثقافة، والطب الصيني التقليدي، وفنون الدفاع عن النفس، والأطعمة، والعادات، والتقاليد الشعبية، والترفيه الشعبي، والتبادل الثقافي، والأمثال الشائعة، وغيرها، يتميز برسوم توضيحية وصور متنوعة، مع نصوص شارحة مدرجة مع الصور لمساعدة القارئ على الفهم بشكل أعمق. والنص الرئيسي للقاموس ملحقة به جداول تُمثل تسلسل الأمم والفصول الأربعة والعشرين في التقويم الصيني. كما أنه مزود بتعليقات شارحة للخلفيات التاريخية والمفاهيم الثقافية الواردة في تعريف كل مصطلح، كما يحوي روابط إحالات إلى صفحات تعريفات المصطلحات الواردة بشكل جديد لتسهل رجوع القراء إليها.منصور بن سلطان (1953 - 2015م)عندما فارقنا الشاعر منصور بن سلطان نشطت الصحافة الثقافية تنعاه حد الفجيعة.فقد نبغ الراحل في كتابة الشعر مبكراً، وعاصر قامات الشعر والأدب والفكر في تلك الفترة، وأسهم في تأسيس منتدى (الاثنينية) كصالون أدبي في داره شهد له بالريادة في التواصل مع روّاد الثقافة العربية في مصر وبيروت ودمشق وعمان، أسّس مطبعة دار الشريف، وعمل مع الراحلين الكبار محمد حسن عواد، ومحمد حسن فقي، ومطلق مخلد الذيابي، وعبدالفتاح أبو مدين، وصدر له اثنا عشر ديواناً شعرياً، وشارك في أمسيات شعرية داخل المملكة وخارجها. كما أسهم الراحل في كتابة النص الغنائي، حيث صدح بأعذب كلماته كبار فناني المملكة والعالم العربي، وفي مقدمتهم الراحل الكبير طلال مداح، وعبدالله محمد وعبدالمجيد عبدالله وعزة مسعود وجواد العلي وغيرهم.عاش بعد وفاة ابنه هتان عزلة اختيارية، فسكن مكة المكرمة متعبداً متقرباً لله، حتى صُدم محبوه بدخوله المستشفى، إلى أن وافته المنية عصر يوم السبت (9/10/1436هـ) تاركاً وراءه نتاجاً أدبياً زاخراً.عرف والده سلطان شاعراً جزلاً، يكتب الشعر عن سليقة وفطرة سليمة، تطرق إلى كل أغراض الشعر، فكتب في الفخر والحماسة والوصف والعتاب، ولكنه كان مقلاً في الغزل، وله كثير من شعر الإخوانيات، خصوصاً مع أبنائه الذين يجيد أغلبهم الشعر وعلى رأسهم الشاعر المعروف منصور بن سلطان الفعر و ناصر بن سلطان.وقد قال سلطان يخاطب ولده منصوراً:(قُومْ يا منصورْ دنَّ المعاميلْجيبَ الدِّلالَ الصبحْ ويَّا الفنَاجيلالنَّجْر والمحماسْ والبنْ والهيلْصلِّحْ لنَا فنجالْ مثلَ الرِّجاجيل)ومن نصوص الأغاني التي عرفت بصوت طلال مداح من شعر الشريف منصور:(زين الخجل واهله.. وقليبه العطشان..ماشي على مهله.. كل الخُطا ألحانالشعر له منه.. مطوي على القامة..ملفوف في فله.. وسلم على اقدامه)ومن النصوص الأخرى بصوت مداح أيضاً:(قصري بعد المسافة... لا تطولوارحمي قلبٍ يعذبه الحنينتعرف عيوني عيونك وش تقولأصدق الأقوال... مصدره العيونوما تبينه... من عيوني... بس قولي وش تبينكل غالي تطلبينه... في موازيني يهون)وقد أبَّنه الشاعر عبدالعزيز الشريف: رحم الله الصديق العزيز الشاعر منصور بن سلطان، عرفته مبكراً وهو في بداية نشاطه الثقافي مع نادي جدة الأدبي، كان نعم الإنسان خلقاً ونبلاً وأدباً ووفاءً مع محبيه ومعارفه، واستمر على هذا النهج حتى غادرنا إلى رب رحيم، منصور شاعر مطبوع موهوب بالفطرة إلى جانب أنه تربّى في بيت علم وفضل، فوالده كان شاعراً كبيراً معروفاً، أخذ عنه جميل الخصال وجمال الشعر، غادرنا هذا الشاعر في هدوء تام فقد اعتزل الأضواء والإعلام.الأعمال الشعرية:أنين وحنين منصور بن سلطان، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1978م.نغم وألم، منصور بن سلطان، النادي الأدبي الثقافي، جدة، 1985م.أغاني السحر، منصور بن سلطان، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1985م.الأعمال الكاملة التي جمعها لسواه:ديوان سلطان، إعداد: منصور بن سلطان، الطبعة الأولى، مطابع الدجوي، 1978م، الطبعة الثانية، الدار السعودية 1987م.ذخائر الذيابي في الفكر الإسلامي والثقافة والأدب والفنون، مطلق الذيابي، دار الشريف للطباعة والنشر، 1992م.نغوغي وا ثيونغو (1938 - 2025)نغوغي وا ثيونغو أو جيمس نغوغي كاتب كيني، كان يكتب بالإنجليزية، واتجه بعدها إلى الكتابة بلغته القومية (الكيكويو). كتب الرواية والمسرحية والقصة القصيرة، كما كتب مقالات أدبية واجتماعية، وكتب في أدب الطفل.أكمل (وا ثيونغو) دراسته العليا الجامعية في جامعة ليدز البريطانية، وفي 1964م، نشر روايته الأولى التي فجرت شهرته (لا تبكِ يا ولدي) وكانت الرواية الأولى التي تنشر بالإنكليزية لكاتب من شرق أفريقيا.ثم نشر روايته (النهر الفاصل) في 1965م وتناول فيها تمرد قبائل الماوماو، وقد وصفت الرواية بأنها حكاية رومانسية حزينة للعنف الذي ساد بين المسيحيين وغير المسيحيين في تلك الأصقاع الأفريقية النائية، وقد اعتمدت هذه الرواية ضمن مناهج الدراسة الثانوية في كينيا.في 1967م نشر روايته (حبة قمح) واقتبس عنوانها من الإنجيل بحسب القديس يوحنا، لتعكس تعلق (وا ثيونغو) بالماركسية الفانونية (نسبة إلى فرانز فانون). وتضمنت الرواية قصصاً حصلت أثناء حالة الطوارئ في صراع كينيا من أجل الاستقلال (1952-1959م).وكانت روايته الرابعة (تويجات الدم)، على اسم زهرة تنبت في السهول الكينية بعد هطول المطر في موسم الربيع، وهي تعطي صورة حقيقية لما هي عليه الحياة الكينية من قسوة. تتناول ثلاثة أزمنة متداخلة، وثلاث تجارب من الإضرابات، واعتمدت على فكرة تنمية الوعي الشعبي في إطار الفخر الذاتي المكون للهوية القومية.بعد نشر هذه الرواية تخلى (وا ثيونغو) عن الإنكليزية والديانة المسيحية وعن اسم (جيمس) الذي تسمى به عند العمادة، واعتبر كل تلك الأشياء رموزاً (كولونيالية)، واعتمد اسم (نغوجي وا ثيونغو) وأصبح يكتب بلغة الكيكويو واللغة السواحلية.هاجر وا ثيونغو إلى الولايات المتحدة بعد تعرضه للسجن في بلاده ما يربو على العام، حيث عمل بالتدريس في جامعة ييل بضع سنين، ثم عمل أستاذاً للأدب المقارن وأستاذاً لدراسات الأداء في جامعة نيويورك، وأستاذاً بجامعة كاليفورنيا في إرفاين، ومديراً للمركز الدولي للكتابة والترجمة بالجامعة.كان (وا ثيونغو) صاحب مشروع معرفي ثوري اتضح في كتاباته السياسية ذات التوجه الفلسفي من خلال كتبه الثلاثة: الأول هو (تصفية استعمار العقل) الذي كشف فيه سرقة الغرب للمواهب والعبقريات في أفريقيا كما يسرق الاقتصاد. وكشف سرقة الأوروبيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر للكنوز الفنية من أفريقيا ليزينوا بها بيوتهم ومتاحفهم، وفي القرن العشرين سرقت أوروبا كنوز العقل لتثري لغاتها وثقافاتها. والثاني كتاب (الكتاب في السياسة) الذي يعد جزءاً آخر لكتابه (تصفية استعمار العقل). والثالث كتاب (جدل العولمة: نظرية المعرفة وسياساتها) يتناول قضايا فكرية وأدبية وثقافية مختلفة، تتمحور حول تأثير العولمة التي يمارسها الغرب على العالم.بعد 22 عاماً عاد (وا ثيونغو) إلى كينيا، بعد إزاحة (أراب موي) عن السلطة. في 2004م، وبعد عامين من تنحي الرئيس (موي) وانتخاب (مواي كيباكي) رئيساً، قام (وا ثيونغو) وزوجته بزيارة الوطن. واستقبل كالأبطال، وقال عن ذلك: «أعود بعقل مفتوح وقلب مفتوح وبأذرع مفتوحة. لقد جئت للانتشاء بنسيم الأرض التي انطلقت منها، نعم جئت للتعلّم».من أعماله: لا تبكِ يا ولدي (روايته الأولى، 1964م)، حبة قمح (1967م)، تويجات الدم (1977م)، شيطان على الصليب (1982م).التكريم والجوائز: جائزة لوتس للأدب (1973م)، جائزة بارك كيونغ-ني (2016م). وصل إلى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الدولية سنة 2009م، وظهر اسم نغوغي وا ثيونغو عدة مرات في قوائم المرشحين لجائزة نوبل في الآداب.الكتاب: بلاغة العصر، البلاغة التكوينية - نهج النقد الثقافيالمؤلف: عبدالقادر الرباعيالناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2025م.يضم الكتاب العديد من الموضوعات، منها: مقدمة وتعريف، إطار نظري، قوس هرقل: عندما تفقد الكلمات معناها، الخيال القانوني، العدالة: ترجمة، جانب تطبيقي، المصادر باللغة الإنجليزية، القانون: بلاغة، البلاغة قانوناً، تحليل البلاغات التكوينية، تطبيقات، قراءات تكوينية في شعر محمود درويش. كما يتضمن النصوص الآتية: النص الأول: (الغابة)، النص الثاني: (أثر الفراشة)، النص الثالث: (ليتني حجر)، إضافة إلى تحليل تكويني لقصائد متنوعة: قصيدة من أبي تمام - تحليل تكويني، قصيدة المتنبي الميمية - تحليل تكويني، رائية أبي فراس الحمداني - تحليل تكويني، قصيدة من عبدالله بن أبي عيينة المهلبي - تحليل تكويني، بلاغة الصراع في قصيدة من زهير بن أبي سلمى - تحليل تكويني، وفي الختام: خاتمة الكتاب.ويرى المؤلف أن ذلك يتطلب الالتزام بنظرة التعدد والشمولية، وأن يتم تجسيد هذه النظرة في المجمع البلاغي من خلال مكوناته الكاملة، من دون التوقف عند جزئيات لا تستند إلى مرجعيتها في النص الكلي. وستركز البلاغة التكوينية بعد ذلك على ثلاث منصات رئيسية في تعريفها لهذه البلاغة: السمات الأساسية للبلاغة التكوينية من خلال مقالتي جيمس بويد: (عندما تفقد الكلمات معانيها)، (قوس هرقل)، مقالته حول القانون بعنوان (بلاغة البلاغة قانوناً)، مقالته عن العدالة، التي تتضمن ترجمة وتحليلاً لقصيدة اختارها بوصفها تطبيقاً لأفكاره حول هذه البلاغة، أي (بلاغة التكوين) أو (بلاغة العصر).أهم المرتكزات الأساسية لهذه البلاغة مما تضمنته البحوث المشار إليها. حيث طرح جيمس بويد وايت، النظرية الأساسية لهذه البلاغة، التي خصها بالقول الآتي: «إنها تكوين فني، وليست ذاتاً فارغة. إنها تبتدع وتقوي الثقافة والمجتمع. ولا يمكن أن ترى على أنها مجرد علم عاجز وضعيف، ولا هي مجرد فن رخيص للإقناع كما هي الحال غالباً الآن. بل هي تقوم على أساس فني مركزي يؤسس لثقافة ومجتمع جديدين وثابتين. أنا أدعو هذه البلاغة: البلاغة التكوينية».ونوه الرباعي إلى ما ورد في (ويكيبيديا)، حيث تم تعريف (البلاغة التكوينية) على أنها نظرية ابتكرها جيمس بويد وايت، تتعلق بقدرة اللغة والرموز على إنشاء هوية جماعية للجمهور، وبخاصة من خلال رموز التكثيف، والأدب، والسرد. وغالباً ما تتطلب هذه البلاغة اتخاذ إجراءات لتعزيز الهوية والمعتقدات. وقد تابع جيمس وايت شرح هذه البلاغة وتحليلها، فجمع بينها وبين النقد الثقافي، إذ نهج الأسلوب نفسه في الاهتمام بثقافة المجتمعات المتعددة، وجعلها ركناً أساسياً في بناء الهوية الجمعية العامة، وجزءاً لا ينفصم عن هذه الهوية.ويشير المؤلف إلى أن وايت تابع تطوير البلاغة التكوينية، التي تسمى عند بعضهم بالتأسيسية، من خلال مجموعة من الكتب التي قام بتوثيقها في نهاية متابعته لأربعة منها. وهذه الكتب هي (العدالة: ترجمة، القانون: بلاغة، البلاغة قانوناً وقوس هرقل، عندما تفقد الكلمات معانيها). وقد استعرضنا أهم الأفكار التي تضمنتها هذه الكتب الأربعة من خلال ترجمتنا للجزء المتاح منها كما تم ذكره سابقاً.وقد خص وايت كتاب (القانون بلاغة، البلاغة قانوناً)، بمقالة إضافية، وترجمة هذه المقالة وإدراجها ضمن مقولات المؤلف حول موضوع البلاغة التكوينية الكلي. ومن المناسب هنا استعادة بعض الفقرات المهمة من هذا البحث التي قد تكون مفاجئة للقارئ بشكل عام. ومن أقوال المؤلف في هذا البحث بشكل خاص.يقول الرباعي في خاتمة الكتاب: «إن بلاغة العصر هي بلاغة التكوين، ونهجها هو النقد الثقافي، وهويتها تتمثل في التكوين داخل عالم البلاغة المعاصرة. وفقاً لمقولة جازينسكي، وتعتبر نظريتها العامة: بلاغة التكوين هي بلاغة العلوم الإنسانية».
الكتاب: الطعام أفقاً للقراءة: أعمال مهداة إلى البلاغي د.سعيد العواديالمحرران: مصطفى رجوان وعادل المجدلاويالناشر: دار كنوز المعرفة، عمان، 2025.نسّق الكتاب الباحثان المتميزان رجوان والمجدلاوي في 664 صفحة، وقد أهدياه إلى البلاغي د.سعيد العوادي، وتضمن 25 مقالة محكمة. قسم الكتاب إلى أربعة أبواب، وهي على التوالي: وصفات نظرية، تذوقات بلاغية ثقافية، قراءات في الطعام والكلام، وطعام الآخرين.جرت العادة أن يُنظر إلى الطعام نظرة بيولوجية فقط، أي على أنه حاجة ضرورية تدخل في متطلبات إدامة الوجود الإنساني. والحق أن الطعام يتجاوز هذا البعد الحيوي، ليصبح واقعة خطابية قابلة للقراءة والتأويل، فالتفضيلات الغذائية التي يُظهرها الأفراد مع بعضهم البعض لا تحصر الطعام في حدود ملء البطن ومجابهة الجوع، وإنما تجعل منه شكلاً من أشكال التعبير الهوياتي، وأحياناً شكلاً من أشكال المقاومة أو الانتماء لفئة اجتماعية معينة.ولربما نلمس في هذا السياق نوعاً من التجاوب الصوتي والتقاطع الدلالي بين (الطبق) بوصفه أداة مطبخية، و(الطبقة) بوصفها تمييزاً اجتماعياً. وعلى هذا الأساس، أُثِر عن خبير التذوّق الفرنسي بريّا سَفران: (قل لي ماذا تأكل أقلْ لك من أنت). وقبله قال كسرى لهَوْذَة بن علي شاعرُ بني حنيفة وخطيبُها، لما وقف على ذكائه ورجاحة ذهنه: (ما غذاؤك في بلدك؟ قال: الخبز، فقال كسرى: هذا عقل الخبز لا عقلُ اللبن والتمر)، حيث ميّز كسرى بين (عقل الخبز) الحضري و(عقل اللبن والتمر) البدوي في تمثّله للعرب، مُعلياً من العقل الأول بوصفه عقلاً (ثقافياً) بالمعنى الأنثربولوجي، على اعتبار الخبز صناعةً تُحوّل الحبوب إلى منتوج آخر، ومهمِّشاً للعقل الثاني، بوصفه عقلاً (طبيعياً) ساذَجاً تبقى فيه الأشياء (اللبن والتمر) على جِبِلَّتها الأولى.وكما أن الطعام جزء من الممارسات اليومية، فهو عنصر تُبنى به الخطابات المتنوعة: الشعرية والروائية والسينمائية والسياسية والإشهارية، مما يجعل منه عنصراً عابراً للمجالات الحياتية، وهو ما يقتضي من الباحثين، على اختلاف تخصصاتهم، مدّ الأيادي من أجل التعاون في فهم رمزياته وتجسيراته. وأعتقد أن هذا الكتاب الجماعي (الطعام أفقاً للقراءة) أفقٌ واعدٌ في تشريح تعقيدات الظاهرة الطعامية. ويحق لنا أن نفخر بهذا التعاون العلمي المثمر الذي سيسدّ فراغاً كبيراً في مكتبتنا العربية.وفي إحدى المقالات المترجمة للكاتبة ليزي آرثر بعنوان (الطعام والتواصل)، وترجمة محمد جعفري بوصفها تفضي هذه المراجعة الأدبية إلى موضوعين أساسين، أولهما رأي ينظر إلى الطعام على أنه طريقة محورية نقدم بها أنفسنا إلى الآخرين، وثانيهما وهو أكثر توجهاً سياسياً، يرى أن الخطاب العام حول الغذاء تسيطر عليه مصالح ذات سلطة داخل مجتمعنا (عادة الشركات)، وقد أدى ذلك إلى الترويج لأغذية غير صحية، وتحريف للطرق الغذائية التقليدية وسوء استعمالها، وكل ذلك على حساب الفئة الأقل تمكيناً في المجتمع. إن الدراسة الأكاديمية للتواصل تهتم بفهم الطرق التي يتقاسم بها الناس الرموز اللفظية وغير اللفظية، ومعاني الرموز المشتركة، ومحصلات التشارك. وعلى نطاق واسع، تنظر الدراسات التواصلية للطعام إلى كيفية إنشاء المعنى والغاية من إنشائه، حيث ينشئ منتجو الرسائل (عادة، ولكن ليس على سبيل الحصر، الشركات) رسائل حول الطعام (الإشهار والإعلانات التجارية والأفلام) التي تتداولها الجماهير في الثقافة وتأولها للفهم. يستكشف هذا الفصل المقاربات النظرية والمنهجية التي استخدمها علماء التواصل للتحقيق وشرح كيفية استخدام الناس للطعام لخلق المعنى وتقاسمه، ثم يطرح بعض الأفكار حول الأبحاث المستقبلية وطرق البدء في هذا المجال.الكتاب: نساء البوسعيد والسلطة في زنجبار في القرن التاسع عشر (1804 - 1902م)المؤلفة: شيماء غنيمي عليالناشر: النادي الثقافي - مسقط، 2024م.عماد بن جاسم البحراني: عُمانيتناول كتاب نساء البوسعيد والسلطة في زنجبار في القرن التاسع عشر، لمؤلفته الباحثة المصرية/ شيماء غنيمي علي، الصادر عن النادي الثقافي بسلطنة عمان الدور التاريخي الذي ساهمت به المرأة العمانية ممثلة في نساء أسرة البوسعيد في زنجبار خلال فترة الحكم العماني لها.حددت المؤلفة الإطار الزماني للدراسة ابتداءً من عام 1804م وهو العام الذي تولى فيه السيد سعيد بن سلطان حكم عُمان. في حين تنتهي الدراسة عام 1902م وهو العام الذي شهد فرض الحماية البريطانية على زنجبار.ويلاحظ أن المؤلفة قد ذكرت في مقدمة الكتاب أنها اختارت العام 1804م كبداية للدراسة لأنه -كما ذكرت- العام الذي تولى فيه السيد سعيد الحكم في زنجبار ونقل العاصمة من مسقط إلى زنجبار، والصواب بحسب المصادر التاريخية المختلفة أن نقل العاصمة إلى زنجبار قد حدث عام 1832م. كما أن تولي السيد سعيد الحكم فعلياً كان عام 1806م، بعد تخلصه من منافسه السيد بدر بن سيف.في 182 صفحة؛ قسمت المؤلفة الكتاب إلى أربعة فصول يسبقها مقدمة وتمهيد، في التمهيد استعرضت المؤلفة -كما وصفتها- خلفيات تأسيس سلطنة زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان، والصواب أن مصطلح سلطنة زنجبار لم يُعرف إلا بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان وتقسيم ممتلكاته الآسيوية والأفريقية جراء تحكيم كاننج الشهير عام 1861م.كما تطرق التمهيد إلى التعريف بتاريخ وجغرافية زنجبار، ودور نساء عمان في ظل أسرة البوسعيد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، تحديداً شخصية السيدة موزة بنت أحمد بن سعيد، وتناولت المؤلفة كذلك علاقة العمانيين بزنجبار قبل القرن التاسع عشر، واختتمت التمهيد بوصول السيد سعيد بن سلطان إلى زنجبار واختيارها عاصمة لدولته، لتبدأ منذ ذلك التاريخ مرحلة جديدة في تاريخ زنجبار وشرقي أفريقيا.في الفصل الأول الذي حمل عنوان: نساء البوسعيد وآداب القصور السلطانية تناولت المؤلفة تاريخ قصور الحكم في زنجبار، والآداب العامة داخل قصور الحكم كالحياة اليومية وآداب الطعام والآداب المصاحبة للولادة والتعليم داخل القصور والتجهيزات السنوية وآداب الملابس في القصر وآداب المأتم في القصور وآداب المجالس داخل القصور وآداب الأعياد داخل القصر، ثم تناولت الأوضاع الاقتصادية لنساء البوسعيد في زنجبار خلال القرن التاسع عشر، والمصاهرات السياسية لدى أسرة البوسعيد، كالمصاهرات الخاصة بسلاطين البوسعيد، والمصاهرات الخاصة بأبناء وبنات السلاطين، والمصاهرات الخاصة بكبار حاشية السلطان.وناقش الفصل الثاني أحوال النساء داخل القصور السلطانية من حيث تنظيم الحريم داخل القصور، وحياة الجواري في القصور، والعادات والتقاليد داخل الحريم السلطاني، وكذلك الوصايا والأوقاف لنساء البوسعيد في زنجبار. وقد بينت المؤلفة في هذا الفصل التشريح الاجتماعي للحريم داخل القصور، فالطبقة الأولى تتكون من: والدة السلطان، زوجات السلطان، بنات السلطان، أما الطبقة الثانية فتتكون من المستولدات والمحظيات، والمستجدات من الجواري.وأشارت المؤلفة إلى الوصايا والأوقاف لنساء البوسعيد في زنجبار، حيث أسهمت نساء الحريم السلطاني وجواريه في تطوير وانتشار الأوقاف مثل تشييد المدارس والمستشفيات وبيوت الأرامل والأيتام والإنفاق على الفقراء والعبيد والإنفاق على أعمال معنوية مثل قراءة القرآن أو الصوم أو حج بيت الله الحرام. ومن أبرز نساء البوسعيد اللواتي ساهمن في الوقف في زنجبار، السيدة شيفانة بنت سعيد بن سلطان، والسيدة زوينة بنت سعيد بن سلطان.أما الفصل الثالث فقد خصصته المؤلفة للحديث عن الصراع على السلطة في زنجبار خلال القرن التاسع عشر ودور نساء البوسعيد في هذا الصراع. حيث استعرضت جوانب من نفوذ النساء في عهد السيد سعيد بن سلطان، مثل السيدة عزة بنت سيف البوسعيدية زوجة السيد سعيد، وأخته عائشة بنت سلطان البوسعيدية، والسيدة جوخة بنت محمد البوسعيدية، والسيدة شريفة بنت سعيد بن سلطان.وبعد ذلك تطرقت إلى دور نساء البوسعيد في الصراع على السلطة في زنجبار بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان عام 1856م، ثم تتبعت نفوذ النساء في زنجبار بعد وفاة السلطان برغش بن سعيد عام 1888م وحتى نهاية عهد السلطان حمود بن محمد عام 1902م، كما تناولت المؤلفة في هذا الفصل دور النساء في الصراع السياسي حول جزر القمر خلال تلك المرحلة.في حين تطرق الفصل الرابع والأخير من الكتاب إلى شخصية السيدة سالمة بنت سعيد بن سلطان كنموذج لتأثير النساء على السلطة في زنجبار، حيث بينت المؤلفة بعد استعراضها لملامح من حياة السيدة سالمة، الدور الذي لعبته سالمة في تمرد أخيها السيد برغش بن سعيد ضد أخيه السيد ماجد عام 1861م، ثم أشارت المؤلفة إلى مسألة زواج السيدة سالمة من رجل ألماني، وهجرتها إلى ألمانيا واستقرارها هناك. كما تطرقت في نهاية هذا الفصل إلى الزيارات التي قامت بها السيدة سالمة إلى زنجبار والاستغلال الاستعماري البريطاني الألماني لهذه الزيارات.مما سبق يتضح لنا المساهمة المؤثرة لنساء أسرة البوسعيد في الحياة العامة في زنجبار خلال تلك المرحلة التاريخية، وقد قدمت لنا مؤلفة هذا الكتاب بعضاً من الجوانب البارزة لهذه الأدوار المهمة التي وثقتها صفحات التاريخ.إن مثل هذه الدراسات بما فيها من ملاحظات سوف تثري دون أدنى شك المكتبة العمانية والعربية، وتدفع الباحثين والمهتمين ليشمروا عن ساعد الجد والاجتهاد ويقوموا بإجراء دراسات وأبحاث عميقة في مجال تاريخ المرأة العمانية ودورها السياسي والاجتماعي والحضاري عبر العصور.
غزل النساء في الأدب العربي.
العلاقة التفاعلية بين الإنسان والمكان.
حكاية قصيدة: المتنبي يعاتب سيف الدولة.
ذوائب النساء في الشعر العربي.
عفاريت قلبت الموازين .
مدينة كان الفرنسية.. العاصمة الأوروبية للسينم.
الغش في مجتمع البحث العلمي.
عجائب الانطوائية المجهولة.
الجرافيتي إشكالية الرفض والقبول.
الطبول عالم من السحر الفرعوني الخالد.
حُسن القول يعفي من القتل.
سمرقند تراث لا يضيع.
الأعياد في مصر القديمة.
محطة مهملة على سكة الحياة.
المخرج فيصل العتيبي: الرؤية والمهارة والشغف ا.
الجزر الأخير.
أطْلِقْ رَصاصك.
حبر من السذاجة.
لا بد من تربية علمية مبكرة (1).
كيكا بائع البخور.