بِرَبِّكَ.. مَا بِقَلْبِكَ؟ هَلْ تَرَاهُ؟ وهَذَا الْمَوْجُ يَلْطِمُ فِي حِمَاهُ
تُعَاوِدُ حَقْلَهُ سُحُبُ الرَّزَايَا وَتَمْضِي الْغَادِيَاتُ إِلَى سِوَاهُ
تَرَوَّى الدَّمْعَ حَتَّى قَامَ بِئْراً تَسَابَقَتِ الدِّلَاءُ على نَدَاهُ
فَتَغْرِفُ.. لَيْسَ يَصْرِفُهَا سُؤَالٌ وَتَمْضِي.. ثُمَّ تَسْخَرُ مِن صَدَاهُ
بِرَبِّكَ.. هَلْ أَفَاضَ عَلَيْكَ سَجْعاً؟ وَهَلْ أَغْنَاكَ مِن نَبَأٍ حَكَاهُ؟
وَهَلْ أَمْلَاكَ قَافِيَةً وَوَزْناً وَحَرَّكَ فِيكَ أَشْجَاناً بُكَاهُ؟
إِذا مَا جِئْتَهُ يَفْتَرُّ ثَغْراً وَفِي أَحْشَائِهِ سَقَمٌ بَرَاهُ
يُضَاحِكُ صُبْحَهُ وَيَؤُوبُ لَيْلاً إِلى خَلَجَاتِهِ وَضَنًى لَحَاهُ
وَيُرْسِل للرُّبَا شَغَفَ المَرَايَا علَى صَفَحَاتِهَا عَبِقَتْ دِمَاهُ
يُنَاغِي الطَّيْرَ.. تَرْحَلُ صَادِحَاتٍ وَلِلْأَقْمَارِ يَنْفَحُ مِن سَنَاهُ
وَيَرْقُصُ ثَمَّ في لُغَةِ الْغَوَانِي وَمَا في الرَّقْصِ مِن نَغَمٍ شَجَاهُ
وَهَذَا النَّزْفُ يُوقِظُ فِيهِ نَبْضاً يَرُومُ بِكُلِّ جَارِحَةٍ مُنَاهُ
وَرِيحُ الدَّهْرِ تَنْحَتُ فِيهِ حَتَّى تَسَاءَلَ: أَيُّ ذَنْبٍ قَد جَنَاهُ؟
سُؤَالٌ حَائِرٌ.. شَكَتِ الْمَعَانِي لَهُ وَصَباً.. وَتَرْفِدُهَا الشِّفَاهُ
وَمَا يَدْرِي بِأَنَّ الحَالَ تَغْدُو إِلَى حَالٍ وَلَيْسَ لَهُ انْتِبَاهُ