مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

من أدب الإخوانيات

من أدباء الشباب الذين تعرفت عليهم، وربطت بيني وبينهم أواصر صداقة ورفقة درب في مجال الكتابة والأدب والصحافة، على أرض الطائف المأنوس، مصيف المملكة الأول خلال الثمانينات الهجرية، ووثقت سيرته كأديب في كتابي (من أدباء الطائف المعاصرين) الصادر عن نادي الطائف الأدبي، عام 1432هـ / 2011م الشاب الأديب عبدالله بن ثلاب السبيعي رحمه الله، وهو من مواليد مدينة الخرمة عام 1359هـ وحاصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها مع دبلوم في التربية وطرق التدريس عام 1388 - 1389هـ من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة (جامعة أم القرى حالياً)، عمل بعد تخرجه في الباحة ثم في جدة، وابتعث للتدريس في اليمن وعاد لجدة واستقر بها.
نشر عدداً من بحوثه الأدبية ودراساته الإسلامية ومقالاته الاجتماعية في عدد من الصحف والمجلات المحلية. متزوج وله أبناء وبنات، وقدر الله الذي لا راد لقدره وهو في طريقه وأسرته في زيارة لمدينة الخرمة، أن ينتقل إلى بارئه الأعلى إثر حادث مروري عام 1410هـ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ونحتسبه إن شاء الله من الشهداء.
يُمثل هذا الشاب في سيرته أجلى صور المثالية في العصامية والكفاح والمكابدة وعزم الشباب الطموح، فقد نشأ يتيم الأبوين وعانى من ظروف الحياة وقسوتها ما الله به عليم، لكنه بالصبر والاحتساب وبإصراره وثقته بنفسه، تغلّب على كل الصعاب والعقبات التي واجهته واستطاع بهمة وشجاعة وعزم أن يكمل تعليمه والحصول على الشهادة الجامعية باقتدار وتفوق يحدوه في ذلك قول الشابي:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
وأول تعيين له بعد تخرجه كان في الظفير بمنطقة الباحة، وخلال وجوده هناك شفّه الحنين ولواعج الغربة للطائف ورفاق دربه ومحبيه فيها، ومنهم كاتب هذه السطور، فبعث إليَّ بالرسالة التالية: (أخي الأستاذ علي خضران، تحيات الود الخالصة أبعثها إليك، تتهادى كما يتهادى أكحليّ الجآذر، تاركاً لك الحرية في نشرها في منهلنا الأغر إن رأيت لتبقى ذكرى إن فرقتنا الليالي وها هي مع خالص الود، وعنوانها: أحن إلى المصيف).
ولطول القصيدة فإنني أورد فيما يلي بعضاً منها لمحدودية مساحة النشر:
أحنُ إلى المصيف وقد نأيت
عن الأحباب في خير إقامهْ
فشديتُ الرّحال إلى كرامٍ
يسلوني بلطفٍ في شهامهْ
فلم أدر علام الهم يجثو
على صدري فأشعر بالسآمهْ
شعور البؤس لازمني فتياً
وقد (لج) المعنى في ذمامهْ
تعلّقني من الأحباب سهم
(مريع) الوقع في ماضي مرامهْ
فرددتُ عليه بالرسالة التالية:
أخي الصديق الوفي رفيق الدرب، الأستاذ عبدالله بن ثلاب، دُمْت موفقاً،
أبارك لك نيلك للشهادة الجامعية بامتياز مع مرتبة الشرف، وحملك لرسالة المعلم، وهي من أسمى وأشرف الرسالات في مجالها، وشرُفت بوصف شوقي في حق المعلم:
قُم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وتعيينك في منطقة الباحة، وهي لا تقل جواً ومصيفاً عن الطائف.
نبض:
أبا سامي تصبّر واحتسبها
رسالة سامية نحو المعالي
وإن ضاقت بك الأحوال فأنزل
إلى (ذي عين) حيث الموز حالي
وما الباحه سوى الطائف مصيفاً
بها الجو الجميل وكل سالي
بها الريحان والكادي صنوفاً
بها رمان بيده والمجالي
واسلم لأخيك.. (علي خضران القرني)
وبالله التوفيق..

ذو صلة