مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

رحيل مباغت

(مهداة إلى كل عزيز يترك في القلب جرحاً)


كنتُ مثل كثيرين معي
يحبونك..
يعزفون على نايك الحانك
يجترون آهات
جراحاتك القديمة
يمتثلون لجبروت حزنك
يلتزمون الصمت في زاوية مطفأة من البيت
حين تشتبك مع عجائز الزمن
المكان..
يشعلون قنديل القصيدة
وينتظرون بنات أفكارها
في الطرقات الوسيعة
كي تمنحهم..
براءة وجهك الطفولي في الربيع
ضحكاتك الهادرة في المساء
ابتهالاتك في الصلوات
هديل مسبحتك عند الشروق
بشاشة وجهك عند لقاء الأصدقاء
ضجيج البحيرة حين يداعبها وجه النهار
قسمات روحك الناعمة
لكنك دونما إنذار منك
رحلت..
وأخذت معك كل شيء
نايك..
جراحك..
بسماتك..
ضوء القمر..
وغناء الأطفال في الشوارع
وقهقهات النرجيلة في المقاهي الفارغة
فكيف لي من بعدك
أن أصفق لشروق الشمس
ولزقزقات العصافير
ولرنات الخلاخيل في أرجل النساء
وقت الأصيل

ذو صلة