(منفوحة): هي قرية قديمة من قرى وادي حنيفة، ودخلت ضمن حدود العاصمة الرياض بعد توسعها لتكون حياً من أحيائها. وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان أن منفوحة تأسست على يد قوم من بني قيس بن ثعلبة من بكر بن وائل على أرض أعطيت لهم من قبل أبناء عمومتهم بني حنيفة، وذلك قبل الإسلام بعدة قرون.
منفوحة في العصر الحديث
انضمت منفوحة إلى الدولة السعودية الأولى وتعد أول بلدة من البلاد النجدية تدخل في طاعة الدولة الجديدة وتناصرها عام 1157هـ، وكان لها دور سياسي وعسكري مهم في الوقوف بجانبها، كما أنها عاصرت الكثير من التقلبات السياسية ودخلت في العديد من المعارك في في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية إلى أن استقر بها الأمر بعد فتح الرياض على يد موحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- عام 1902
منفوحة.. المياه والنخيل
اسم منفوحة يأتي من معنى النفح (الرائحة الطيبة)، نَفَحَ الطِّيبُ أي اِنْتَشَرَتْ رَائِحَتُهُ.. والنفَحَة أيضاً هي العطاء من مال أو جاه. وتميزت منفوحة بوفرة الماء والمرعى وزراعة النخيل.
ويذكر عدد من المهتمين بتاريخ الرياض القديمة أن بلدة منفوحة هي من كانت تغذي الرياض بالخضار والتمور نظراً لكثرة مزارعها وقربها من مدينة الرياض القديمة وكان الباعة يقفون مصطفين أمام بوابات الرياض ليلاً منتظرين لحظة فتحها فجراً حيث كانت هي سلة الغذاء لسكان العاصمة.
ديار أعشى قيس
ورد ذكر بلدة منفوحة مراراً في مدونات الرحالة، وشهدت قبل نحو 1500 عام، ميلاد وحياة واحد من أكبر وأمهر شعراء العرب، وهو ميمون بن قيس (570-629 م)، ومن ألقابه الأعشى، وصناجة العرب. وقد ولد ونشأ بها وعاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، وفيها داره وبها قبره.
يقول الأعشى في ذكر منفوحة:
منفوحة.. التاريخ والآثار
اندثرت كثير من المعالم التاريخية في بلدة منفوحة ولم يتبق إلا القليل منها، ومن أبرز تلك الآثار الأبراج المحيطة بمنفوحة وأنقاض السور القديم ومساجد تاريخية مثل المسجد القبلي والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1100 هـ وقد تم ترميمه مؤخراً، وكذلك مسجد السهوم التاريخي الذي يعود بناؤه إلى ما قبل 200 سنة وقد تم إنشاؤه على الطراز الإسلامي وينقسم بناؤه إلى ثلاثة أقسام هي: خلوة أمامية تضم المحراب والمصلى الرئيس ونافذتين أماميتين، ومنطقة تعرف بالمصابيح وسط المسجد يحمل سقفها ثلاثة أعمدة، وتبلغ المساحة الإجمالية للمسجد 49 متراً.