الكتـــــاب: فقه التحقيق.. من الصنعة إلى العلمالمؤلف: الدكتور فيصل عبدالسلام الحفيانالناشــــــر: سلسلة البصائر للبحوث والدراسات، أبو ظبي، 2023.يُعد الكتاب، الذي يقع في عشرة فصول، استثنائياً، لكونه لا ينشغل بما تنشغل به الكتب المعيارية التي كرست مسألة التحقيق صنعة، لُحمتها وسداها قواعد وضوابط وإجراءات، ليس وراءها ولا يحيط بها شيء، بل يقفز قفزاً إلى ما وراء ذلك، مدفوعاً بهاجس التأسيس لتلك المقاربة المركزية على أنها علم بحد ذاته. وتقول أطروحة الكتاب: إن التحقيق اليوم فَقَد سنده التاريخي المزدوج المتمثّل في علوم الحديث الشريف منهجاً، وعلم أدب العلم قِيماً؛ وإن الإطار الغربيّ (الفيلولوجي) لا يغنيه، وإن الاستعادة غير واردة، والاستعارة غير كافية، فلم يبقَ أمامنا إلا بناء سند جديد، ليس تاريخاً، ولا لغة؛ بل مزيج منهما، مؤيّداً بتعالقات معرفية. وقد حاك الكتاب أفكاره من خيوط التفكير النَّظري، المغزولة من مراجعة الأدبيَّات، واستشراف الآفاق. وقدّم مقولات جديدة، وأحياناً جريئة.الكتــــــاب: تفكر العالمالمؤلف: د.مونيس بخضرةالناشـــــر: دار خيال، الجزائر، 2023.أكثر من 418 صفحة من التفكير العميق، في نخبة من الأسئلة الفلسفية التي قاربتها عبر التاريخ شخصيات مكرّسة في المخيال البحثي العالمي. من (شوبنهاور) إلى (كانت) و(هيجل) و(جون ديوي) وغيرهم ممن كرسوا حياتهم البحثية/الفلسفية في طرح الأسئلة الكبرى ومُناقشتها من أجل رؤية أفضل للإنسان والعالم، وما ارتبط بهما من مطبات تاريخية وفلسفية حالت مراراً دون التصالح التاريخي مع اللحظة. اشتغال مُعمّق من الدكتور (مونيس بخضرة) على مدونة فلسفية ثرية وفق أحدث المقاربات التي من شأنها أن تنوّر البحاثة والطلبة وكل القرّاء.الكتـــــاب: إبراهيم القاضي وإسهامه في مجال الفنون اللطيفةالمؤلف: فيصل القاضيالناشـــــر: إسبيكينغ تايغرصدر في عام 2021 كتاباً عن مسيرة حياة إبراهيم القاضي وإسهامه في المسرحيات والأفلام والتصوير والفنون وغيرها في الهند ويحتوي على 256 صفحة و24 فصلاً، ألفه ابنه فيصل القاضي. ويتناول هذا الكتاب حياة إبراهيم القاضي الذي وُلد وترعرع في بيت تجاري عربي في بونا بالهند، وأسهم في تطوير المسرح الهندي. وكان والده حمد القاضي من التجار الخليجيين واستوطن في بومباي وبونا. وكانت شخصية إبراهيم متكونة من مزيج ثقافي هندي عربي. وتوفي إبراهيم القاضي بعد العطاء الثري، والإسهام الغني في المسرحيات والأفلام الهندية عام 2020م بنيودلهي، ودفن في مقبرة شهيرة واقعة قرب الجامعة الملية الإسلامية.وتناول المؤلف في هذا الكتاب هجرة التجار من الخليج العربي والجزيرة العربية إلى بومباي وبونا، ومساهماتهم الثقافية والحضارية في الهند وبروز إبراهيم القاضي من بينهم الذي غير مجرى المسرحية الهندية وأصبح أباً للمسرح الهندي. هذا الكتاب قيم وماتع وحافل بالأحداث التاريخة الهندية العربية.الكتـــــــاب: التمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرةالمؤلــف: قطب الدين النهرواليالمحقق: د.علي عبدالقادر الطويلالناشــــــــر: دار اللباب للنشر والتوزيع، بيروت، 2022.يُطبَع أول مرة محققاً عن نسختين خطيتين، وقد حوى الكتاب بين دفتيه 3491 بيتاً شعرياً من درر الشعر العربي وحكمه الفريدة، ألفه القطب النهروالي لسلطان المغرب الأقصى في زمنه: (الغالب بأمر الله). وجمع فيه من الأبيات المفردة ما يتمثل به في المحاضر، ورتبه على حروف المعجم، معتبراً أوائل الأبيات، وسماه أيضاً (تمثال الأمثال).وكان النهروالي من كبار رجال التاريخ والأدب في القرن العاشر الهجري، له مؤلفات باللغات الثلاث: العربية والفارسية والتركية. وهو واحد من أصحاب المكتبات الشهيرة في التاريخ، استمر قضاء مكة وفتواها في أسرته زهاء مئة عام. مولده سنة 917هـ ووفاته يوم 26 ربيع الثاني 990هـ. له ترجمة موسعة في أماكن متفرقة من المجلد الأول من (مجلة العرب).عبدالوهاب أبو سليمان (1935 - 2023)(أحاول أن أعمل ما يخلدني ويجعل لي حياة أخرى غير هذه الحياة). هذه جملة تركها لنا لأرشيف الثقافة السعودية.إنه عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان (1935 - 2023) فقيه ومؤرخ وأديب سعودي وعضو بهيئة كبار العلماء في السعودية وعميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً. حصل على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 2014.حصل على العديد من الشهادات العلمية، فقد تلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية بدار الأيتام في مكة المكرمة، التحق بعدها بالمعهد العلمي السعودي وتخرج فيه عام 1373هـ، ثم التحق بكلية الشريعة في مكة المكرمة وتخرج فيها عام 1377هـ، وقد درس على يد عدد كبير من علماء الحرم المكي الشريف، ولازم العلامة والفقيه والقاضي الشيخ حسن بن محمد المشاط المدرس بالمسجد الحرام لمدة سبع سنوات، ودرس على يده العلوم الشرعية مثل: الفقه وأصوله، والحديث وعلومه، كما درس على يديه علوم اللغة العربية مثل: النحو، والبلاغة والمنطق.وقد حصل على دبلوم التربية للمعلمين من الجامعة الأمريكية في بيروت وذلك عام 1382هـ، وتم ابتعاثه عام 1385هـ إلى جامعة لندن للدراسات العليا بقسم القانون المقارن، وحصل على درجة الدكتوراه عام 1390هـ، حيث أوصت اللجنة بطبع رسالته وتوزيعها على الجامعات، كما حصل على دبلوم في القانون الإنجليزي والدراسات الحقوقية في نفس الوقت الذي كان يحضر فيه رسالة الدكتوراه، وذلك من كلية مدينة لندن (City of London College).تولى عدداً من المناصب، سواء داخل المملكة أو خارجها، نذكر منها: عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز في الفترة بين 1391هـ حتى 1393هـ، رئاسة لجنة الاستئناف الجمركي للمنطقة الغربية، وذلك بوزارة المالية والاقتصاد الوطني في الفترة بين 1391هـ حتى عام 1396هـ، أستاذ وباحث في كلية الحقوق بجامعة هارفرد بالولايات المتحدة عام 1397هـ، حيث كان يلقي فيها محاضرات في الفقه الإسلامي.وكان يلقي محاضرات في القانون الإسلامي في جامعة بوسطن ومركز الأديان بجامعة هارفرد، وتم انتدابه أستاذاً زائراً في جامعة ديوك في نورث كارولاينا في 1401هـ، وأستاذاً زائراً بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وأستاذاً زائراً في الإمارات في كلية الدراسات العربية الإسلامية بدبي، وجامعة الشيخ زايد في أبو ظبي، وجامعة الإمارات بالعين، ومركز جامعة الماجد للبحوث والدراسات الإسلامية.من أهم العضويات التي حصل عليها: عضوية لجنة الترقيات العلمية في جامعة أم القرى منذ نشأتها حتى عام 1414هـ، عضوية لجنة معادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي في الفترة بين 1397هـ حتى عام 1404هـ، عضوية المجلس العلمي بجامعة أمر القرى في الفترة بين 1405هـ حتى 1414هـ، عضوية مركز التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، عضوية مجلس عمادة شؤون المكتبات بجامعة أم القرى.وكذلك كان عضو الهيئة الشرعية العالمية للزكاة في الكويت، وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة، وعضو جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية، وعضو جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، وعضو المجلس الاستشاري لمشروع الفقه المالكي بالدليل، وذلك بدار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي، وهو الآن عضو لجنة خبراء الموسوعة الفقهية بمجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعضو اللجنة العلمية بالبنك الإسلامي للتنمية بجدة.جورج سارتون 1884 - 1965أراد سارتون أن يؤلف كتاباً شاملاً من تسعة مجلدات عن تاريخ العلوم، واختار له عنوان (مقدمة في تاريخ العلوم). وأثناء إعداده المجلد الثاني، تعلم اللغة العربية وسافر في جميع أنحاء الشرق الأوسط كجزء من أبحاثه، وتفقد المخطوطات الأصلية لعلماء المسلمين. خلال الفترة التي قضاها في الشرق الأوسط، ساعد في إضفاء الطابع المؤسسي على مدرسة المستعربين الإسبان. حيث بدأ بالعمل معهم في عام 1928، بقيادة خليان ربيرة وأسين بلاثيوس. ساهم المستعربون الإسبان في إثراء مجلة إيزيس، ونشر سارتون بعض مقالاتهم في المجلة. كما شارك سارتون المستعربين الإسبان في وجهات النظر أكثر مما فعل مع مؤرخي العلوم الآخرين. كان لديهم وجهات نظر متشابهة حول كيف يتطور العلم. تبادل سارتون والإسبان أيضاً وجهات نظر مماثلة حول النظرية الفيزيائية المسماة بالانتشار.قاد سارتون مجموعة من العلماء الذين أصبحوا لاحقاً معلمين للإسبان. اعترف سارتون بأن جوليان ريبيرا كان المستعرب الإسباني الرائد. كان سارتون مهتماً أيضاً وكتب مقالات حول البحث الذي كان ريبيرا يعمل عليه حول انتقال الموسيقى الشرقية إلى الغرب. وأصبح لاحقاً مهتماً بمعرفة طريقة انتشار العلم بنفس اهتمام ريبيرا بطريقة انتقال الموسيقى من الشرق إلى الغرب؛ لأنه في العصور الوسطى، كانت الموسيقى مرتبطة بشكل عام بالرياضيات وجزء من التعاليم. كان سارتون واثقاً ومتأكداً بشدة من أن الإسهام الإسلامي في العلم كان العنصر الأكثر تأثيراً في تطور العلوم في العصور الوسطى في أوروبا، وكان غاضباً عندما تجاهلت دراسات العصور الوسطى الغربية هذه الحقيقة.جورج ألفريد ليون سارتون، كيميائي ومؤرخ أمريكي بلجيكي المولد. يعتبر مؤسس تخصص تاريخ العلوم بوصفه مجال دراسة مستقل. له إسهامات كثيرة في تاريخ العلوم، وأكثر أعماله تأثيراً هو كتاب (مقدمة في تاريخ العلوم)، والذي يتكون من ثلاثة مجلدات و4296 صفحة. سعى سارتون في نهاية المطاف إلى تحقيق فلسفة متكاملة للعلم، توفر صلة بين العلوم والإنسانية، مشيراً إليها باسم (الإنسانية الجديدة).أنشأ مجتمع تأريخ العلم الجائزة المعروفة بوسام جورج سارتون، تكريماً لإنجازاته، وهي الجائزة الأكثر رفعة، وهي تمنح سنوياً منذ عام 1955 إلى كل عالم بارز من مؤرخي العلم ينتخب من المجتمع العلمي الدولي، ويعد الوسام بمثابة تكريم للعالم المستحق لإنجازاته العلمية.لقد كان سارتون مؤسس سلسلة إيزيس وأوزيرس. وأشرف مع ماكدونالد على مجلة إيزيس للأعوام 1913 - 1946م، وتوالت مؤلفاته على النحو التالي:1927: مقدمة في تاريخ العلوم (من هوميروس إلى عمر الخيام). 1931: مقدمة في تاريخ العلوم (II. من الحاخام بن عزرا إلى روجر بيكون، الجزء 1-2). 1931: تاريخ العلم والإنسانية الجديدة، نيويورك. 1936: دراسة تاريخ الرياضيات ودراسة تاريخ العلوم، 1954 طبع دوفر. 1947/8: مقدمة في تاريخ العلوم (ثالثاً: العلم والتعلم في القرن الرابع عشر، الجزء 1-2، 1947-48)، بالتيمور: ويليامز وويلكينز. 1948: حياة العلم..مقالات في تاريخ الحضارة، حرره ماكس إتش فيش، نيويورك، هنري شومان. 1952: تاريخ العلوم، العلم القديم خلال العصر الذهبي لليونان، كامبريدج، ماساتشوستس: مطبعة جامعة هارفارد. 1959: تاريخ العلوم، العلم والثقافة الهلنستية في القرون الثلاثة الماضية قبل الميلاد، كامبريدج، ماساتشوستس: مطبعة جامعة هارفارد. 1965: دراسة تاريخ العلوم.الكتـــــاب: المكلل بفضائل الحكمة المتوج بأنواع الفلسفة، الممدوح بحقائق المعرفة.المؤلف: أغابيوس بن قسطنطين المنبجيدراســـــة: د. محمد عبدالخالق عبدالمولى.الناشـــــر: الهيئة العامة المصرية للكتاب، سلسلة التراث الحضاري، 2023م.يعد تاريح المنبجي الذي قام الدكتور محمد عبدالخالق عبد المولى بدراسته ونشرته سلسلة التراث الحضاري بالهيئة العامة المصرية للكتاب، هو واحد من أهم كتب التراث المسيحي العربي، ذلك التراث الذي أغفله معظم الدارسين والباحثين، فلم تُسَلَّط عليه الأضواء ولم ينظر إلى مؤلفات هذا التراث -التاريخية خاصة- بعين الاعتبار مع أنها تعد من المصادر المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في دراسة تاريخنا الإسلامي والمسيحي في مصر وبلاد الشام، بل وفي غيرها أيضاً، وبخاصة دراسة الأحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية للمسيحيين في ظل حكم الخلفاء الراشدين وحكم الدولتين الأموية والعباسية، وغيرها من الموضوعات المهمة في تاريخنا الإسلامي والمسيحي، فكان لابد من نفض الغبار عن هؤلاء المؤرخين المسيحيين وتسليط الأضواء على إسهاماتهم التاريخية ودراستها دراسة موضوعية تكشف ما بها من صدق أو زيف.لقد كان هذا الكتاب أحد المصادر التي اعتمدها بعض المؤرخين العرب والمسلمين، فأشادوا به وعدّوه من المصادر التاريخية المهمة، ويقف على رأس هؤلاء المؤرخين (المسعودي) (ت 346هـ/957م) الذي يقول في كتابه (التنبيه والإشراف): (وأحسن كتاب رأيته للملكية (يقصد أتباع المذهب الملكاني) في تاريخ الملوك والأنبياء والأمم والبلدان وغير ذلك كتاب محبوب بن قسطنطين المنبجي، وكتاب سعيد بن بطريق المعروف بابن الفراش المصري).كما كان هذا الكتاب من المصادر التي اعتمدها بعض المؤرخين المتأخرين، مثل: ابن شداد الحلبي (عز الدين محمد بن إبراهيم، ت سنة 684هـ/1285م) في كتابه (الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة)، وابن العميد (المكين جرجس بن العميد، ت عام 692هـ/1292م) في كتابه المعروف بـ(تاريخ ابن العميد).إن المصادر التاريخية المسيحية وإن كانت تميل -معظم الأحيان- إلى أن تخص أخبار الكنيسة والمجتمع المسيحي بأعظم قسط من عنايتها، فإنها تُعَدُّ دائماً مصادر عظيمة القيمة لتواريخ العصور التي عنيت بها، وتمتاز هذه المصادر بميزة خاصة، هي أنها تعنى عناية فائقة بتاريخ الدولة البيزنطية، وتفيض في تتبع أخبارها وعلائقها بالأمم الإسلامية إفاضة دقيقة ممتعة، وهذه ناحية لم تخصها الرواية الإسلامية دائماً بما يجب من عناية، بل تعتمد غالباً في تناولها على هذه الروايات المسيحية، ويرجع السر في ذلك إلى أن أغلب الكُتَّاب المسيحيين كانوا يعرفون السريانية واليونانية واللاتينية أحياناً، ومن ثم كان اتصالهم بالمراجع الأجنبية وثيقاً وانتفاعهم بها واضحاً.هكذا نرى أن تاريخ المنبجي والروايات التاريخية والكنسية بوجه عام، فضلاً عن قيمتها وأهميتها الخاصة في سرد أخبار الكنيسة والمجتمع النصراني، وشرح مواقفهما في مختلف العصور والمناسبات، فإنها تلقي الضوء على كثير من نواحي الصلة والعلائق بين الشرق والغرب والمسيحية والإسلام، فهي من هذا الجانب جديرة بالدرس والمراجعة.من خلال هذه المصادر نستطيع أن نفهم بوضوح موقف الكنيسة وموقف أوليائها حسبما يصوره لنا كتابها. ونستطيع بمراجعة أقوالهم وتعليقاتهم أن نقف على كثير من الموضوعات، التي لم تعن الرواية الإسلامية بشرحها واستيعابها، وبخاصة في العصور التي تتجه فيها السياسة الإسلامية إلى الضغط على الكنيسة والمجتمع المسيحي لظروف وعوامل خاصة، فهنا تبدو الرواية المسيحية متنفساً حقيقياً للتعبير عما يخالج الكنيسة ورعاياها من العواطف والآراء نحو المجتمع الإسلامي، وقد تُحْمَل الرواية المسيحية في هذه المواقف على المبالغة والإغراق في أحيان كثيرة، ولكنها تحتفظ مع ذلك بأهميتها وقيمتها في إيضاح كثير من المواقف التي تتجاهلها الرواية الإسلامية أو ترى فيها آراء أخرى.الكتـــــــاب: زمن الغضب، تأريخ الحاضر.المؤلف: بانكاج ميشرا.المترجم: معاوية سعيدوني.الناشـــــر: سلسلة عالم المعرفة، الكويت، 2023..يقدم المؤلف، تحليلاً دقيقاً ومعمقاً للأوضاع السائدة في العالم والتوجهات الفكرية والأحداث التي صاغته منذ عصر التنوير، رؤية جديدة لتطور العالم الحديث والمعاصر، وتقوم منهجيته على تتبع منابع الشعبوية والتطرف اللذين أصبحا يهيمنان على عصرنا، ويخلص إلى أن هذا الوضع مرده الإحباطات التي يشعر بها المهمشون الذين لم يجدوا ضالتهم في الحداثة كما تبلورت في العالم الغربي أولاً ثم انتشرت في العوالم الأخرى. يتجاوز المؤلف النظرة التجزيئية في تحليل الظواهر التي يشهدها العالم، وأبرزها صعود التيارات الشعبوية التي يمثل انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتصاعد ظاهرة تنظيم الدولة الإسلامية أبلغ صورها، ويرجع المؤلف كل هذه الظواهر، التي قد تبدو متباعدة ومختلفة، إلى مصدر واحد، فهي انعكاس للاستياء العميق لدى شباب يشعر بالتهميش بعد قرنين من التقدم الذي روج له فكر التنوير وجسدته الحداثة الليبرالية. يدحض المؤلف المقاربة التي تعتبر أن معضلات العالم تكمن أسبابها خارج الحداثة الليبرالية، أساساً على عاتق الإسلام وطبيعته العدائية المزعومة. ويذهب المؤلف أبعد من ذلك عندما يعتبر أن حركيات مثل القومية الثقافية، والإسلام السياسي، والتقدمية، والإرهاب، والفاشية، والتعددية، تضرب جذورها كلها في فكر التنوير نفسه. فالنموذج الذي صاغه وصدره الغرب الأطلسي والقائم على علمنة وتصنيع المجتمعات الحديثة، يحمل في طياته، وفقاً للمؤلف، بذور أزماته وربما فنائه، فالحداثة التي تعصف بالبني التقليدية تظل عاجزة عن الوفاء بوعودها بتحقيق المساواة والارتقاء الاجتماعي والسعادة والرفاهية، فتكون النتيجة أن يدب الغضب في نفوس شرائح عريضة من المجتمع ينتابها قلق عميق بشأن مصيرها، وتشعر بأنها مقصية من ركب التقدم. يلاحظ ميشرا أن الفوضى والعنف صاحبا بطبيعة الحال ظهور الرأسمالية الصناعية في العالم الغربي، مستشهداً بأحداث مثل الثورة الفرنسية وثورات 1848 والحرب العالمية الثانية. يجادل بأن بقية العالم يمر الآن بنفس سلسلة الصدمات وأن التوترات الجديدة الناتجة عن التنوير لم يتم حلها بعد حتى في أوروبا. ينتقد وجهة النظر القائلة أن الصراع في أوائل القرن العشرين كان انحرافاً يقطع تاريخاً طويلاً من التقدم المطرد والازدهار المتزايد، وبدلاً من ذلك يجادل بأن الفوضى مستوطنة في الحداثة. في النصف الأول من الكتاب، يسهب ميشرا في الخلاف بين الفلاسفة فولتير وجان جاك روسو، الذي عاش خلال القرن الثامن عشر عندما بدأت مُثُل التنوير والليبرالية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تكتسب زخماً في أوروبا. وفقاً لميشرا، كان روسو من بين أولئك الذين توقعوا بشكل أفضل المشاكل التي ستجلبها الحداثة: انعدام الجذور والمنافسة والمادية.يقدم ميشرا هذه النظرية في معارضة للنظريات التاريخية التي تنسب ضمناً في الغالب سمات إيجابية إلى الليبرالية الحديثة مثل كتاب فوكوياما نهاية التاريخ، والذي يجادل بأن الديمقراطية الليبرالية أصبحت بلا رجعة نموذجاً عالمياً، وأن نظرية صراع الحضارات لهنتنغتون، التي يجادل ميشرا أنها تشجع الإسلاموفوبيا. مع التعتيم على الأسباب الحقيقية للإرهاب الديني. المؤلف كاتب مقالات وروائي وشخصية سياسية اشتراكية هندية.، نشر روايتين. وهو كاتب عمود رأي في بلومبرج، ومساهم غزير في الدوريات الأخرى مثل الجارديان ونيويورك تايمز ونيويوركر ونيويورك ريفيو أوف بوكس. أدت كتاباته إلى عدد من الخلافات، بما في ذلك الخلافات مع سليل تريباثي ونيال فيرجسون وجوردان بيترسون. حصل على جائزة Windham-Campbell 2014.
غزل النساء في الأدب العربي.
العلاقة التفاعلية بين الإنسان والمكان.
عفاريت قلبت الموازين .
مدينة كان الفرنسية.. العاصمة الأوروبية للسينم.
الغش في مجتمع البحث العلمي.
حكاية قصيدة: المتنبي يعاتب سيف الدولة.
عجائب الانطوائية المجهولة.
الجرافيتي إشكالية الرفض والقبول.
الطبول عالم من السحر الفرعوني الخالد.
حُسن القول يعفي من القتل.
ذوائب النساء في الشعر العربي.
سمرقند تراث لا يضيع.
محطة مهملة على سكة الحياة.
الأعياد في مصر القديمة.
المخرج فيصل العتيبي: الرؤية والمهارة والشغف ا.
الجزر الأخير.
أطْلِقْ رَصاصك.
لا بد من تربية علمية مبكرة (1).
حبر من السذاجة.
كيكا بائع البخور.