مجلة شهرية - العدد (584)  | مايو 2025 م- ذو القعدة 1446 هـ

سعف النخيل في السودان خيوط التراث الممتدة عبر الزمن

يزخر السودان بما فيه من مساحات شاسعة وثقافات متعددة بالكثير من الحرف اليدوية المليئة بالمعاني والمضامين الفنية والتاريخية المستقاة من الطبيعة الساحرة والموروث الثقافي العتيق المتعدد الروافد، والذي أضاف بدوره للمعارف الإنسانية والقيم الجمالية المبدَعة التي مازالت تحكي عن ماضيها للأجيال عبر الفنون الحرفية التي أنتجتها متطلبات الإنسان في الحياة.
ومن أقدم تلك الحِرَف اليدوية التي عرفتها الشعوب السودانية، تلك الأدوات والمعدات الموجودة داخل البيت السوداني، وقد تمت صناعتها من سعف النخيل، ولها أسماء عديدة، تتفق وتختلف وفق البيئة.
فمنتجات السعف مثلاً، تعد هي الأكثر انتشاراً في الماضي وحتى حاضرنا اليوم، في الريف والحضر، فبالرغم من أنها حِرَفٌ يدوية متعددة كانت حِكراً على النساء، إلَّا أن الرِّجال كانوا يسهمون في جلب موادها التي تتطلب السَّفر أحياناً وتحتاج إلى الجهد والمشقة، ومن ثم يقومون بأخذ المنتج للأسواق ليتم بيعه ومن ثم نقله بين كثير من المدن داخل السودان المترامي الأطراف.
فلنأخذ مثلاً المنتجات التقليدية المختلفة الأشكال والأحجام كـ(البروش) و(الطباقة) فهي مصنوعة من سعف النخيل، فبالتأمل نَجِد أن المرأة السودانية تبرز وتبدع في صناعتها، وذلك بفطرتها السليمة وإمكاناتها الفنية وخبراتها المتراكمة بمعايشتها لطرائق التصنيع، وتفاعلها غير المنقطع مع التراث، وكأنها تستشعر مسؤوليتها التاريخية والاجتماعية تجاه هذا الإرث الثقافي المهم الذي تخشى عليه من الاندثار، لذلك نجدها تبدع دائماً في تصميم الأشكال والرموز بالألوان المحببة من الأصباغ لدى المجتمعات السودانية.

ذو صلة