مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

أغنيات للوطن

تهديك الأرض سحرها
ويحط على كفك عطرها
ترنح خطاها حين تسري
إليك
تسدل خصلة الشهد
على ساعديك
حين تتعبها همسات المساء
ثم تمضي
يغيبها الضوء
فلا يبقى من طيفها ومضة
ولا يبقى منها سواك
لأمر تسأل صوتها
تهمس بالصدى
فيطوي المدى أغنيات
وتدلق فوق ثنايا الشفاه
أغنية ذابلة
لكنها في السماء
ووحدك تغازل الأمنيات
وتوهم سمعك
أن الأرض غنت لك
حين كان الغناء لخصب
الحقول...
والعرس والسنبلات
لأمر يغافلك لونها
سمرة أم حرير
عنب رائحته الدوالي
أم نرجس بلدك أريج
أذبل الشمس بنسغه
فاكتفت من لظاه
بروح العبير
وتعرف أرضك لألوانها
وسحرها
فترشق في الشعر رقة
لفراش
وفي العصر حيث يأوي الحمام
تنبت وردتان
وتسأل البحر عن خطاها
كيف ارتدته الرمال
وكيف الشطوط اشتهت
سحرها
وكيف الأمسيات أهدت
لأرضك
رضاب الأصيل
إنك الحلم تسري بنسغ
الحروف
فتكتب اسمك لرحيق الزبد
تحكي لأرضك
وشوشات النغم
فيلمع البرق بين أناملها..
ويكتظ بالظل حبر القلم
نشوة مسكرة
كأسها صورة للمعاني..
ومبنى الرؤى
ودعوة للمنى
تراقصك أرضك
تعلم اللحن كيف تكون
الخطى
هفهفة
كيف يصير الجسد
لغة من عطور البلد
لفتنة جامحة
في جموح الحنين
وتعرف أرضك
أن رقصها
لغة مغلقة
وأنك تفهم مهما اللغات احتفت بالغموض
وأنك في هواها تحمل
عينيها..
وتسدل الشعر أرجوحة للعبير
ومهما العيون احتلت
سحرها
ودبجت في طفرها رائعات
القريض
يظل لرقصها ألف معنى
وتبقى لوحدك
بيت القصيد
سلام لأرضك
لرمانها المشتهى
لأساورها الصادحة بالهديل
لغفوة الطير بين أهدابها
سلام لأرضك
في البدء
والمنتهى

ذو صلة