تهديك الأرض سحرها
ويحط على كفك عطرها
ترنح خطاها حين تسري
إليك
تسدل خصلة الشهد
على ساعديك
حين تتعبها همسات المساء
ثم تمضي
يغيبها الضوء
فلا يبقى من طيفها ومضة
ولا يبقى منها سواك
لأمر تسأل صوتها
تهمس بالصدى
فيطوي المدى أغنيات
وتدلق فوق ثنايا الشفاه
أغنية ذابلة
لكنها في السماء
ووحدك تغازل الأمنيات
وتوهم سمعك
أن الأرض غنت لك
حين كان الغناء لخصب
الحقول...
والعرس والسنبلات
لأمر يغافلك لونها
سمرة أم حرير
عنب رائحته الدوالي
أم نرجس بلدك أريج
أذبل الشمس بنسغه
فاكتفت من لظاه
بروح العبير
وتعرف أرضك لألوانها
وسحرها
فترشق في الشعر رقة
لفراش
وفي العصر حيث يأوي الحمام
تنبت وردتان
وتسأل البحر عن خطاها
كيف ارتدته الرمال
وكيف الشطوط اشتهت
سحرها
وكيف الأمسيات أهدت
لأرضك
رضاب الأصيل
إنك الحلم تسري بنسغ
الحروف
فتكتب اسمك لرحيق الزبد
تحكي لأرضك
وشوشات النغم
فيلمع البرق بين أناملها..
ويكتظ بالظل حبر القلم
نشوة مسكرة
كأسها صورة للمعاني..
ومبنى الرؤى
ودعوة للمنى
تراقصك أرضك
تعلم اللحن كيف تكون
الخطى
هفهفة
كيف يصير الجسد
لغة من عطور البلد
لفتنة جامحة
في جموح الحنين
وتعرف أرضك
أن رقصها
لغة مغلقة
وأنك تفهم مهما اللغات احتفت بالغموض
وأنك في هواها تحمل
عينيها..
وتسدل الشعر أرجوحة للعبير
ومهما العيون احتلت
سحرها
ودبجت في طفرها رائعات
القريض
يظل لرقصها ألف معنى
وتبقى لوحدك
بيت القصيد
سلام لأرضك
لرمانها المشتهى
لأساورها الصادحة بالهديل
لغفوة الطير بين أهدابها
سلام لأرضك
في البدء
والمنتهى