مجلة شهرية - العدد (571)  | أبريل 2024 م- رمضان 1445 هـ

محمد علي الشواف

محمد علي الشواف

طبيب مرحلة التأسيس

د.عبدالكريم إبراهيم السمك: الرياض

 

خبر عودة الدكتور الشواف إلى المملكة بعد أن قطع زيارته لحماة

 

خطبة المندوب السعودي الدكتور الشواف في مؤتمر الرمد الدولي

الشواف  مع الملك عبدالعزيز 

في صباح اليوم السابع من شهر جمادى الأولى لسنة 1344هـ - الموافق 17 / 12 / 1925م؛ دخل الملك عبدالعزيز جدة، فاتحاً لها، سِلماً بعد حصار لها طال قرابة العشرة شهور، وقبل دخوله لها أعطى الأمان لكل من فيها، من أهلها وغير أهلها، من الموجودين على أرضها، وممن كانوا يعملون فيها أطباء، كالدكتور خالد الخطيب، والدكتور محمد علي الشواف. وقد التقوا بالملك ورحب فيهم، طالباً منهم الاستمرار في عملهم أطباء، لكن دواعي الثورة في سوريا وبخاصة في مدينة حماة، جعلت الدكتور الشواف والدكتور الخطيب يعتذران للملك عبدالعزيز، بقصد اللحاق بركب الثورة ضد المستعمر الفرنسي، فقبل الملك رجاءهم متمنياً لهم ولسوريا الخير، فكان هذا أول لقاء تعارف للدكتور الشواف مع الملك عبدالعزيز رحمه الله ارتبط بفتح جدة.

العلاقات النجدية السورية

رحم الله الشيخ فوزان السابق الفوزان، أول وكيل للملك عبدالعزيز في سوريا، فمن خلال وجوده في دمشق، ذهب في مدِّ جسور التواصل مع وجهاء دمشق ورموزها السياسية، إضافة لعلمائها، وكان ذلك في الربع الأول من القرن العشرين، وقد ترتب على هذه العلاقات في التواصل مع السوريين،تجاه مستقبل واعد في تنمية العلاقات النجدية السورية، ففي 19/ 7/ 1920م، أعلن المؤتمر السوري العام، خلع الملك فيصل بن الحسين عن ملك سوريا، وذلك قبل ستة أيام على معركة ميسلون، وجاء خلعه رداً على سياسته التي وافق من خلالها على وعد بلفور في تهويد فلسطين، إضافة لموافقته على حكم سوريا في ظل الاستعمار الفرنسي لها، هذه الصورة وقف عليها مرافقه فائز الغصين، الأمر الذي دفعه إلى الانسحاب من المؤتمر والاستقالة من عضوية الوفد المرافق لفيصل، هذه الصورة كان الغصين قد نقلها عن فيصل للسوريين، الأمر الذي دفع السوريين لخلعه عن ملك سوريا.

ما دفع بأبناء الشام إلى مد جسور التواصل مع الملك عبدالعزيز، وكان شكري القوتلي رئيس حزب الاستقلال في طليعة هذا التواصل، فقد أرسل إلى الرياض سنة 1922م كلاً من الدكتور محمود حمدي حمودة، والمهندس خالد الحكيم، للتشاور مع الملك عبدالعزيز في قضايا تخص البلدين، وقد التقيا بالملك عبدالعزيز يومها، وطلب الملك منهما البقاء في الرياض، فامتثل الدكتور حمودة للطلب، بينما قصد الحكيم سوريا، حاملاً رسالة الملك للقوتلي، وفيها طلب الملك من القوتلي أن يرسل له نخبة من الفنيين السوريين، إضافةً لأطباء ومعلمين، وقد قدم الشيخ يوسف ياسين نفسه لشكري القوتلي، في رغبته بالذهاب لنجد، وقد سافر عبر العراق والبصرة، ووصل الرياض وسط سنة 1923م، وكان قد سبقه كذلك الدكتور مدحت شيخ الأرض، والدكتور حمودة، وقد حظي الشيخ يوسف ياسين بحفاوة الاستقبال من الملك.

وعلى واقع نكبة ثورة سنة 1925م، والإجرام الفرنسي؛ فقد قصد القوتلي مصر، وفي مصر نقل لإخوانه السوريين في القاهرة، حالة الدمار والخراب والقتل التي نزلت بسوريا وأهلها، ومن مصر قصد الحجاز وكان بمعيته صبري العسلي لتأدية فريضة الحج، وتهنئة الملك عبدالعزيز بتوحيد الحجاز بنجد، وقد رحب الملك بالقوتلي ورفيقه العسلي، وقد سمع منه عن الحال الذي نزل بسوريا عامة ودمشق خاصة، ووعده الملك بدعم المجاهدين السوريين بالسلاح الألماني، بحيث ينقله من ينبع إلى الشام عبر الجمال.

وفي صورة أخرى من صور التواصل المؤيد لسياسة الملك عبدالعزيز في توحيد الحجاز بنجد؛ فقد وجه الملك عبدالعزيز الدعوة لعلماء الشام لحضور مؤتمر مكة الإسلامي للمشاركة في تسوية قضية الحرمين والتشاور فيها، وقد تم حضور الشيخ بدر الدين الحسني محدث بلاد الشام، والشيخ محمد كامل القصاب والشيخ محمد رشيد رضا والشيخ محب الدين الخطيب، وباركوا مع إخوانهم علماء المسلمين سدانة الملك عبدالعزيز على الحرمين الشريفين، لما لمسوه من حالة الأمن والأمان الذي يعيشه الحجاز في ظلِّ إدارة السلطة السعودية له، ثم تتالت دفعات الفنيين والأطباء في الوصول إلى مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، فقد وصلها كل من الدكتور أمين رويحة، والعقيد فوزي القاوقجي لتنظيم وبناء الجيش السعودي، وعادل العظمة، والدكتور رشاد فرعون.

الشواف مولده ونشأته

في مدينة حماة السورية كان مولد الدكتور محمد بن علي بن خالد الشواف، وذلك سنة 1318هـ -  30/ 9 / 1900م، وقد عرفت حماة بطابعها العشائري والأسري، كما وصفت حماة بخصوصية المحافظة والتدين. ولكونها تقع على سيف البادية الشامية؛ فهي تتمتع بهواء نقي وطبيعة زراعية لوفرة الماء فيها، فعلى شاطىءِّ عاصيها تنتشر البساتين الخضراء، وتجمل المدينة نواعيرها، التي كما قيل بأنها من أسمى حضارات الشرق التي اختصت فيها حماة، والتي يعود تاريخ نشأتها إلى (2500) سنة، وينسب لها الكثير من أعلام التاريخ الروماني والعربي والإسلامي، فهي تنسب إلى ملكها أبو الفداء الأيوبي، وإليها ينسب ياقوت الحموي، الذي فاقت شهرته العالم. وعاشت حماة عصرها العلمي الذهبي ما بين سنوات (600 – 900هـ).

أما عن نشأة الدكتور الشواف، ففي مدارس حماة الابتدائية والمتوسطة درس المرحلتين، ولعدم وجود المرحلة الثانوية في حماة، فقد قصد حمص ودرس فيها المرحلة الثانوية، وبعد حصوله على الثانوية قصد دمشق لدراسة الطب فيها، حيث تم افتتاح معهد الطب العربي سنة 1918م، بديلاً عن مدرسة الطب التي أنشأها والي دمشق ناظم باشا بتوصية من السلطان عبدالحميد سنة (1313هـ - 1895م)، وبعد تخرجه قصد الحجاز للعمل فيه بمعية ابن موطنه حماة، الدكتور خالد الخطيب، وذلك قبل حصار جدة، أي سنة (1924م). ومع انهيار الدولة الهاشمية، ودخول الملك عبدالعزيز جدة بقواته؛ فقد التقى الملك بالدكتور الشواف والدكتور الخطيب كما سبق الحديث، وسيترتب على هذا اللقاء تبعات مستقبلية في العلاقة بين الدكتور الشواف والملك عبدالعزيز، وقد تمثل ذلك في عودة الدكتور الشواف لنجدٍ، ليكون في مجموعة فريق العمل في كنف ورعاية الملك عبدالعزيز رحمه الله.

الشواف وثورة حماة ضد الاستعمار الفرنسي

وصل الدكتوران الشواف والخطيب لحماة قادمين من الحجاز، والثورة بعدها لم تشتعل في حماة، حتى إذا كان يوم (4/تشرين أول/1925م)، والذي هو موعد الثورة في حماة، اشتعلت الثورة بقيادة القائد فوزي القادقجي، واستمرت طوال اليوم، وقد وصلت لحماة النجدات العسكرية الفرنسية، للقضاء على الثورة، وأقلقت ثورة حماة الإنجليز والفرنسيين على السواء، فهي رابع المدن السورية في كبرها، وتعتبر عموماً المدينة الأكثر محافظة من الناحية الدينية، والأكثر عداءً ظاهرياً للفرنسيين والإستعمار في البلاد، وجاءت ثورة حماة، امتداداً لثورة الدروز، حتى تخفف عن الدروز الحملة العسكرية الفرنسية، ولم يكن أمام الفرنسيين من خيار سوى استخدام الطيران الفرنسي وقصف المدينة قصفاً تدميرياً. بعد وصول المساعدات العسكرية الفرنسية، تم تدمير سوقين كبيرين، إضافةً إلى (150) دكاناً، وخراب ثلاثة أحياء، وقتل (363) مواطناً حموياً، وكان بينهم الدكتور صالح قنباز الذي كان يعالج الجرحى خوفاً من تأجيج الحمويين الثورة في سوريا.

وعلى واقع الدمار الذي شهدته حماة، فقد انتقل الثوار إلى دمشق الشام، وكان من بينهم الدكتور الشواف، الذي نزل فيه حكم بالإعدام هو ومجموعة كبيرة من إخوانه الحمويين، وفيما بين الغوطة وجبل الدروز أمضى قرابة السنة مجاهداً مع إخوانه، المعروفين د.الخطيب والصحفي منير الريس والقائد سعيد العاص الحموي. وعلى واقع تراجع الثورة السورية في الغوطة والسويداء، فقد قصد قادة الجهاد الأزرق في شرق الأردن، لكن السلطات الإنجليزية هناك لاحقتهم بقصد إخراجهم من شرق الأردن، فتوجه المجاهدون من الأزرق إلى وادي السرحان وقريات الملح، حيث استجاروا بالملك عبدالعزيز، والدكتور الشواف كان واحداً منهم، إذ قصد بعد وصوله قريات الملح الرياض، وعند وصوله رحب فيه الملك عبدالعزيز ترحيباً يليق به، لما وجده فيه من شهامةٍ وكرامة نفس.

وبوصول الدكتور الشواف إلى الرياض، بدأت  مرحلة جديدة من حياته في كنف وجوار ومعية الملك عبدالعزيز رحمه الله.

آل الشواف.. نسبهم وأصولهم

أسرة آل الشواف، من الأسر الكريمة التي خرجت من نجد القصيم، أيام الهجرات التي ترجع إلى أربعة أو خمسة قرون، واستوطنت بلاد الرافدين، وانتشرت الأسرة في مناطق العراق، في ظل حكم العثمانيين، فسكنوا بغداد والموصل وجزيرة ابن عمر.. وغيرها من المناطق، وعلى واقع الحروب العثمانية- الصفوية، في سنوات (1131 – 1156هـ - 1718 – 1843م)؛ هاجر آل الشواف من الموصل إلى المدن الشامية، وكانت حماة دار هجرتهم واستيطانهم لها، وترتبط بأسرة آل الشواف العراقية صلة قرابة ونسب، والدكتور الشواف يعتبر من الجيل الخامس لهذه الأسرة، في حماة ، وقد لمعت أسماء عدد من أبناء شواف العراق كعلماء وسياسيين وعسكريين، وترجم المحامي عباس العزاوي في كتابه (عشائر العراق) في الجزء الرابع منه وفي الصفحة (201)، لأسرة الشواف الحموية، وقرابتها للعراقيين من آل الشواف.

النهضة الصحية في عهد الملك عبدالعزيز

لا ينكر أحد اهتمام الملك عبدالعزيز رحمه الله، بعد توحيد الحجاز بنجد، بقضية النهضة الصحية، إذ كانت في طليعة اهتمامه خلال سياسة بناء مؤسسات الدولة. وجاء الاهتمام بالرعاية الصحية لصلتها المباشرة بالمواطن السعودي، ويلحق فيها القضايا المساعدة مثل توفير المياه الصحية النظيفة، سواء في تحلية مياه البحر أم في حفر الآبار، إضافة لإقامة المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى مناطق المملكة، وافتتاح مدارس معنية بتخريج فنيين في الشؤون الصحية، ولا يغيب عنا قضية البعثات العلمية إلى مصر، إضافة لفتح باب التعاقد في استقدام أطباء للعمل في المملكة.

وحيث إن المملكة كان ينقصها أطباء متخصصون في طب الرمد- العيون، فقد انتدب الملك عبدالعزيز، الدكتور محمد علي الشواف إلى تركيا لدراسة طب العيون، وبعد عودته أصبح هو الطبيب الأول في طب العيون، وذلك ما بين سنتي (1934 – 1936م)، وتم تكليفه من قبل الملك في العمل بإدارة شؤون صحة الرياض. وعلى واقع اهتمام الملك عبدالعزيز في الشؤون الصحية، نهضت الرعاية الصحية نهضة كبيرة في سائر أنحاء المملكة، من خلال انتشار المستشفيات والمراكز الطبية في سائر مناطقها، وفي العقد الرابع من القرن العشرين، انفتحت الإدارة الصحية السعودية على الإدارات الصحية في العالم لتبادل الخبرات، والوقوف على التطور العلاجي الدولي، في الدول المتقدمة في العالم آنذاك، وقد تمثل ذلك في مشاركة المملكة في المؤتمرات الدولية الطبية، وكان منها طب الرمد، إذ وجهت حكومة مصر سنة 1937م، الدعوة للمملكة في المشاركة بمؤتمر طب الرمد الخامس عشر بالقاهرة، واستجابت الحكومة السعودية لطلب المشاركة، فكلف الملك عبدالعزيز الدكتور محمد علي الشواف لحضور المؤتمر.

مؤتمر الرمد الدولي في مصر

حفظت لنا جريدة أم القرى الرسمية، في ذاكرتها خبر هذا المؤتمر، وكان المؤتمر الخامس عشر الذي تشهده مصر، وقد شاركت فيه المملكة تلبية للدعوة، ورغبة في الانفتاح على الشؤون الصحية في جميع أنشطتها، في الدول المتقدمة في العالم، إذ حمل العدد (634)، خبر الدعوة من الحكومة المصرية لحكومة المملكة للمشاركة، كما حمل العدد رقم (669)، كتاب تكليف الملك عبدالعزيز للدكتور الشواف للمشاركة في المؤتمر، وحمل العدد (677)، خبر سفر الدكتور الشواف على الطائرة المصرية (البراق) إلى القاهرة.

مجلة الرابطة العربية ومؤتمر الرمد

غطت مجلة الرابطة العربية المؤتمر، والتمثيل السعودي فيه، ففي العدد الصادر يوم الأربعاء - القاهرة- 6 جمادى الأولى 1356هـ - 14 يوليو 1937م رقم العدد (58) السنة الثانية صفحة (11)، في صفحة صور الأسبوع؛ حيث جاءت صورة الدكتور الشواف، وعلق أمين سعيد على الصورة بالعبارة التالية: مجاهد سوري؛ حضرة الدكتور المجاهد علي الشواف الطبيب الخاص لجلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، وأحد الأحرار السوريين الذين حكم عليهم بالإعدام في زمن الثورة السورية، وهو عائد إلى وطنه بعد غياب (12) سنة، وقد أقيمت له حفلات تكريم في مكة، كما احتفل إخوانه في مصر، وما لبث أن يبرحنا إلى سوريا. وفي العدد (79) الأربعاء (12 شوال 1356هـ - 15 ديسمبر 1937م السنة الثانية صفحة (8-9) مؤتمر الرمد الدولي: اكتشافات خطيرة يصل إليها المؤتمر.. قدمت المجلة لنا خبرين عن الدكتور الشواف، الأول خبر سفره لزيارة أهله في حماة، والثاني كلمته التي ألقاها في ختام المؤتمر باسم المملكة العربية السعودية، عدد الأربعاء 19 شوال 1356هـ - ديسمبر 1937م. السنة الثانية العدد (80) صفحة (30-31)، وجاءت كلمته في الحفلة الختامية للمؤتمر، وهي الكلمة العربية الوحيدة التي ألقيت في المؤتمر، وأهداها لمجلة الرابطة العربية لتقوم بنشرها.

زيارة الدكتور الشواف لموطنه حماة

كان الدكتور الشواف كما سبق في لقائه الأول بالملك عبدالعزيز، عندما طلب منه البقاء على رأس عمله في جدة فاعتذر له لدواعي الثورة السورية سنة 1925م، وبسبب الثورة واشتراكه المباشر فيها فقد صدر بحقه حكم بالإعدام، ثم سقط الحكم عنه مع معاهدة سنة 1936م، أيام حكومة ليوم بلوم، وقد امتد غيابه عن بلاده 12 سنة، وبينما هو في مصر مشارك في مؤتمر الرمد استأذن الملك عبدالعزيز في زيارة أهله وبلده، وقد سمح له الملك بالزيارة، وبوصوله جرت استقبالات حافلة في حماة، وأقيمت له حفلة كبيرة تكلم فيها الخطباء والأدباء والشعراء. ومن القصائد التي حملها الدكتور الشواف ونشرت في جريدة أم القرى، في واحدٍ وثلاثين بيتاً أثنى فيها شاعر حماة بدر الدين الحامد على جهاد الدكتور وجود أخلاقه وأدبه ونشرت جريدة أم القرى الصادرة في 1 رمضان 1356هـ - 5 نوفمبر 1937م، الصفحة 6 العدد (674)، القصيدة  وفي الكشاف التحليلي 4890 الصفحة 476، مجلد أول.

وانتهت زيارته لحماة في وداع كريم والدعاء له، وعاد بعد تكريمه لبلده المملكة العربية السعودية، عبر مصر، حيث استقل الطائرة التي أقلته إلى القاهرة لحضور المؤتمر.

المهام الإدارية التي تبوأها بتكليف ملكي:

- ملازمته ومرافقته للملك طيلة عدد من السنوات الأولى في رحلاته الملكية.

- نقله من إدارة مكة الصحية إلى الأمانة العامة الصحية في مدينة الرياض.

- نقل من الرياض إلى المدينة المنورة مديراً للشؤون الصحية فيها 1943م.

- رافق ولي العهد السعودي الأمير سعود في زيارته الملكية إلى سوريا ولبنان، والمؤرخة في 1 / 8 / 1372هـ - 15 /4 / 1953م.

- كان مقدم الحفل الملكي الخاص بوضع حجر الأساس لمستشفى الملك عبدالعزيز في مكة المكرمة بعد عودة الملك عبدالعزيز من زيارته الكريمة لمصر والمؤرخة 2 / 3 / 1364هـ  -  14/ 2 / 1945م. وقال كلمة مطولة مرحباً بالملك عبدالعزيز، وفيها أثنى على النهضة الصحية التي عمت المملكة في ظل رعاية الملك لها رحمه الله.

- مرافقته للقوات السعودية المشاركة في حرب فلسطين لسنة 1948م.

كان الدكتور محمد علي الشواف رحمه الله، صاحب ولاء ووفاء لقضايا أمته العربية، وبخاصة قضية فلسطين، فقد رغب في مرافقة القوات السعودية الذاهبة لحرب فلسطين، وقد بارك له الملك عبدالعزيز هذه الرغبة، وسمح له بذلك، وقد قصد الدكتور الشام حيث تواجد القوات السعودية، والتي شاركت في حرب سنة 1948م.

أبناء الدكتور الشواف في خدمة المملكة

ترك الدكتور الشواف من خلفه أسرة كريمة، تتكون من ثلاث إناث وخمسة ذكور، وجميعهم كانوا في خدمة الوطن، على الخطى التي سار عليها في صدق الولاء والوفاء للوطن وولاة الأمر، فكانوا خلفاً كريماً لسلفٍ عظيم رحمه الله، وهم على التوالي:

- زياد: التحق بوزارة الخارجية وعمل سفيراً لبلاده حتى وفاته رحمه الله في 27 محرم سنة 1411هـ - 18 / 8 / 1990م.

- الدكتور المهندس طارق: غني عن التعريف، فهو صاحب مكتب الخدمات الاستشارية السعودي (سعود كونسلت)، وترك مكتبه بصمات في معظم مشاريع الدولة الإنمائية والإنشائية، تمشياً مع سياسة التطوير والبناء العمراني الذي عرفته المملكة، خلال الربع الأخير للقرن العشرين وحتى يومنا الذي نعيشه.

- سعود محامي ومستشار قانوني.

- حسان، كان على وظيفة سفير في وزارة الخارجية، وآخر عمل له كان مديراً عاماً لمكتب سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. ثم تم تعيينه مستشاراً في سفارة المملكة في واشنطن.

- خالد رجل أعمال.

وفاة الدكتور الشواف رحمه الله

لكل أجل كتاب، فقد كان رحمه الله الممثل والمشارك الرسمي في جميع اللقاءات الخاصة بطب الرمد الذي يعقد في مصر من تاريخ أول مشاركة من سنة 1937م، وفي آخر لقاء سنة 1954م، حيث أصيبت إصبعه بالتهاب فذهب في علاجه وأخذ حقنة بنسلين لها، وترتب على أخذه الحقنة صدمة تحسسية أصابته أودت بحياته رحمه الله، وذلك في أواخر رمضان سنة 1374هـ - 2 / 4 / 1954م. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وبوفاته فقد البلاد رائداً نهضوياً في باب النهضة الصحية في البلاد.

 

ذو صلة