كان الصحفي المشاء شاباً وسيماً، يمتلك ابتسامة ساحرة تجذب من حوله. يحمل دائماً دفتره الصغير وقلمه، ويجلس على الشاطئ يراقب البحر ويفكر في قصصه التالية. يمتلك روحاً متجولة وقلباً مفتوحاً للحياة، ويعشق التقاط اللحظات الصغيرة التي تغير كل شيء.
وبينما كان الصحفي المشاء يجلس على الشاطئ، يحاول أن يجد الإلهام لكتابة تقريره عن الندوة الفكرية التي حضرها، وقفت بجواره فتاة ذات جمال ساحر قد لمحها في ذات الندوة، ابتسمت في وجهه، وبادلها الابتسامة. كانت تحمل في يدها كتاباً، وتنظر إلى البحر بعمق. قال لها الصحفي: (ماذا تفعلين هنا؟) قالت: (أبحث عن القصص الجميلة). فقال لها: (أنا أكتب القصص، دعيني أخبركِ عن قصصي).
ابتسمت وأنا أنظر إلى دفتري الصغير، ثم قلت لها: (أكتب عن الحياة، عن اللحظات الصغيرة التي تغير كل شيء. أكتب عن البحر، عن موجاته التي تأتي وتذهب، وعن الجميلات اللواتي يمررن في حياتي كالنسيم. وأكتب عن نفسي، عن رحلتي في البحث عن القصص التي تلامس القلب. واليوم، أكتب عنكِ، عن ابتسامتكِ التي أضاءت شاطئنا المعتم).
نظرت إليّ بدهشة، ثم ابتسمت مرة أخرى وقالت: (هيا، أكمل قصتك). فبدأت أكتب لها عن اللحظة التي التقينا فيها، عن البحر الذي كان خلفنا، وعن الندوة الفكرية التي حضرناها. كتبت لها عن الحياة، عن الحب، وعن كل شيء جميل رأيته في تلك اللحظة.
وبينما كنت أكتب، شعرت أن القصة تتشكل أمامي، وأن الكلمات تتدفق من يدي كالماء. وعندما انتهيت من الكتابة، نظرت إليها وقرأت لها القصة. ابتسمت مرة أخرى، وقالت: (أنتَ حقاً صحفي مشاء، تكتب القصص بكل جمال).