مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

(أمواج التغيير) نافذة سعودية نحو العالم

بعد أيام قليلة يبدأ العرس السينمائي الممثل في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي يقام في منطقة البلد في محافظة جدة.
وتعد هذه الفعالية حدثاً تاريخياً بالنسبة لكل صناع السينما، وللجمهور السينمائي عموماً، فهو مهرجان سينمائي توجد فيه آخر العروض السينمائية العالمية، وفرصة كبيرة لمشاهدة تجارب سينمائية مختلفة ما بين أوروبية وآسيوية وعربية، وفيه العديد من آخر إنتاجات السينما العالمية هذا العام، مع العديد من الأفلام النوعية التي تعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وهي فرصة لمشاهدة تجارب سينمائية متنوعة لا تعرض عادة في صالات السينما التجارية، وأجمل ما في هذه المهرجانات السينمائية هي النقاشات والندوات التي تقام بجانب هذه العروض، إضافة إلى العلاقات التي تكون خلف كواليس هذه المهرجانات، فمخرجون كثر وكتاب وممثلون أيضاً قاموا بأعمال سينمائية عظيمة نتيجة اللقاء في مثل هذه المهرجانات.
وسينما ناشئة وحديثة كالسينما السعودية مهم جداً لها مثل هذه العلاقات وهذا الاحتكاك والتجارب والخبرات التي ستعود عليها بالفائدة الكبيرة وتختصر عليها سنوات من التجارب والأخطاء.
وفرصة مهمة كذلك لتعرض وتشاهد الأفلام السعودية على نطاق واسع عربياً وعالمياً، فوجود 28 فيلماً سعودياً في المهرجان ما بين قصير وطويل، تجربة مهمة لصانع الفيلم السعودي لسماع وجهة نظر مختلفة قادمة من بيئة مختلفة.
جهود كبيرة يقوم بها صناع المهرجان، وأهم ما يميزهم الإيجابية والحماس مطعماً بوجود خبرات كبيرة. ورغم الضربة القوية التي حدثت لهم قبيل الدورة الأولى وإلغائها بسبب جائحة كورونا إلا أنهم مازالوا يعملون بإيجابية وحماس وترى نجاح المهرجان في أعينهم.
وجود صانع الفيلم في هذا المهرجان هو مهم جداً، لكن الرهان الحقيقي والضمان الأساسي لنجاح أي مهرجان هو الاحتفاء والحضور الجماهيري، فمهرجانات سينمائية عديدة سبب نجاحها هو الحضور والتفاعل الجماهيري، كمهرجان قرطاج مثلاً الذي عرف بالحضور الجماهيري الكبير لمعظم العروض السينمائية، فيجب علينا كمهرجان سعودي الاستفادة من التجارب الخليجية التي استمرت لسنوات عديدة ثم توقفت، وإن اختلفت الأسباب في ذلك، لكن برأيي أحد أهم أسباب التوقف هو الغياب الجماهيري.
والجمهور السعودي محب وعاشق للسينما بشكل كبير، فما قبل السماح بوجود صالات السينما في المملكة كان الجمهور السعودي دائم الحضور لفعاليات وعروض سينمائية جديدة في الدول المجاورة، ومازلنا نشاهد هذا الشغف من الجمهور حتى الآن، فالصالات السينمائية السعودية معروفة بالعمل على مدار اليوم، فتجد عروضاً في الساعة الرابعة والسادسة صباحاً.
ختاماً، الحماس كبير سواء من صانع الأفلام أو المحب للسينما، وبالفعل أحسن صنعاً من جعل شعار الدورة (أمواج التغيير) ، وهو عنوان معبر وحقيقي ويعكس واقع التغيرات العديدة في المملكة وأهمها على الجانب الثقافي، ولا شك أنها مرحلة مهمة جداً في التاريخ السعودي السينمائي.

ذو صلة