الآن وقد عرفت
أن كل المراثي تمر
عبر ثنايا نافذتك
فكيف تغارين
من صبايا العصافير
التي تشهق للريح
وتحرم نفسها من أبجديات الغناء،
لتظل في انتظارك
حتى تعودين منهكة
من دلع السنين؟!
كنت تشربين أمانينا
وتضحكين
بالقدر الذي يطول فيه الأنس والحنين
ونحن نكابد وجع كبريائك
ولاتأبهين.
الآن وقد عرفت
بالماء الذي كنت تسقين به دلائي
ولاتشربين
أنك ماعدت تقبلين قفصاً
باللون الوردي
الذي تهابين.
أن يقطع وتينك.. وتنزفين
حتى آخر قطرة
فيسيح عطفي وحناني
ليحتويك.
أتغارين وأنت الحبل الملفوف على عنقي،
والمقصلة المشحوذة
بظفائرك السوداء،
التي أجدها دائماً في انتظاري،
والنزيف الذي يخيط وجعي المنسي؟
الآن وقد عرفت
خبايا أسرارك
فتنطعي كما تشائين
فالبيد أمامك،
ورسن القصائد
بيدي
فماعدت أكترث لغنجك
ودلالك
حتى تأبهين.
فلا وجع السنين
المضني
ولا أحلام العصافير
المنبوذة
يسكنون صوامع دياري
المفقودة بعد الآن
حتى
تباهين بعشقي
نجوم السماء
وتحفلين
لورطة الشعر التي
تأخذني بعيداً عنك
في تيه القدر
ولاتغارين.