مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

على قلبي تلطّف يا شتاء

أفي كلِّ عامٍ يعرف الحزنُ موقعَه
        ويضني قلوباً بالجراح موجَّعه؟

أفي كلِّ عامٍ للخيام دموعُها
        وأنَّاتُ ذكرى تستفيق مرجِّعه؟

لنا في حمى الأوطان بيت ومعشرٌ
        وهذا الحنين/ النَّار تكوي أضلعه

أفي كل عام صورة الخوف والضَّنى
        يد البرد تأتي كالأسُود مروِّعه؟

ويبقى الرَّدى في الأفْق يشحذ سيفه
        يقوِّض أركاناً وينزع أقنعه

وتلهو عبوس الرِّيح في وجه طفلنا
        وأضرع يأبى الثَّلج إلّا مصرعه

رماني بسهم الغدر من كنت خِلَّه
        وكأس الفِراق المرّ قلبي تجرَّعه

يغضُّ الطَّرف عنّي كلُّ مترفٍ
        وداعٍ لشنآن يبارك مطمعه

وقلبي صنو للحياة يحبّها
        يعمّر بالنُّور/ البراءة مربعه

وشوق إلى يوم الرُّجوع يفيض بي
        وصبح هفا للغاديات بها معه

وليس سوى ربي إليه شجوننا
        تضجُّ شكاوانا إليه مفزَّعه

فيثري طويَّات الصُّدور محبة
        ويمحو سبيل الغيِّ يقطع أذرعه

ويدرأ عنا -بالرِّضا- كلَّ حاقدٍ
        يدي في يد الإنسان نسمو لنردعه

ذو صلة