مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

الأسئلة تعجز أن تصفق

إذا غادرت موقعك الحصين،
ورحت ترصد كل شاردة،
وتسبح في خضم من براح؛
فارتقب ما لا يقال عن الحقيقة
واحترف عملاً يعينك في الخروج إلى الحياة،
ولن تنال على يديك سوى الرجوع إلى الوراء:
حكاية الأمس التي غلبت منامك،
واستبدت بالهجوع إلى الصباح،
وأسلمتك إلى المحال، وغافلتك،
ومارست كل الفنون، ولم تعد إلا على قرح
يساوي ألف عام من قرون لم ينم فيها غلام،
أو يقم فيها سلام.
إذا صرعتك أحلام القطيع،
وأنت أصغر من ملوم فاعتذر قبلاً
وصفق للرجوع
فأنت أضعف من جسور،
أنت أضيق من مجال أو زحام.
وما غلبتك خافية الدروب،
ولا استثارت غيلها محن،
ولا عذلتك مؤنسة الخيال حيال أوردة النهار؛
فلا تصفق، أو فصفق..
لا تصفق للمحيل إذا استطاب إلى الرقاد.
وصفق للنهار، ولا تصفق للدروع إذا
تجاوزت الدماء مسيلها
نحو الضياء؛ فعندها
تضع الحروب لهيبها،
يقف الكلام على الشفار
يظل رهن سؤاله
رهج..
سؤالك يخذل الرؤيا،
ويكشف عن غياب الروح،
يفضح غاشيات القلب،
يمنح للرجوع هوى.
سؤالك لا يصفق؛ فانتظر
عند السؤال
وحاجج الروح الذكية
ربما
يقف السؤال على النهار!!   

ذو صلة