مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

يا دار

يا دار، جئتك أشكو الحزن والكمدا
        أين الأحبة؟ قالت: لن تجد أحدا

مضوا، وأحلامهم ذكرى ورائحة
        تكسو القلوب حنيناً بات متقدا

ملامح الوجد في الجدران خاشعة
        وفي النوافذ بوح لاح منفردا

والباب منكسر الإحساس ما فتئت
        يد تهدهده: إنا نعود غدا

ما كان أقسى المنى في الروح باكية
        وهماً تجدّده الأيام قد كسدا

أنا وقفت هنا لم أتخذ بدلاً
        عنهم ولكنني قد جئت لحن صدى

بقية الرمل من آثارهم شهقت
        بخطوة نزفت أحلامهم بددا

كانوا هنا، لحظات الوجد ساكنة
        في كل زاوية، والذكريات مدى

هنا مساندهم كم لهفة حضنت
        من الحكاية تخفي الحب حين بدا

أسمارهم كسراب بتّ أطرده
        ظمآن كي أرتوي من فكرهم رشدا

نقوشهم في ضفاف الروح باسمة
        تبوح للقلب: رفقاً ما تراه ردى

والآن لا أحد. فاض الحنين أسى        
        من يخبر الدار أن العمر راح سدى!

من يخبر الدار أني لم أعد بطلاً
        وأنني عدت مهزوماً أسير عِدا

وأنني متعب، أحيا بلا أمل
        أكاد أهوي، فهل ألقى لذاك يدا!

عمري خريف وأحلامي ممزقة
        فكيف أرسم في الآفاق طيف هدى؟

سلّمتُ راية قلبي لم أجد سبباً
        من الهزائم حتى صرتُ رهن فدا!

قد خان دهري فؤادي كلّ أمنية
        فكيف أحيا؟ ولم يوفِ الذي وعدا

ذو صلة