مجلة شهرية - العدد (572)  | مايو 2024 م- ذو القعدة 1445 هـ

أتخفّى في سيـــــرة نبي

خوفاً من الآتي وظلمةِ جَورِهِ
منذُ احتفالي بالزّمانِ
وغَدْرِهِ
في كُلِّ ذاكرةٍ تقولُ فراشةٌ
لا تجعلِ الماضي يبوحُ
بسِرِّهِ
قلبي تعقّبني وأغلقَ بابَه
حتّى بقيتُ على مشارفِ
صدرِهِ
صعبٌ عليَّ بأن أشكّلَ طينتي
فالماءُ يغسلُني بعلقمِ
مُرِّهِ
لم يبقَ من تَعَبي سوى قدَحي الذي
مازالَ يُسليني بلذّةِ
خَمْرِهِ
لم أسألِ الصدّيقَ عن جَسَدي الذي
مازال موجوعاً بحُفرةِ
بئرهِ
لا شيء يُقلقني كأنّ عقيدتي
نَذْرٌ تبرَّأ من طلاسمِ
نَذْرِهِ
قد جاءَ في التكوين أنّ مدامعي
سالتْ على روحِ الخليلِ
ونارِهِ
وملامحي خَجلى كسجدةِ ناسكٍ
زهدَ الحياةَ على مطالعِ
فجْرِهِ
إنْ كانَ في طُوفانِ نوحٍ حكمةٌ
فأنا المطيعُ المستجيبُ
لأمرِهِ
وأقولُ يا مولايَ أينَ مُحمّدٌ
هلْ من سبيلٍ للحبيبِ
وغَارِهِ؟
خلفي من الهمِّ الثقيلِ رسالةٌ
جاءتْ كأيّوبٍ تفيضُ
بصبْرِهِ
مسعايَ أمٌّ تستغيثُ بزمزمٍ
حنّتْ على عطشِ الصّغيرِ
وعُمْرِهِ
أحكي إلى النُّسّاكِ ذنب غوايتي
مالي سوى البلدِ الحرامِ
وطُهْرِهِ
إنْ كنتُ ذا عُسْرٍ فربّيَ قالَ لي
اليُسْرُ مُختبئٌ بباطنِ
عُسْرِهِ

ذو صلة